عمد "محمود عجمية" من قرية "المفكر" في شمال شرق "سلمية"، لتوفير الوقت والجهد وتسويق منتجات أبناء قريته في "سلمية"، في محل أسماه "خيرات المفكر"، فأصبح يجمع منتجات المزارعين النباتية المجففة والحيوانية ويبيعها في محله، ليوفر عليهم معاناة النقل أيضاً ولا سيما مع ارتفاع أجور النقل اليومي، وبالوقت نفسه تأمين منتج زراعي وحيواني مضمون الجودة وبأسعار مقبولة.

جودة وأسعار مقبولة

عن عمله هذا يقول "عجمية": <<بعد عودة الأمان لريف "سلمية" الشرقي، افتتحت محلّاً تجارياً في أيلول 2021 بعد زيادة إنتاج القرية الزراعي من حبوب وخضار -حيث عمد أهل القرية لتجفيفها وتسويقها- وكذلك المنتجات الحيوانية من حليب ومشتقاته، ومع ارتفاع أجور النقل وأعبائه على الفلاحين والمزارعين، عمدت لتسويق منتجاتهم الطبيعية المكفولة بجودتها وأسعارها المشجعة للجميع>>.

ويشير "عجمية" إلى أن أهم منتجات قرية "المفكر" هي الحليب ومشتقاته من السمن البقري والغنم والأجبان والألبان، والكشك والشنكليش، ومن المنتجات النباتية المجففة الملوخية والباذنجان والفليفلة والقمح المقشور ودبس الرمان ورب البندورة والبيض البلدي.

اسماعيل مقصود مزارع يسوّق إنتاجه في محل محمود

منتجات بعبق التراث

محمد الشعار زبون خيرات المفكر

ولاقت المنتجات التي يجلبها "عجمية" معه إلى المحل إقبالاً من الزبائن ويقول "محمد الشعار": <<منذ افتتاح "محمود عجمية" محله وأنا أتسوق منتجاته التي يحضرها من قرية "المفكر".. طعم اللبن والجبن يذكرني بما كانت تصنعه جدتي، التي كانت تقدمه لنا فنأكله برغيف التنور الذي كانت تصنعه براحتيها، وما يقدمه "محمود" في محله يحمل عبق الماضي فمنتجاته مصنوعة بحرفية وجودة ونظافة وهو طيب يهتم برضا الزبائن وينوع المواد تلبية لحاجة الجميع>>.

بدوره يقول "فيصل الحموي" 1940 وهو متقاعد ويتسوق من محل "خيرات المفكر": <<أنا من قرية "تل جديد"، وما أتسوقه من محل "محمود" يفيض برائحة ما تصنعه عائلتي من زبيب ودبس وجوز ولوز وجبن ولبن، يصنعون كل المنتجات بصدق لا مكان للغش فيها، وأسعارها مناسبة وأقل من السوق وفيها رائحة الضيعة النقية والنظيفة>>.

محمد مصطفى عجمية مزارع وغنام

كفالة وسمعة طيبة

واستقطب محل "محمود عجمية" المزارعين ومربي الثروة الحيوانية في المنطقة، لتوريد إنتاجهم له، وحسب قول "إسماعيل مقصود" مزارع من أهالي "المفكر": <<نزرع الكرمة والزيتون والجوز واللوز، والخضار الصيفية كالباذنجان والفليفلة والبندورة، ونبيع جزءاً منها في سوق الهال، والباقي تعمل النسوة على تجفيفه، كالباذنجان للمحشي أو دبس الفليفلة -تجفيفها وجرشها- وحفظ الزيتون في أوعية أو عصره واستخراج زيته، ونعمل على صناعة دبس العنب والزبيب وعصير الرمان الذي نغليه على الحطب، وأيضاً تقوم ورشة عمال بذلك، وهذه المنتجات كنا نبيعها في قرية أخرى "تلتوت" أو لأقاربنا، أما الآن وبعد أن افتتح "محمود عجمية" محلاً في مدينة "سلمية"، أصبحنا نسوّق منتجاتنا له، فهو صادق بالتعامل وخفف عنا عبء النقل المكلف>>.

ويقول "محمد مصطفى عجمية" 1991 مزارع ومربي أغنام:

<<بعد نزوحنا لخمس سنوات من قرية "المفكر" عام 2013 وحتى 2017 بسبب الأزمة، كانت خسائرنا على المستوى الزراعي بالكامل، ولكننا عدنا من جديد نزرع الخيار والبطيخ والبطاطا والبصل ونبيعها في سوق الهال، وسنعمد لافتتاح محل في "المفكر"، والآن نربي الأغنام ونصنع جميع المنتجات الحيوانية كاللبن والجبن والقريشة والسمن البلدي ونسوقها في محل "محمود عجمية"، فهو مصدر ثقة الجميع، ونحرص على سمعة القرية بطيب المنتجات>>.

تبقى الإشارة إلى أن قرية "المفكر" تقع في شمال شرق "سلمية" وتبعد عنها 21 كيلومتراً تقريباً وكانت تدعى "المفجر" لكثرة عيون الماء التي تجري فيها عفوياً، فاعتمد سكانها على الزراعة وتربية المواشي وزادت منتجاتهم، ما ساهم في تغطية احتياجات سوق "سلمية".

أجري اللقاء في 12 شباط 2022.