تقف أعمدة المنزل الخشبي بين صخور قرية "حوط"، ليكون المنزل أوّل منزل عرفته "السويداء" في تاريخها المعاصر بالشكل والمواصفات الهندسية الحديثة، وهو يقع بين صخور منطقة تعدُّ بوابة الرياح القوية التي منها استمد المنزل صلابته، ليشكل مع الريح والصخر قوةً جديدةً حينما يقف الزائر متأملاً جماله.

بينَ الصخورِ

يشعر الزائر لهذا المنزل الخشبي الواقع في أراضي تلك القرية المعروفة بتاريخها، كأنه يجالس حكايا التاريخ، موقع مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 7 كانون الثاني 2022 التقت صاحب البناء الدكتور "سامر علوان" رئيس مجلس إدارة شركة متخصصة بالطاقة المتجددة" والذي يقول: «اخترت المنطقة التي أقمت عليها مشاريع تنموية منها الطاقة المتجددة، والبيوت البلاستيكية باستخدام ألواح الطاقة، وزراعة أنواع متنوعة من الفاكهة والخضار، هنا تتخلل الأرض الصخرية القاسية كهوف ومغارات تعود بتاريخها إلى أزمنة غابرة ربما استخدمها الثوار في مقارعة الاستعمارين العثماني والفرنسي، وبالتالي فهي تعود إلى قرون زمنية سابقة».

اخترت المنطقة التي أقمت عليها مشاريع تنموية منها الطاقة المتجددة، والبيوت البلاستيكية باستخدام ألواح الطاقة، وزراعة أنواع متنوعة من الفاكهة والخضار، هنا تتخلل الأرض الصخرية القاسية كهوف ومغارات تعود بتاريخها إلى أزمنة غابرة ربما استخدمها الثوار في مقارعة الاستعمارين العثماني والفرنسي، وبالتالي فهي تعود إلى قرون زمنية سابقة

منَ الخشبِ الخالصِ

ويضيف: «هذا التماهي بين التاريخ والمعاصرة، جعلني أستثمر تلك الأرض بعد استصلاحها لتكون صالحة للزراعة، والاستفادة من بوابتها الهوائية في تشييد العنفة الريحية لإنتاج الطاقة واستثمارها في الأرض والمنزل، وأيضاً تشييد هذا المنزل الخشبي الذي يعدُّ مختلفاً عن المألوف والتقليد في بناء البيوت هنا، حيث تم تشييده من الأخشاب وفق أعمال ديكورية جميلة تحمل المواصفات الملائمة للطبيعة والبيئة المحيطة، ويتألف المنزل من طابقين، عملت على تخطيطه هندسياً على نظام (الفيلات)، ورغم اتساع مساحته إلا أنه يتميز بخواص مختلفة، إذ يختلف عن البناء الحديث في أنظمته الهندسية، فهو يقع على قاعدة صخرية بيتونية قوية وأرضية بالطابق الأول كذلك، ولكن في الطابق العلوي والثاني هو من الخشب حتى الأدراج الخدمية الداخلية من الخشب وهو يتوزع على عدة غرف وخدمات صحية ومستلزمات منزل سكني، أما من ناحية التدفئة فقد كانت مركزية بطريقة تقليدية مصنوعة بأحد جدران المنزل وهذا ما منحه تدفئة عامة وصحية، أما التهوية والمناظر والإطلالة فكانت الهدف الاستراتيجي لي في تصميمه».

د. سامر أبو علوان

الأوّلُ من نوعِهِ

محمد متعب العبد الله

بدوره يقول "محمد العبد الله" من أهالي قرية "حوط": «كل من يعبر الطريق المتجهة إلى قرية "حوط" لا بدّ له أن يتوقف عند محطة الطاقة المتجددة ويشاهد المنزل الخشبي المصمم على شكل (فيلا)، ولكن القيمة المضافة فيه، أن سقفه يحمل طاقة متجددة لتوليد الكهرباء لتبقى تعمل على مدار الساعة، واللافت أيضاً في بناء هذا المنزل هو عدم إدخال أي أنواع أخرى غير الأخشاب، كما أنّ المنزل لا يتأثر بالعوامل الجوية سواء حرارة الشمس أو الشتاء، ناهيك بأن حرارته معتدلة طيلة العام، ويتخلل المنزل عنفات لتوليد الكهرباء من الشمس، ويعد هذا المنزل المجهز بأحدث التجهيزات أول منزل خشبي سكني في "السويداء" ولا أبالغ إذا قلت ربما في "سورية" بشكله وطريقة تصميمه واستثماره».

من أمام المنزل