تكمل مبادرة "معاً للاكتفاء الذاتي" التي لاقت صدى اجتماعياً كبيراً في "السويداء"، الانتقال إلى مرحلة جديدة عنوانها المقايضة كخطوة جديدة ترتكز على مبدأ الحصول على منتجات معينة ومبادلتها بمنتجات أخرى.

فكرة المبادرة جاءت بناء على متابعة لواقع المبادرات المحلية التي تظهر زيادة في عدد المشاريع الصغيرة، وعدد المنتجين في القطاع الزراعي والصناعي والحرفي، وإيجاد فرصة جديدة للتسويق والسعي لخلق فرص جديدة لتبادل المنتجات، وتأمين الاحتياجات في ظل ارتفاع الأسعار.

لا أستطيع الاستغناء عن العسل لكن ارتفاع أسعاره شكل صعوبة في الحصول عليه، ومن خلال المقايضة كانت العملية أيسر وحصلت على 2 كغ من العسل الممتاز، وحالياً أعرض عدداً كبير من منتجاتي من النباتات الطبية المجففة والمزروعات للمقايضة ومشاهدة الإعلانات على الصفحة

تطوعية

تقول الدكتورة "ربيعة زحلان" مؤسسة مبادرة "معاً للاكتفاء الذاتي" إن المبادرة تطوعية وتمت بالتعاون مع المجتمع الأهلي وقد وصلت لأكثر من مئتين وخمسين أسرة، فالغاية هي تبادل المنتجات بصيغة المقايضة، حيث يتم مثلاً مبادلة الزعتر المنزلي بالزيتون والقمح بالعسل واللبنة بالخضار، كما يمكن أن يكون للأعمال اليدوية مشاركة.

شعار المبادرة ولقطات من مشاريع تم دعمها

وتضيف "زحلان": «خلال عامين من العمل استطاعت المبادرة دعم عدد من المشاريع وتنظيم عقود ومعظمها مشاريع زراعية كتصنيع الألبان والأجبان وتربية الدواجن، وهي عبارة عن مشاريع صغيرة ومشاريع متناهية الصغر خلقت فرص عمل لعدد كبير من الأسر، وقد ساهمت صفحة المبادرة على وسائل التواصل، في نشر أي عملية مقايضة لمن يرغب بتبادل المنتجات، وتم نشر رقم هاتف للتواصل وبالفعل بدأ الإقبال على النشر بشكل جيد».

ليس عيباً

لنبادل الفائض عن حاجتنا بما نحتاجه فكرة تؤكد عليها الدكتورة "زحلان" كون الغاية من العملية حسب قولها، تحريك سوق التبادل والاستفادة من المنتجات خصوصاً في ظل ركود الأسواق وضعف القدرة الشرائية، ليكون لدينا عدة خيارات لضمان الحصول على المنتجات، ويكفي أن نطرح إنتاجنا بالقيمة المحددة للكيلو أو للقطعة، ونبادلها مع مادة أخرى ضمن معادلة بسيطة، كأن يبادل كيلو الزيت بعدد من كيلو غرامات من القمح أو اللوز أو غيرها من المنتجات وهذا ما تم بالفعل.

الدكتورة ربيعة زحلان

ووفق ما تؤكد "زحلان" فقد تمت عدة عمليات للمقايضة من منتجات مختلفة بسهولة ويسر من منتجات المشاريع المدعومة من قبل المبادرة ومن خارجها، وتظهر قائمة المعروضات للمقايضة حجم التفاعل فقد تم عرض الشوكولا والإكسسوارات والقمح والزيت والعسل وغيرها كثير.

وتضيف: «ليس على كل من يقوم بالمقايضة أن يكون بالضرورة محتاجاً، وليس بالضرورة أن يكون مكتفياً، ببساطة الجميع على اختلاف مستوياتهم المعيشية يستطيعون الاستفادة من مبدأ المقايضة، وهي فكرة ليست عيباً أو أمراً محرجاً، وهذا بالفعل ما نرغب بإيصاله، فالغاية تتمحور حول التبادل للاكتفاء لنشعر بالوفرة، ولا نعدم الوسيلة للحصول على الغذاء في هذه الظروف الصعبة، وهي عملية تكمل دائرة الإنتاج، فإن طال الركود سنكون في موقع خطر يهدد معظم المشاريع بالتوقف وخاصة أنها مشاريع صغيرة، وبذلك نخلق فرصة جديدة للحد من الاعتماد على المال والاكتفاء بتحديد قيمة عادلة للمنتج والحصول على ما يقابله من أي منتج نحتاجه».

العسل مقابل الزيت

عشرات الاتفاقات تمت وكان الرصيد غنياً بالمواد، لدرجة أن هناك من عرض تلفازين مثلاً للمقايضة على منتج زراعي، وغيره ممن عرض منتجه لمبادلته بمنتج آخر يطلبه، وتمت المقايضة بين المنتجين مباشرة.

الجديد بالذكر أن المنتجين شاركوا إعلانات المقايضة من صفحة المبادرة، ما ساهم في نشر الفكرة بشكل واسع حفز المنتجين على الإعلان عما لديهم وفق الطريقة التي حددتها المبادرة.

ومن الإعلانات التي جرى نشرها مثلاً: ("ننتج عسل... ممتاز .. ونرغب أن نقايضه على زيت زيتون" السويداء" مهما كانت الكمية، ولنعادل القيم المقايضة تكون: كل كيلو عسل بكيليين ونصف الكيلو من زيت زيتون "السويداء" وتم عرض رقم للتواصل").

تقول صاحبة الإعلان المهندسة "فاتنة النمر": «من إنتاج مناحلنا من العسل حاولنا مقايضته بكمية من زيت الزيتون، وشاركنا بحملة المقايضة دعماً للمبادرة، وللتعامل مع المنتجين بشكل مباشر، وكان أن عرضت السيدة "سامية أبو حسون" من قرية "سهوة بلاطة" لمنتجها من الزيت، وتمت العملية لكننا لم نحصل على كمية كبيرة من الزيت وبادلنا 2 كغ من العسل بـ5 كغ من زيت الزيتون».

السيدة "سامية" وجدت في المقايضة حلاً جدياً للحصول على العسل الجيد الذي تشتريه لابنها وهو من مرضى متلازمة داون، وتقول: «لا أستطيع الاستغناء عن العسل لكن ارتفاع أسعاره شكل صعوبة في الحصول عليه، ومن خلال المقايضة كانت العملية أيسر وحصلت على 2 كغ من العسل الممتاز، وحالياً أعرض عدداً كبير من منتجاتي من النباتات الطبية المجففة والمزروعات للمقايضة ومشاهدة الإعلانات على الصفحة».

"أبو حسون" تخبرنا أنه وبفعل المبادرة تم التواصل بينها وبين عدد كبير من المنتجين وذلك جعلها تطلع على منتجين جدد، وهذا ما يكفل إجراء اتفاقات مقايضة جديدة من دون المال لنكتفي مما ننتج، وهذا حسب رأيها حل فيه كثير من اليسر والمرونة في هذه المرحلة.