لم يكد يمضي على تجربته في زراعة الفطر المحاري سوى عامٍ واحدٍ فقط، حتى استطاع الشاب "علي حويجة" من مدينة "سلمية" توسعة مشروعه بعد أن كان النجاح حليفه، فبدأ بالإنتاج وتسويق محصوله لأصدقائه في المحافظات، وبمد يد المساعدة لكل راغب في العمل بهذا المجال الذي يعدُّه مجزياً.

من البحرِ إلى الفطرِ

عن تجربته في مجال زراعة الفطر يقول الشاب "حويجة" 1988 حاصل على الشهادة الثانوية يحدثنا عن بدايته قائلاً: <<عملت بحاراً لبعض الوقت، وخلال جولاتي بين الدول تعرفت على الفطر المحاري، وفي بداية عام 2021 تواصلت مع أصدقاء لي في "إندونيسيا" للحصول على البذور، واستطعت الحصول عليها من أطباء في "لبنان"، وبمساعدة المهندسة الزراعية "منال الجر عتلي" التي كانت لها تجربة في زراعة الفطر، زرعت الفطر المحاري ونجحت التجربة، بدأت بالمحاري ثم الفطر الفرنسي والآن الفطر المحاري الملكي، وزادت خبرتي خلال سنة، وزاد الطلب على هذا النوع الأخير، لما له من طعم مميز عن بقية الأنواع الأخرى، كما أنّ سعره يناسب ذوي الدخل المحدود، وبدأت بعملية التسويق لأقاربي وأصدقائي في "دمشق" و"طرطوس" و"اللاذقية"، وأصبحت مشرفاً على عدد من مشاريع زراعة الفطر المحاري في المحافظات السابقة، وقمت بالإشراف على مشروع تقوم به "رشا الزير" و"علي شدود" و"علي الحاج" في "سلمية" وقد نجحوا في زراعته، وكل ذلك رغبة بمساعدة الناس ليجدوا مادة غذائية بديلة عن اللحم في ظل الظروف الاقتصادية الحالية>>.

وعن طريقة زراعة هذا النوع من الفطر يضيف "حويجة" : <<تستطيع أي عائلة أن تزرعه في البيت للاكتفاء الذاتي، فهو سهل وبسيط والمواد متوافرة، تبدأ الزراعة بغلي التبن لـ10 دقائق لتعقيمه، ويترك لتصفيته من الماء، ثم ترش عليه البذور وتوضع في أكياس محكمة ومفرغة من الهواء، ويغطى بالحرامات لتدفئته شتاءً ويترك في فترة حضانة وتبلغ 30 يوماً في غرفة مظلمة، ثم تعلّق الأكياس بعد ذلك وترطب كل ثلاثة أيام ويجنى المحصول بعد أسبوع من ذلك>>.

الدكتور عبد الشعراني

نجاحُ التجاربِ

المهندسة الزراعية منال الجرعتلي

المهندسة الزراعية "منال الجر عتلي" 1971 معهد زراعي وحاصلة على شهادة خبرة في زراعة الأنسجة والخلايا النباتية من مركز بحوث "إيكاردا"، تحدثنا عن تجربتها في زراعة الفطر المحاري مع "علي حويجة" قائلة: <<بدأت بالتجربة منذ سبع سنوات، وكان شغفي لزراعة وإنتاج بذور الفطر وقمت بالمشروع وكان ناجحاً، وشجعت بعض المزارعين على إنتاجه في بيوتهم وكنت مشرفة في مختلف المراحل، وكان المزارع "علي حويجة" أحدهم، وقد أبدى نشاطاً في الإنتاج والتسويق حتى بات مشرفاً على مشاريع خارج "سلمية"، والغاية تعميم زراعة الفطر لدى الجميع وتغطية حاجة السوق المحلية، وحتى تصديرها خارج القطر، لما للفطر من فوائد أهمها احتواؤه على البروتين والفيتامينات>>.

"رشا الزير" 1978 شهادة تمريض تحدثنا عن تجربتها الأولى في زراعة الفطر المحاري الملكي قائلة: <<من خلال مطالعاتي على مواقع التواصل الاجتماعي دفعني حب التجربة والاستقلال المادي للقيام بزراعة الفطر، وتعرفت على "علي حويجة" من أحد المزارعين، وبدأ يساعدني ويشرف على مشروعي، والآن المشروع ناجح وبقي أسبوع لأجني المحصول، وفي العام الماضي قمت بتجفيفه من باب التجربة وكان سهلاً جداً ولقد حافظ على خصائصه وطعمه اللذيذ>>.

"عبد الشعراني" طبيب أسنان ويتسوق الفطر من "علي حويجة" يحدثنا عن هذه المادة الغذائية قائلاً: <<تسوقت هذا النوع من الفطر عدة مرات من "علي حويجة"، إنه مغذٍ ومفيد وأفضل من الأنواع الأخرى، وطريقة تحضيره سهلة مقارنة بالأنواع الأخرى أو الكمأة، بالإضافة لسعره المناسب للجميع>>.

أجري هذا اللقاء في 9 كانون الثاني 2022.