بدأ "عبد الكريم إبراهيم" موهبته في الابتكار والإبداع منذ كان طالباً في المرحلة الثانوية، ليحول هذه الموهبة إلى مشاريع عملية نضجت بعد حصوله على شهادة المعهد المتوسط الصناعي اختصاص إلكترون، ولتكون له فيما بعد ابتكارات عديدة شارك فيها في معرض "دمشق الدولي"، ويكمل مسيرته معلّماً لحرفة"الإلكترون" في ثانوية الشهيد "أيهم راشد ديوب"، وهو الذي عمل على إيجاد أسرع آلية لإيصال المعلومة النظرية للطلاب مع ربطها بالتطبيق العملي.

مشاركاتٌ

يقول "عبد الكريم إبراهيم": «كان لي العديد من المشاركات في معرض"دمشق"الدولي" جناح "الباسل" للإبداع والاختراع، منها مشاركتي بمشروع عبارة عن مخبر لصيانة اللوحات الإلكترونية في الأجهزة الكهربائية، نحن في "سورية" نفتقر لورش صيانة هذه اللوحات، و90% من الأجهزة الكهربائية تعمل على لوحة إلكترونية والتحكم الإلكتروني، حيث إن القلّة لديهم الخبرة في هذا المجال، وتمثلت فكرة مشروعي في ابتكار مخبر تدريب كوادر تدخل سوق العمل، وورشات تقوم بتصليح هذه اللوحات، حيث لا يوجد في "حمص" سوى ورشتين، وهذا المخبر يدرّب باحترافية، حيث وضعت فيه المخطط النظري بالتفصيل، وهو منفذ عملياً بالتفصيل كذلك ومقسم لثلاثة أقسام، دارة تغذية ودارة دخل ودارة خرج، ويتابع فيه سير التيار الكهربائي أو سير التغذية، إضافة لشرح عن أهم الأعطال الممكن حدوثها علماً أن أغلب الأعطال هي الكهربائية، فإذا حدث العطل تتعطل اللوحة كالشاشة مثلاً، وقد ابتكرت زراً يضيء في المكان الذي حدث فيه العطل، أقوم بأخذ القياس قبل العطل وبعده».

قام معلم الحرفة "إبراهيم" في العام الماضي بابتكار مخبر شاشة، وشارك في معرض الباسل للإبداع والاختراع، وفي هذا العام ابتكر مخبراً لصيانة اللوحات الإلكترونية، ونتاجه موجود في المدرسة، وعمله كان له دور في تبسيط المعلومة للطالب وكشف أعطال الأجهزة بأسلوب جديد مبتكر

سلسلةُ اختراعاتٍ

ويضيف: «من خلال هذا الابتكار يتعلم المتدرب كيف كان الجهاز قبل العطل وبعده، والغاية من المشروع أسلوب تعليم جديد غير موجود سابقاً في التعليم المهني، ففي كل المخابر المهنية لا يوجد تدريب عملي على تصليح الأعطال، وكانت الفكرة منه دمج التعليم النظري بالعملي ليلمس الطالب العطل بنفسه ويعمل على إصلاحه ومعالجته.. ومخبري مكتمل التعليم، حاولت جاهداً الإجابة عن كل ما يسأل عنه الطالب، فوضعت في المخبر لوحتين، الأولى لتسخين المياه عبر الطاقة الشمسية، وصنعت على اللوحة مجسماً صغيراً لخزان المياه، ومنبعاً للمياه ومحركاً صغيراً، أما اللوحة الثانية فهي لوحة إلكترونية لمكيف الهواء، حيث وضعت على اللوحة عبوتين للمياه الساخنة وللمياه الباردة».

مكبس قمامة حضاري من ابتكاراته

وإضافة إلى المخبر، يشير "إبراهيم" إلى اختراعه السابق وهو صيانة الشاشات المسطحة، وموجود حالياً في ثانوية البنات "سعد بن أبي وقاص"، حيث كان هناك نقص في هذه الأجهزة، فأخذوا الجهاز لتدريب الطالبات عليه، وقد أشاد معلمو القسم بآلية عمل الجهاز وسهولة إيصال المعلومة للطالب وتدريبه.

وتابع بالقول: «اختراعي الأخير هو مكبس قمامة حضاري وهو عمل خارج عن الإلكترون، أي عمل ميكانيكي وبيئي، يخلّص القمامة من السوائل ويغلّفها بمادة قابلة للانحلال خلال وقت قصير، ليصبح لدينا كالطرود، حيث تستطيع سيارة "بيك أب" جمع كامل قمامة المدينة، وللجهاز خزان مياه يقوم بعملية غسل نفسه بنفسه، فيمكن لاحقاً وضع جهاز أمام كل بناء طابقي، يقوم بكبس النفايات، فنتخلص من المظاهر غير الحضارية، من سيارة القمامة التي تفوح منها الرائحة الكريهة والمياه القذرة التي تسيل منها في الشوارع، وقد قمت بتصنيعه بشكل صغير، ويمكنني صنع جهاز أكبر، وبأشكال مختلفة، ويمكن وضعه تحت الأرض، ويعمل الجهاز على الكهرباء وعلى الإلكترون والهدروليك».

معلمة حرفة الصيانة "مجد إسماعيل"

قادرون

رئيس قسم الإلكترون بالثانوية "باسل حمود"

ويختم المخترع بالقول: «لدينا في "سورية" معلمو حرف خبراء في اختصاصاتهم، ومهندسون مواكبون للمواد العملية، وهم قادرون على اختراع وابتكار كل ما تحتاجه البلد، فقط نحتاج للقرار وآلية التنفيذ، علماً أنه موجود لدينا أغلب المواد الأولية وآلات التصنيع، فلم أحضر أي عنصر من الخارج خلال تنفيذ مشاريعي، بل أعتمد في التنفيذ على خبرتي بالتعليم المهني لمدة 35 عاماً، وما هو نابع من فكر ذاتي، ومن حاجة السوق فالحاجة أم الاختراع، وأستطيع القول إننا قادرون كمدارس مهنية على تغطية حاجة "سورية" كاملة من هذه الاختراعات مهما كانت، حتى لو كانت في جزء منها تجميع، فنحن نمتلك الخبرات الوطنية، وما أنجزته من مشاريع فهو بتمويل من مديرية تربية "حمص" رغم ضعف إمكانياتي المادية».

التطبيقُ العمليُّ

معلمة حرفة الصيانة "مجد إسماعيل" تناولت تجربة "إبراهيم"، قائلة: «مادة الصيانة غير مطابقة للكتاب، حيث لا أجد مثلاً مخططاً للتلفزيون، حتى يفهم الطالب العطل أين هو، وقد سهّل علينا "إبراهيم" العمل، حيث المخطط الموجود ضمن اللوحة التي قام بتصميمها، عملياً ونظرياً، وقام بتوضيح الأعطال عملياً، حيث يستطيع الطالب المتابعة وكيفية إصلاحه، بعكس المخطط المستورد الذي كنا نعتمده، فهو مخطط صندوقي توجد عليه الأعطال، وعلى الطالب فقط الحفظ، حتى أن الطالب لا يحفظ الترجمة، فقط يحفظ العطل ويطبق عليه».

رئيس قسم الإلكترون بالثانوية "باسل حمود"، يقول: «قام معلم الحرفة "إبراهيم" في العام الماضي بابتكار مخبر شاشة، وشارك في معرض الباسل للإبداع والاختراع، وفي هذا العام ابتكر مخبراً لصيانة اللوحات الإلكترونية، ونتاجه موجود في المدرسة، وعمله كان له دور في تبسيط المعلومة للطالب وكشف أعطال الأجهزة بأسلوب جديد مبتكر».