تفتحتْ عينا "أجفان خليل" على سماع الموسيقا والعزف الراقي في منزل يعبق بالموسيقا، فأختها الكبرى مدرسة موسيقا، وأغلب إخوتها يحترفون العزف على آلات موسيقية، فأحبت بالفطرة الموسيقا والعزف والغناء، وتمكنت من العزف على العود ولكن بشكل سماعي، فتبوأت في المرحلة الابتدائية المراكز الأولى في مسابقات رواد "الطلائع" في مجال الغناء، وعملت على تطوير نفسها أكاديمياً وواصلت طريقها الفني.

قائد الفرقة

بعد حصولها على الثانوية العامة، سجلت في جامعة "البعث" كلية الآداب فرع اللغة "العربية"، لكن ذلك لم يكن غايتها وشغفها، ونظراً لعدم وجود كلية للموسيقا تقدمت لمعهد الموسيقا، وحاولت التوفيق بين دراسة اللغة العربية والمعهد، فأبدعت بالموسيقا حتى شهد لها مدرسوها، ثم تابعت دورات تخصصية مركزية، لتصبح قائد فرقة عزف وغناء جماعي في كورال طلائع البعث في "حمص".

شاركت بالعديد من النشاطات، ولدي ساعات فرح دورية سنوياً في أعياد "آذار" و"نيسان" واحتفالات "تشرين"، الحفلات تقدم عادة على مسرح دار الثقافة في "حمص" أو على مسرح "الزهراوي" وفي المركز الثقافي في حي "الشماس"، حيث نقدم كورالاً جماعياً عزفاً وغناءً، وقد شاركنا ببرنامج تمكين اللغة العربية، واحتفالية تكريم أبناء الشهداء

عن تجربتها تقول "خليل" : «عينت في عام 2003 في إحدى المدارس كمدرسة موسيقا، عملت بداية بمبادرة فردية على تأسيس فرقة لكل مدرسة أدخلها، لقناعتي بضرورة وجود فرقة تعزف أثناء تحية العلم، فأسست فرقة موسيقا وغناء، وفرقة للرقص الشعبي والدبكة وللرقص بشكل إيقاعي موسيقي، كنت أقدم فقرات متنوعة خلال حفلات التنسيب لفرع "طلائع البعث"، فقاموا بدعوتي عام 2010 لفرع طلائع البعث، ليتم ترشيحي لأكون مدرّسة الأنشطة التطبيقية، وكان لمنظمة طلائع "البعث" الدور الريادي في دعمي ودعم المواهب ومتابعتهم في جميع الأنشطة والاهتمامات ضمن خطة وضعتها منظمة طلائع "البعث" في كل الأنشطة التربوية».

الكورال أثناء التدريب

وتضيف : «بدأت بجولة على مدارس المحافظة، انتقيت خلالها مجموعة من المواهب، وصل عدد الأطفال إلى أربعين طفلاً، كانوا نواة الفرقة التي عملت عليها، وهم من الأطفال القادرين على العزف على أي آلة موسيقية، ولو بشكل بدائي، عملت على تأسيسهم كنوتة وصولفيج مع تمارين غناء، لأنتقي منهم المميزين، دربتهم على تمارين الصوت، بالإضافة للصولفيج، فقسمت الأدوار كل حسب خامة صوته، وانتقيت لهم الأغاني التي تناسب كل منهم.. لأبتعد لاحقاً عن الفنون الشعبية وأركز على العزف والغناء، والجميل في الفرقة أنها تضم أطفالاً من جميع أنحاء المحافظة ريفاً ومدينة».

ساعات فرح

وعن مشاركاتها تقول "خليل": «شاركت بالعديد من النشاطات، ولدي ساعات فرح دورية سنوياً في أعياد "آذار" و"نيسان" واحتفالات "تشرين"، الحفلات تقدم عادة على مسرح دار الثقافة في "حمص" أو على مسرح "الزهراوي" وفي المركز الثقافي في حي "الشماس"، حيث نقدم كورالاً جماعياً عزفاً وغناءً، وقد شاركنا ببرنامج تمكين اللغة العربية، واحتفالية تكريم أبناء الشهداء».

مديرة مدرسة الأنشطة "حياة العيسى"

وتتابع "خليل": «من المفاصل المهمة في حياتي التي أفتخر بها عملي كمدربة على مستوى القطر في دورات تخصصية مركزية للمسرح والموسيقا، ومشاركتي بمهرجان أغنية الطفل السوري على مستوى "سورية"، للسنة الخامسة على التوالي، ومن بين المشاركين أطفال قمت بتدريبهم وحصلوا على مراكز متقدمة بمسابقات الرواد، ومن طلابي المتميزين من سافر إلى "بيلاروسيا"، وقد تألق بعض طلابي ومنهم "يائيل القاسم" في برنامج "ذا فويس"، حيث عملت على تدريبه منذ الصف الثالث الابتدائي، وكان ممن شاركوا في مهرجان الطفولة، ومن مشاركاتي التي تركت صدى الحفل الذي قدمناه بمناسبة أعياد "نيسان" منذ عامين، حيث قمت بتقديم مهرجان تراثي لكل المحافظات "السورية"، حيث تم انتقاء أغنية تراثية من كل محافظة، قدمها مجموعة من الأطفال حوالي 60 طفلاً، وعملي الأخير من فترة قصيرة وهو حلقة بحث عن الشاعر السوري الراحل "عيسى أيوب"، تضمن الحفل أغاني كتبها للعديد من المطربين المخضرمين بصوت أطفال الكورال، ليكون الحفل بطاقة شكر وعرفان لتاريخ الراحل وإحياء لذكراه، حيث بلغ عدد الأطفال المشاركين مئة وخمسين طفلاً، وذلك على مسرح دار الثقافة في "حمص"، ونعمل الآن على التحضير لعدة نشاطات قادمة، منها حفل تكريم رواد الطلائع».

جهد وعطاء

عن تجربة "خليل" تتحدث مديرة مدرسة "محمود سلوم" للأنشطة التطبيقية "حياة العيسى"، قائلة: «المدرسة "أجفان" تقوم بتدريب فرقة مكونة من 150 طالباً من الفئات العمرية كافة، حيث نستقبل هنا الأطفال من الصف الرابع الابتدائي حتى السادس، ولكن لدينا استثناءات في هذه الفرقة، نستقطب المواهب من الأعمار كافة من الصف الأول حتى السادس الابتدائي.. وقد كان لـ"خليل" وفرقتها مشاركات في كل المحافظات، قدموا عدة عروض في دار الأوبرا في "دمشق"، وشاركوا في مهرجان أغنية الطفل، و"خليل" عضو في لجنة التحكيم كونها تعطي مادة الصوت، وهي من المتميزين بعملها، تقوم بمتابعة طلابها حتى خارج أوقات المدرسة، فعند إقامة نشاط تتابع طلابها حتى في منازلهم، حيث لا تدخر جهداً يكون فيه مصلحة العمل، ولو كان لدينا أكثر من معلمة بهذه الحمية والاندفاع لكان لدينا أكثر من فرقة في المحافظة، لأنّ وجود أكثر من طالب في الفرقة يدل على جهدها الواضح، وهو إنجاز تشكر عليه، مع العلم أنه لا يوجد أيُّ مقابل مادي..».

الكورال على مسرح دار الثقافة في حمص