قبل عامين تقريباً عمل فريق "مواهب جامعية" في جامعة البعث بـ"حمص" على ضم المزيد من أصحاب المواهب الفنية والثقافية من كل كليات الجامعة تقريباً، حيث شرع الفريق بتنفيذ مبادراته وتقديم نتاجات الشباب الموهوبين على المنابر الأدبية وفي المعارض الثقافية، وشيئاً فشيئاً أثبت الفريق وجوده على أرض الواقع بعد أن كبرت عائلته فباتت تضم كل يوم وافدين جدداً.

الفكرة والهدف

تتحدثت رئيسة فريق "مواهب جامعية" وهي طالبة كلية التربية - قسم الإرشاد النفسي- في جامعة البعث "آلاء الوعر" عن فكرة المشروع وخطواته وتقول: «فكرة الفريق تهدف إلى السعي لخلق مجتمع تنموي داعم للمواهب من خلال الأقران.. لا شعورياً يتم تبادل الخبرات ضمن الاجتماعات الدورية للفريق، وعبر مجموعات على "الواتس أب" وصفحة "الفيس بوك" للفريق وتأمين دعم إعلامي للموهوب من خلال فريق إعلامي خاص بهم»..

عرفت من خلال الفريق قيمة العمل الجماعي، حيث تجد أشخاص يدعمونك ويهتمون بعملك، فأصبح لدي دافع لأطور نفسي وأتميز بين زملائي وخلقت بيننا روح المنافسة الإيجابية الإبداعية..

وتضيف: «نقوم بتنسيق فعاليات فنية وثقافية مع عدة جهات داعمة، وإقامة مبادرات مجتمعية تعنى بالشأن الفني والثقافي، وتأمين فرص عمل إن أمكن، وتسويق منتجات الموهوبين فنياً بالمجان، وأيضاً نقوم بدعم المشاريع الصغيرة الخاصة بهؤلاء الموهوبين، وتأمين لقاءات مع وسائل الإعلام التي تعنى بشؤون الفن والثقافة في "حمص" للاستفادة من خبرتهم، ولدينا مساحة فكرية اجتماعية لمناقشة القضايا النفسية والاجتماعية لرفع حصيلة الوعي عند الموهوب».

آلاء الوعر رئيسة الفريق

أقسام ومبادرات

شادي إدلبي عضو في الفريق وداعم له

وعن أقسام الفريق، تشير "الوعر" إلى أن فريق "مواهب جامعية" يضم عدة أقسام: مسرح، كتابة، رسم، تصوير، ومن مخرجات أفكار الفريق هناك مكتبة خاصة بالمواهب الجامعية تضم ثلاثة أقسام: قسم مكتبة اللغة الإنكليزية، التي تهدف إلى تقوية الحصيلة اللغوية الأجنبية، وقسم المكتبة التنويرية، التي يتم فيها نشر عدة كتب متنوعة بصيغة pdf مع شرح مبسط عنها واقتباسات، وقسم مكتبة القراءة الجماعية الشهرية التي تعتمد آلية عمل هذه المكتبة على اقتراح عدة كتب من أعضاء المكتبة مع شرح مبسط عنها ولماذا اختار القارئ هذا الكتاب، ثم يتم التصويت، والكتاب الذي ينال أعلى نسبة تصويت، تتم قراءته ومناقشته بشكل جماعي خلال الشهر.

وحول مبادرات الفريق تقول "الوعر": «من مبادرات الفريق تسويق المواهب الجامعية، ومبادرة "أساس قلم" لإحياء اللغة العربية، وتتضمن ورشات تعليمية في اللغة العربية من قواعد نحوية وإملاء، والشرح عن أجناس الكتابة الأدبية، ويتم فيها إرسال نصوص لكتاب هواة ومناقشة النصوص، وتبادل الخبرات.. وكذلك مبادرة "رسام" وتهدف لتعليم أسس الرسم والأدوات الأساسية المستخدمة في الرسم والخط، ومبادرة "ورشة كتابة"، يتم فيها ربط إبداع فريق الرسم مع فريق الكتابة، حيث يتم الارتجال كتابياً على الرسومات، كما أقام الفريق عدة فعاليات أدبية موسيقية في الجامعة وفي المركز الثقافي بـ"حمص"، ومعارض فنية في الجامعة وفرع الهجرة والجوازات وفي الأكاديمية الوطنية السورية، ومعرضاً إلكترونياً يتحدث عن فيروس "كورونا"».

خضر سالم له بصمات بمساعدة رفاقه في مجال الرسم

وتتابع بالقول: «لدينا فريق المسرح حيث قدمنا عرضاً مسرحياً في مدرسة "عكرمة المخزومي"، يهدف إلى تعليم الأطفال سبل الوقاية من فيروس "كورونا"، وتمّ تقديم عدة مشاهد ارتجالية أثناء اجتماعات الفريق، وكتابة عدة نصوص مسرحية لم ترَ النور بعد لعدم وجود راعٍ لها».

قيمة العمل

وتناول طالب التربية إرشاد نفسي "شادي إدلبي" تجربته مع الفريق، قائلاً: «صميم مهمتي ضمن الفريق تحفيز الشباب للوقوف على المسرح أو على المنبر، والوقوف بجانبهم من خلال تقديم الدعم الكافي لهم، ليظهروا موهبتهم الكامنة التي يمنع ظهورها الخجل أو الخوف الناتج عن ضعف الثقة بالنفس، في كافة المجالات، سواء الرسم أو الموسيقا أو الشعر.. وبصفتي مدير مركز "الأمل بالعمل" أقدم الدعم للفريق، حيث قمت مع رئيسة الفريق "آلاء الوعر" بمساعدة الفريق من خلال مبادرة نجمع من خلالها الكتب من الأعضاء الذين يودون التبرع بها، حيث يقوم لاحقاً أي فرد من أعضاء الفريق بحاجة لكتاب باستعارته، دون أن يضطروا أن يلتقوا خارجاً، ليستفيد أعضاء الفريق من هذه الكتب».

وتحدث "خضر سالم" عن تجربته مع الفريق، قائلاً: «كنت أعاني من مشكلة في النطق، وبسببها عشت العزلة، بدأت بالرسم عام 2018 من باب ملء الفراغ والتسلية، حتى التقيت الطبيبة "هبة مسكون" التي ساعدتني على تجاوز مشكلتي، وتعرفت على فريق "مواهب جامعية" وأنا في السنة الأولى كلية تربية "مناهج"، وكانت بداية انطلاقتي، كان عددنا قليلاً فلا نتردد في مساعدة بعضنا، ضم الفريق رسامين، قاموا بمساعدتنا، كيف نُحضر أدوات الرسم؟ وكيف نتعرف على نسب الوجه عند رسمه وغيره، وكنا بحاجة للدعم المعنوي أكثر من المادي، وقد كبر الفريق حالياً فأقمنا أكثر من معرض في "الهجرة والجوازات"، ومعرضاً بجامعة "البعث"..».

أما طالب الإرشاد "وائل الرفاعي" فأكد بأنه منذ تعرف على الفريق أصبح يشعر بقيمة ما يفعله، وأضاف: «عرفت من خلال الفريق قيمة العمل الجماعي، حيث تجد أشخاص يدعمونك ويهتمون بعملك، فأصبح لدي دافع لأطور نفسي وأتميز بين زملائي وخلقت بيننا روح المنافسة الإيجابية الإبداعية..».

وعن تجربتها تقول خريجة معهد "المراقبين الفنيين" "إثراء المفرج": «بدأت بالرسم بعمر مبكر، ولفريق "مواهب جامعية" بصمات مميزة في تحفيزي وتشجيعي، فكنت أرسم البورتريه بالفحم والرصاص، وقد تطورت تجربتي وأرسم حالياً بالألوان الخشبية، فرسمت وجوهاً من بيئتي ووجوه ممثلين وشخصيات معروفة».

أما طالب الهندسة المدنية "عبد الحميد سلام"، فتحدث عن تجربته، قائلاً: «تعرفت على الفريق من خلال صديقي "خضر"، شاركت معهم بعدة معارض، وأول مشاركة مع الفريق أعطتني دافعاً للرسم ومعنويات عالية وأغنت روح المنافسة بيني وبين أعضاء الفريق، يقوم أعضاء الفريق بمساعدة بعضهم بتعلم كافة أنواع الرسم، فنحن في مجموعة الرسم نرسم وندعم بعضنا معنوياً، وكل عضو يشاهد رسومات زملائه في المجموعة، وأعمل على تطوير نفسي بتشجيع من زملائي، وقد قام الفريق بمبادرة على النت لرسم البورتريه».