وجد مصطلح ربط الجامعة بالمجتمع صداه في كلية الزراعة بجامعة "البعث"، وذلك من خلال عدد من المشاريع والدورات التعليمية الإنتاجية التي أطلقتها الكلية، ما أتاح المجال للطلاب لممارسة الزراعة على أرض الواقع وفي مساحات أكبر من تلك التي عادة ما تكون حقل تجارب، وذلك لوضعِ طلاب الكليّة على الطريق الصّحيح في مجال التطبيق العملي وتأسيس المشاريع الزراعية الصغيرة.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت أحد المدربين في هذه النشاطات واثنين من الطلاب المشاركين للوقوف أكثر على تفاصيلها.

(القمح، البصل، الثّوم، الفجل، الجزر، السّلق، الرشّاد، اللفت، الكزبرة).. كلها أصنافٌ متعددة تعلّمنا زراعتها والعواملِ المؤثرة فيها، بالإضافةِ إلى تطبيق ذلك بأنفسنا

مبادرةُ استثمار

فكرةٌ أرادَ طلابُ جامعةِ "البعث" إيصالها... مفادها أنّهُ لو تمَّت إدارة دفّة الاهتمام الزراعي نحوَ كلِّ شبرٍ خالٍ من الزراعات وإيجاد القوانين اللّازمة لذلك لزاد الإنتاج وخّفَّت وطأُة لهيبِ الأسعار، ولهذا اتجهَت مجموعةٌ من طلابِ كليّةِ الزراعة لإعادة تأهيل الحدائق -قد تناولت ذلك المدونة سابقاً-، وتوازياً مع ذلك استثمرَ الطلابُ هذه المساحات لتطبيقِ مشروعاتهم وتدريباتهم المتنوّعة ما بينَ زراعةِ أصنافِ القمحِ القاسي والطريّ وتمّ تقسيمها لثمانية أصناف، كلُّ صنفٍ بقطعة منفصلة ليتسنى للطلبة التفريق بين القمحِ والشّعير وأصناف القمح المختلفة الأخرى.

من دورة استخلاص الزيوت العطريّة

يقول المهندس "محمد حسين أحمد" وهو طالب دكتوراه في كليّة الزراعة ومشرف في سلسلة الدورات: «أقمنا سلسلة هذه الدورات بإشراف فرقة الزراعة -الشعبة الثالثة- مكتب الشّباب، فإضافة إلى زراعة الشعير وأصناف القمح، أقمنا ورشة عمل ميدانيّة لزراعةِ الخضار الشّتوية، مكّنت الطلاب المشاركين من الوقوف على أخطاء في زراعة هذه الأنواع وكيفيّة زيادة إنتاجها».

ويضيف: «نطمح لأن نحظى بدعمٍ من الجهات المعنيّة لتوسيع فكرة استثمار الأراضي المهملة زراعيّاً، كوننا بأمس الحاجة لكلّ شبرٍ لنصلَ لمرحلة الاكتفاء الذاتي الذي كنّا ننعمُ به قبل عام 2011، فهذا النقص الحالي وارتفاع أسعار الخضار في بلدٍ زراعيّ له سببان... الأول هو ظروف الحرب التي نعيشها وتداعياتها، والثاني هو اللّحاق بالمدن وترك آلاف الدونمات بوراً رغمَ أنّها صالحة للزراعة وخاصّةً في ريف "حمص" الغربي».

تطبيق عملي لزراعة الخضار الشّتوية

خضار شتوية

استثمار الأراضي المهملة زراعيّاً

يلجأ الكثير من الأشخاص لزراعة أصناف من الخضار الشّتوية في حدائقِ منازلهم مهما كان حجمها، وحتّى في الأصائص لتوفيرِ شرائها وسطَ لهيبِ الأسعار... لذا انطلقت ورشة زراعة الخضار الشتوية مع تطبيقٍ عمليّ، وعنها تتحدثُ "حنين قدّورة" طالبة سنة أولى في كليّةِ الزّراعة: «(القمح، البصل، الثّوم، الفجل، الجزر، السّلق، الرشّاد، اللفت، الكزبرة).. كلها أصنافٌ متعددة تعلّمنا زراعتها والعواملِ المؤثرة فيها، بالإضافةِ إلى تطبيق ذلك بأنفسنا».

وفطر محاري

تخلّلَ هذه الحقيبة التدريبيّة ورشة زراعة الفطر المحاري، وهو نوع فطرٍ جديد في الزراعة في "سورية"، وتأتي أهميّة معرفة وإتقان زراعته من مردوده الجيّد وقابليّة تصنيفه كمشروع صغير.

يبيّنَ "أحمد الجاعور" طالب سنة رابعة في كليّة الزراعة: «اتبعتُ ورشة عمل في الكليّة حول الفطر المحاري وتفادي الثغرات في زراعته، وأسستُ مشروعي الخاصّ في ذلك معتمداً على تقلّبات الطقس من جهة ومتحايلاً لخلقِ جوٍّ من الرّطوبة عن طريق أدواتٍ بسيطة، وبالتالي ربح المشروع مرهونٌ بالجوّ أولاً وهذه هي الصّعوبة الوحيدة به».

الجدير ذكره أنّهُ تمَّ التدريب بإشراف المهندسين "محمود غصّة"، "مؤيد حوراني".

يكمل "أحمد" حديثه عن المشروع وأهميّة رأس المال الجيّد فيه: «هناك آلات خاصّة لاحتضان الفطر المحاري وتأمين الرطوبة والجوّ اللّازمين ليثمرَ وينتجَ بلا أي عوامل طبيعيّة أخرى وبالتالي تضمن هذه الآلات الإنتاج على مدار السّنة وفي كلّ الفصول، ولكنّها باهظة الثمن لذا يتطلب هذا النوع من الفطر رأس مال قوي».