كما للرسم أدوات لا تخيب ألوانها، وكما للموسيقا أنغام لاتخطئها أذن، أيضاً للجمال أنامل تترجمها للعيون.

الشابة "مارينيه أوهان"، عاشقة الجمال، تنقله من الخيال إلى الخيوط، تسكب فيه شغفها في الحياكة، فتخرج بأجمل اللوحات وأبهى القطع بفن "الكروشيه".

حياكةُ الأحلامِ

تتحدث "مارينيه" لمدوّنة وطن عن بداياتها وكيف تعلمت حياكة الصوف، فهوايتها بدأت -حسب قولها- منذ أن كانت طفلة في العاشرة من عمرها في الصف الرابع الابتدائي.

بساطة وأناقة

تشير "مارينيه" إلى أنها كانت مولعة بالأشغال اليدوية، وبالصوف تحديداً، وكانت تراقب بشغفٍ حركات يد والدتها وهي تحيك الصوف، وتحيك أحلامها وهي الطامحة بتعلم هذه الحرفة منها، ولذلك فقد كانت العطلة الصيفية المساحة الأولى التي استطاعت احتضان حلمها والمضي بها نحو التحقيق، وهكذا بدأت تتعلم حياكة الصّوف، وكبرت معها هوايتها، حتى أصبحت خيوط الصوف مطواعة بين يديها، تحيك خيالاتها فتخرج بقطع فنية جميلة.

وتتابع "مارينيه" حديثها بالقول: "عندما أتقنت فن حياكة الصوف لم يكن يخطر ببالي يوماً أن تتحول الهواية إلى مهنة، لكن تشجيع الأهل والأصدقاء وإعجاب المحيطين بعملي، جعلني أفكر في نشر أعمالي، وهكذا وعبر الإنترنت أنشأت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام" باسم "MScraft" وبدأت أعرض فيها أعمالي، إضافة إلى مساعدة الأصدقاء في تعريف ممن حولهم بالأعمال التي أقوم بها".

من هواية إلى مهنة

طموحٌ وإرادة

حياكة الصوف تحتاج إلى لمسات خاصة

وعلى الرغم من أن المردود المادي ليس كبيراً في هذه المهنة، إلا أن "مارينيه" ترى فيه فرصة للاستقلال، لبدء مشروع جديد لأي شخص لا قدرة له على البدء بمشروع كبير، سواء كان شاباً أم فتاة، المهم أن تكون البداية.

تقول "مارينيه" إنها تستمتع بكل لحظة تقضيها وهي تحيك الصوف، فذلك على حد وصفها أشبه بالآلة الموسيقية التي تستطيع ان تعزف عليها ألحاناً، وفي كل مرة يكون اللحن مختلفاً وجميلاً.

وعن رأي المحيطين بها ترى أن ثمة من شجعها ودعمها، وعدّ كل ما تقوم به فنّاً يستحق أن يُعلن وينتشر، أما القسم الآخر فاستهجن أن تعمل مهندسة بحياكة الصوف والكروشيه، وتساءل ما الرابط المشترك بين المجالين، لكنها أكّدت في كل مرة أنّ الهواية لا علاقة لها بالتحصيل العلمي، ولا بالمهنة الأساسية للمرء، بل ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالطموح والإرادة لتحقيق هذا الطّموح.

فنُّ اللمسة

انطلاقة مشروع "مارينيه" كانت من "اللاذقية" ولكن سرعان ما تطور عملها ليشمل محافظات أخرى، فهناك -كما تقول- زبائن باتوا يطلبون منتجاتها وخصوصاً في "دمشق" و"حلب"، مضيفة أنها تطمح للوصول والانتشار أكبر وفي كل المحافظات السورية، وأن يكلل مشروعها بالنجاح ويتوسع من عمل فردي ليصبح ورشة كبيرة تصل حتى إلى خارج "سورية".

وفي ختام اللقاء معها تقدم "مارينيه" نصيحة لكل الراغبين في العمل سواء في حياكة الصوف والكروشيه أو غيرها من الحرف، بأن يضعوا لمستهم الخاصة في كل عمل، فهناك على حد قولها "الكثير من الألبسة والحقائب الصوفية، والكثير من منتجات الكروشيه، لكن لكل شخص بصمة خاصة، وميزة تميزه عن غيره، ومتى قُدّم العمل بمهنية وشغف فإنه حتماً سيصل وسينال الإعجاب، وأن يثابروا على تحقيق حلمهم مهما كانت الصعوبات ومهما كثرت العوائق، فالعمل الجاد سيعطي في النهاية نتيجة مرضية".