لياقة بدنية عالية تتمتع بها "اليمامة أبو راس"، فهي تفيض حيوية ونشاطاً في الملعب الذي يمثل مساحتها الحرة وفرصة لتقديم الأجمل، كرست ذلك بأنها اصبحت لاعبة للمنتخب الوطني للركبي، وتقلدت بالذهب والفضة بالأولمبياد ومع فريقها في عدة بطولات عربية، حيث صنفت ثالث أفضل لاعبة في بطولة غرب آسيا في اليوم الأول، والرابعة في اليوم الثاني.

تعتز "اليمامة" بما قدمته رغم الظروف المحلية التي جعلت البطولات أقل وفرص التدريب مثلها، لكنها حرصت على الوجود وبذل الجهد بداية من الجري إلى كرة القدم إلى الركبي هذه اللعبة الحديثة التي تعرفت عليها بالصدفة وانضمت إلى صفوف الفريق وتألقت معها.

بدأت بالجودو

تقول "اليمامة": "بداية أنا طالبة إعلام أتابع دراستي الأكاديمية بهمة عالية، لأن الرياضة التي رافقتها من عمر الست سنوات تعني لي الكثير ولم أفاضل بينها وبين الدراسة، وحافظت على الدراسة والتدريب بالدرجة ذاتها" .

اليمامة في الملعب

"اليمامة" اليوم لاعبة المنتخب الوطني للركبي سيدات ونادي العمال، بدأت الرياضة كلاعبة جودو، تتلمذت على يدي والدها مدرب الجودو "فراس أبو راس" الذي شجعها واهتم بموهبتها وراهن على نجاحها لثقته بما لديها من مهارات، وكان لها أكثر من مشاركة على مستوى الجمهورية والأولمبياد الوطني في "دمشق" بالجودو، وحصولها على الميدالية الفضية في مشاركتها الأولى مثّل إنجازاً كبيراً وحدثاً مهماً في بطولة من أقوى البطولات التي تتم على مستوى "سورية" والمنطقة.

مع ألعاب القوى

بدأت ممارسة ألعاب القوى وهي بعمر الثانية عشرة، وعن ذلك تقول: "شاركت باسم نادي "الرحى" في بطولة الجمهورية ومسافة مئة متر جري، وحصلت على مركز جيد جدا 14 ثانية بالمئة متر، بعدها طلبني مدرب النادي العربي "غسان الحلبي " للمشاركة ببطولات الأندية لأشارك على مستوى الجمهورية باسم النادي العربي، وتعد تجربتي الأجمل مع المدرب "غسان الحلبي" الذي كان له دور بمسيرتي الرياضية".

في بطولة غرب آسيا

"اليمامة" بدأت مع النادي العربي ب400 متر وبعدها مئة متر حواجز، ومن ثم 200 متر، وحققت نتائج متميزة، وتمكنت من المشاركة بالأولمبياد الوطني لمرتين، جودو عام 2014، والثانية ألعاب قوى عام 2016، وحصلت على 3 ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية على مستوى 3 ألعاب.

أما عن الركبي وكرة القدم فقد استطاعت "اليمامة" خلال فترة قصيرة الانضمام لفريق نادي العربي لعدة أشهر، ونقلت كشوفها للنادي العمالي ولعبت دوريا سوريا واحدا، وتوقفت بعد أن راقبت منذ أربعة أعوام من خلال تمرين جري فريق الركبي.

المدرب ظافر القزاح

دورات وتمارين

تقول: أحببت لعبة الركبي، كونها جمعت بين كل الرياضات التي تميزت فيها بالسرعة وشعرت أنها الأفضل، وكانت لي مشاركة عام 2018 كأول مشاركة للمنتخب ببطولة غرب آسيا في بطولة "لبنان"، تحضرنا وتم انتقاء النخبة منا للمنتخب الوطني، وكان اسمي من بين اثنتي عشرة لاعبة، وحصلنا على مركز ثالث وأخذنا كأس الدرع بهذه البطولة وكان لي شرف أن أمثل وطني في أول المباريات وأكون من مؤسسي اللعبة".

بعد "لبنان" انتقل الفريق إلى "مصر" بعد توقف عامين، وشارك ببطولة العرب للسيدات العام الماضي وحققنا المركز الثاني وبالسنة نفسها في بطولة "قطر".

تضيف:" كانت لي مشاركة قوية مع المدرب "ظافر القزاح" وهو مدرب مخضرم ساهم بتطوير الفريق بطريقة علمية كونه مؤهل وخبير، وحققنا نتائج جيدة وبالنسبة لي دربني على مهارات التشويط وصقلها حتى بطولة "قطر"، وحققت رقماً جيداً وكان ترتيبي ثالث أفضل لاعبة بغرب آسيا واليوم الثاني، وكان رابعا وهذا أول تصنيف لي" .

تختتم "اليمامة" بالقول: قد نتعرض للتنمر أحياناً كلاعبات، ولكن الركبي من أجمل الألعاب، وهي ليست عنيفة لمن أتقنها وتعلم أصولها، كونها لعبة جماعية علمتني كيف أقاتل لأجل الفريق ولا أترك رفيقتي بأرض الملعب، وكيف نضحي وكيف ننتمي للفريق.. الركبي رياضة فيها التحام وقوة بدنية وليست عنيفة والالتزام بالقوانين يحمي النفس، وليس لدي إصابات وأشجع كل اللاعبات على التجربة".

"ليدر شيب"

يعتز "ظافر القزاح" مدرب المنتخب السوري للركبي أن "اليمامة" من أحسن اللاعبات على مدى سنين بما لديها من شغف وسرعة بديهة وذكاء والتلقي الكبير للمعلومة بثواني.

يقول :" كانت تلعب بالمنتخب وعندها بعض المهارات التي لم يتم اكتشافها، حاولت صقل موهبتها وتطوير طريقة اللعب لدى "اليمامة" فتجاوبت وهي من أحسن اللاعبات العربيات ومن أحسن ثلاث لاعبات في بطولة غرب آسيا، رغم وجود أجنبيات، وعندها ميزة اللعب بالكرة بطريقة محترفة وأعدها "ليدر شيب" الفريق".

ويضيف: "لدي كمدرب ثقة كبيرة بها فهي قادرة على صنع التغيير، أنا فخور بها ولديها فرصة كبيرة للاحتراف في أي دوري في أوروبا، بحكم صغر السن وطاقة الاستيعاب مهما كانت الظروف والأداء المميز مع المجموعة".

"اليمامة" من مواليد عام 2002، اجتازت دورة C التدريبية في كرة القدم، ودورة التحكيم درجة ثالثة، لكنها لم تطبقها على أرض الواقع لتتابع الركبي، واتبعت دورة كوتشينغ مستوى أول للركبي ودورة تطوير الركبي بالمدارس والتحكيم، وتتابع مع النادي العمالي كلاعبة وهناك أنشطة تدريبية للطلاب.