تأسست "جمعية مركز دراسات وأبحاث ورعاية المعوقين" في "سلمية"، للقضاء على الأمية المعلوماتية بين شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتطوير مهاراتهم وتفعيل دورهم في المجتمع وتأهيلهم لمتابعة التحصيل الدراسي، فكان لها الفضل في حصول 25 طالباً فيها على شهادة icdl، وتخريج 25 طالباً كعامل مقسم من ذوي الإعاقة الحركية، و30 طالباً تعلم الصناعة اليدوية، وما زالت تقدم الرعاية لطلابها برغم فقر مواردها.

تطويرُ المهارات

تأسست الجمعية عام 2006 بالقرار رقم 1999, ويقول مؤسسها الأستاذ "غسان السنكري" وهو من مواليد "سلمية" 1978 وطالب في كلية الحقوق ولديه إعاقة خلقية في الطرفين السفليين: <<تهدف الجمعية للقضاء على الأمية المعلوماتية واستخدام تقانة المعلومات وتطوير مهارات المعوقين، ودعم أولياء الأمور وإنشاء قاعدة معلوماتية في "سورية" تغطي احتياجات المعوقين، وتفعيل ذوي الاحتياجات الخاصة كأفراد منتجين وفاعلين ودمجهم بالمجتمع، باستخدام تقانة الكمبيوتر والانترنت وتفعيل دور الإرشاد الأسري والتأهيل التربوي والتعليم لمتابعة التحصيل الدراسي وخلق فرص عمل، ويدير الجمعية مجلس إدارة مؤلف من 5 أعضاء منتخبين من الهيئة العامة من بين أعضائها لمدة سنتين ويجوز تجديد العضوية>>.

وعن استيعاب الجمعية يضيف "السنكري": <<تستوعب الجمعية 60 طالباً أو مستهدفاً من "سلمية" وريفها من "بري الشرقي" و"السبيل" و"تلول الحمر"، وهم يداومون بالتناوب ويبلغ عدد الفوج 25 طالباً بسبب عدم وجود وسيلة نقل خاصة بهم، وارتفاع أجور النقل البالغة 17 ألف عن كل طالب، وبما أن الجمعية أهلية فمواردها متواضعة، إضافة للوضع الاقتصادي الصعب لذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة، خاصة المشي، وهذا ما تسبب في تناقص عدد الطلاب المستفيدين من الجمعية، كما أن مقر الجمعية ما زال بالإيجار بمبلغ قدره 50 ألف شهرياً، ونحن بحاجة لقطعة أرض مستملكة يقرها مجلس المدينة لبناء خاص بالجمعية، ورفدها بمخصصات محروقات أسوة بالمدارس الحكومية، ولا سيّما بعد تخلي الوزارة عن الإعانة السنوية التي كانت تمنحها للجمعية بمبلغ 25 ألفاً التي ترفد بها الجمعيات الأهلية، ولكن الأمانة السورية للتنمية في "سلمية" قدمت الأثاث والحواسيب وطابعة وناسخة و(فاكساً وراوتراً) وجهاز إسقاط للجمعية، ومؤسسة "الأغا خان" دعمت المشاريع وزوّدت الجمعية بالطاقة الشمسية وأثاث المطبخ>>.

برامج هادفة

بدورها تبين "آلاء زينو" الممثل القانوني والرسمي للجمعية: <<تضم الجمعية فريقاً لكرة الطائرة يتكون من 8 مستهدفين وهم "مهند زينو" و"مالك باكير" و"أحمد المير" و"أحمد الحج" و"محمد مقداد" و"أسامة القطريب" و"زياد وردة" و"محمد عيسى" ومدربتهم "نسرين العرنجي"، وحقق هذا الفريق الدرجة الأولى على مستوى الجمهورية العربية السورية عام 2020، وفيها 30 طالباً وطالبة تعلموا مهنة تدوير توالف البيئة وتحويلها لأدوات للزينة وأقاموا عدة معارض أولها عام 2008 في المركز الثقافي وفي المجلس المحلي ومقر الجمعية (الكائن في شارع الثورة معهد الفارابي سابقا)، وفي مركز ثقافي "حماة" عام 2010، لكن توقفت المعارض بسبب الأزمة وجائحة كورونا الأخيرة، ولم يتوقف إنتاج الطلبة وسيقام معرض في مركز ثقافي "سلمية" حين الانتهاء من ترميمه، ومن برنامج الجمعية ما يسمى "يوم السعادة" وهو بموافقة مديرية الشؤون الاجتماعية في "حماة" وتقرر كل خميس ابتداءً من عام 2020، يقضيه الطلبة بالهواء الطلق، ولكن بسبب عدم توفر وسيلة النقل اقتصرنا على الاحتفال كل أربعاء ضمن الجمعية>>.

(تمكين)

وتشير "زينو" إلى أن الجمعية أقامت بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية مشروع (تمكين) الذي يقوم على محو أمية المعلوماتية لدمج ذوي الإعاقة ومصابي الحرب بسوق العمل والمجتمع، من خلال استخدام وسائل المعلوماتية والاتصالات ليحصلوا على شهادة قيادة الكمبيوتر العالمية icdl، وتخرج 25 طالباً عام 2019، بتدريب "حسين قنوع" مدرس المعلوماتية و"يارا القصير"، وأقيم الاختبار في مركز معتمد في "سلمية" برعاية الجمعية السورية للمعلوماتية في مركز أجيال بإشراف المهندسة "نوف وردة"، وتخرج 25 طالباً إعاقة حركية كعامل مقسم من خلال دورة أقيمت على مدى 7 أيام بإشراف المدرب "إسماعيل ديوب" من مؤسسة الاتصالات مجاناً، و"سليمان عبيدو" مهني تصوير فوتوغراف وشهادة icdl وكذلك "غسان السنكري"، والمطرب "سليمان غالي".

مشروع (التميز)

الجمعية أقامت بالتعاون مع مؤسسة "الأغا خان" مشورع "تميز" وهو عبارة عن دورات تعديل سلوك للكادر العامل الميسر للتعامل مع ذوي الإعاقة، وتعليم فن الطبخ ودعم الفريق الرياضي، حيث قدمت المؤسسة اللباس واحتياجات اللاعبين وتدريباً لذوي الإعاقة على برنامج (وورد) وبرنامج رسم (فوتوشوب) وبرنامج (انترنت).

يقول "وائل الحلاق" ولي أمر الطالب "يزن الحلاق":<<ابني يعاني نقص الأكسجين منذ الولادة التحق بجمعية الشلل الدماغي وتلقى فيها المعالجة الفيزيائية ولو جزئياً إضافة للمعالجة الفيزيائية في المنزل، وبعد أن بلغ الخامسة التحق بجمعية المعوقين وتحسن نطقه باندماجه مع أقرانه، لكن المشكلة تتمثل بعدم وجود وسيلة نقل خاصة بالجمعية>>.

"باسم عجمية" 1969 وهو جريح حرب مصاب منذ 2013 يقول: <<انتسبت لجمعية المعوقين في "سلمية" في عام 2017 وقدمت لي فرصة عمل باتباع دورة عامل مقسم مع المدرب "إسماعيل ديوب" ولكن لم يحالفني الحظ بالتوظيف، أتابع الجمعية التي تقدم خدمات كثيرة -ولا سيّما ما يقدمه الدكتور "هاشم مقداد" لمرضى متلازمة داون- وتشجع على اتباع دورات تعليمية وعلمية وتساهم بنشر السعادة والثقة بالنفس وعلى إتقان حرفة الأشغال اليدوية>>.

"سليمان عبد الهادي غالب" 1976 إعاقة شلل طرف سفلي ولادي ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية المعوقين سابقاً يقول: <<عملت في الجمعية منذ 15 عاماً، وأدرب المعوقين على العزف والغناء ومصنف مطرب بالإذاعة السورية، وفي عام 2019 حصلت على شهادة icdl، ولكن للأسف لم أوظف بها ككل المعوقين الذين حصلوا على الشهادة، ومع ذلك تقدم الجمعية خدمات برغم قلة الموارد ولم تتوقف، فهي تعليمية ساهمت في دمج المعوقين بالمجتمع وعرّفت المجتمع بمشكلات المعوق، وأثبت المعوق من خلالها قدرته على التأقلم ومواكبة الحياة.. يعود الفضل لمؤسس الجمعية "غسان السنكري" بسعيه لخدمة المعوقين في المجتمع، ورجائي أن يتضامن المجتمع العام والخاص أكثر مع الجمعية ودعم هذه الشريحة من المجتمع>>.

أجري هذا اللقاء في مقر الجمعية: شارع الثورة معهد الفارابي سابقاً.