يجسد المهندس "محمد ياسين" في اختراعاته، مثالاً للشاب الطموح القادر على ابتكار الحلول للمشكلات الواقعية معززاً أدواته بالدراسة الأكاديمية للهندسة الكهربائية، وساعياً لتوظيف أفكاره في خدمة المجتمع.

وضوح الرؤية

مدونة وطن تواصلت مع المهندس "محمد ياسين" المجتهد في ريادة الأعمال وحول هذا المجال يقول: «منذ المراحل الدراسية اجتهدت في المجال الذي اخترته وأحببته، ووضعت نصب عيني التخرج من كلية الهندسة الكهربائية للدخول إلى عالم ريادة الأعمال، حيث كان همي الأول الدخول إلى سوق العمل، وتحسين مستوياتي العلمية من جهة، وتأمين مستلزمات المجتمع واحتياجاته من جهة أخرى».

بدأ احتضان شركتي الناشئة منذ حوالي العام، ويعود لها الفضل في تأمين مركز ومكان عمل مناسب تتوفر فيه معظم مستلزمات العمل من بيئة اجتماعية وخبرات متنوعة، إضافة إلى قدرتها على عرض المشاريع وترويجها عبر المعارض ووسائل الإعلام

ويضيف: «أول مشاريعي كان مشروع التخرج الجامعي، وهو عبارة عن كرسي كهربائي للمقعديين مزود بعدة سرعات ويستثمر منزلياً وخارجياً، تم تسليمه إلى شخص مقعد للاستفادة منه، ثم بدأت أعمل على نماذج شواحن إنارة وصممت نموذجاً توفيرياً قمت بترويجه وبيعه، بعدها شاركت في مسابقة "سويتش" للطاقات المتجددة، عبر نموذج طاقة شمسية مميز وحصلت على المركز الثاني في المسابقة، ثم بدأت العمل على نظام توليد أكسجين للمرضى، وصنعت نماذج منزلية منه وحصلت من خلال ذلك على المركز الرابع في مسابقة "تميز"، وكانت أولى مشاركاتي في الموسم لعام 2019، ثم شاركت في عام 2020 بنموذج جهاز تعقيم على البارد وهو الأول محلياً وعالمياً، وحصلت به على المركز الثالث في مسابقة "تميز" وسجلت من خلاله في حاضنة تقانة المعلومات في "اللاذقية"، حيث تم قبولي كشركة ناشئة منذ حوالي السنة في حاضنة "تقانة المعلومات" في الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" فرع "اللاذقية"».

مشاركته بمسابقة "تميز"

الابتكار بمواد بسيطة

أحد مشاريعه

في المجال الصحي وبالتزامن مع انتشار وباء كورونا، صمم المهندس "ياسين" أجهزة تعقيم أشخاص اتوماتيكية، وحول استخدامها يقول: «تم تركيب أجهزة في كل من مشافي الأطفال والحفة والمشفى الوطني في "اللاذقية"، كما صنعت خلاطات مياه ليزرية لأحواض العمليات، وبعدها عملت على تصنيع منفسة إسعافية خاصة بمرضى كورونا بمستلزمات بسيطة أثنى عليها مدير صحة "اللاذقية"، وتكلل جهدي مؤخراً بتصنيع عنفة المياه البسيطة التي حصلت بها على المركز الأول في مسابقة "تميز" عن الفئة المفتوحة، والتي تعمل على تأمين شحن خاص بالبطاريات عبر المياه الموجودة في خزان المنزل وذلك عن طريق استثمار ضغط المياه وارتفاع الخزان».

دور الحاضنة

بالنسبة لحاضنة تقانة المعلومات يقول: «بدأ احتضان شركتي الناشئة منذ حوالي العام، ويعود لها الفضل في تأمين مركز ومكان عمل مناسب تتوفر فيه معظم مستلزمات العمل من بيئة اجتماعية وخبرات متنوعة، إضافة إلى قدرتها على عرض المشاريع وترويجها عبر المعارض ووسائل الإعلام».

فوزه بالمركز الأول بمسابقة "تميز"

ويرى أن مسابقة "تميز" تعمل بكل نزاهة وحرفية على مساعدة الشباب عن طريق الدورات والخبرات المتنوعة من عرض إبداعاتهم على رجال الأعمال وتأهيلهم للدخول إلى سوق العمل، إضافة إلى جوائزها المتميزة التي تعد الأعلى على مستوى "سورية".

الجانب العملي أولاً

يعد المهندس "ياسين" أن عائلته وأصدقاءه هم الداعم الأول لنجاحه، ويرجع الفضل إلى الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" وجهود المهندسة "مريم فيوض" رئيسة الجمعية في محافظة "اللاذقية"، بالإضافة إلى جهود أساتذته الجامعيين وزملائه في العمل.

وينصح المهندس "ياسين" من خلال موقع مدونة وطن، الشباب بشكل عام والمهندسين بشكل خاص بالبدء بالتطبيق العملي منذ السنة الدراسية الأولى دون انتظار موعد التخرج، بل يجب عليهم بحسب المهندس "ياسين" الاهتمام بالجانب العملي منذ أول أيام الدراسة للاستفادة من كل المهارات أو الخبرات طالما أنها مفيدة وقيمة.

روح التشاركية

من جهتها تقول "ماريا مرتكوش" مهندسة وكاتبة تجمعها بالمهندس "ياسين" زمالة العمل منذ سنتين : «المهندس "محمد ياسين" نشيط ومتميز، محب للعمل والاجتهاد الدائم يعمل على مواكبة كل جديد علمياً، أهم ما يميزه روح التشاركية العالية وحرصه على نقل خبراته الهندسية لمحيطه والتحفيز الدائم للعمل من خلال قدرته العالية على التواصل والعمل المنظم بلا كلل، يطل علينا دائماً باختراعاته المميزة التي يستنبط أفكارها من الحاجات الملحة الواقعية، ويتخطى أي مشكلة هندسية تواجهه بالبحث عن الحلول وإيجادها ثم تطبيقها، وهذا ما نحتاجه تماماً لتطوير بيئة العمل، كما يتمتع بشعبية وسمعة طيبة بين رفاقه في العمل، وهو شخص داعم وإيجابي ومثال للشاب الطموح ذي الهمة العالية».

نشير إلى أن المهندس "محمد ياسين" من مواليد محافظة "اللاذقية" عام 1986حاصل على شهادة الهندسة الكهربائية عام 2013.