رغم أنّ منازل قرية "ذكير" الأثرية في "السويداء" تحمل شهادة ميلادٍ لنحو ألفي عام، إلا أنّها ظلّت مسكونةً طيلة هذا الردح من الزمن، لم يهجرها أهلها وظلّت تنبضُ بالحياة حتى اليوم، وهو ما أكسبها ميزةً إضافيةً جعلها مقصداً للدراما السورية من خلال مسلسل "الخربة" الذي استضافت القرية مجمل أحداثه وتفاصيله تقريباً.

العائدُ التاريخيّ

تتميّز القرية بطرازٍ معماريّ مميّزٍ وغارقٍ في القدم ومشهودٍ له بالإبداع، هذا ما يوضحه رئيس دائرة آثار "السويداء" الباحث الأثري الدكتور "نشأت كيوان" لموقع "مدوّنة وطن" eSyria ويقول: «اللافت في قرية "ذكير" أنّ هناك الكثير من المنازل الأثرية القديمة التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثاني الميلادي، ولا تزال تنبض بالحياة حتى اليوم، حيث لم يهجرها أصحابها وهذا ما ساهم في الحفاظ عليها أثرياً وبنائياً من الإهمال والانهيار جراء أعمال الترميم المتلاحقة من قبل أصحابها.. معظم هذه البيوت تزيّنها أعمدة يعود تاريخها للعصور النبطية والرومانية والبيزنطية، وأحد هذه المنازل -وهو الأهم وما زال مأهولاً بالسكان- عبارة عن دارة رومانية ومن المرجح أنّها كانت مقرّاً لحاكمٍ عسكري، إضافة لبعض المنازل التي كانت معابد وكنائس ولا تزال في حالة جيدة وصالحة للسكن، وبعضها بحاجة إلى بعض أعمال ترميم وتأهيل».

تعدُّ قرية "ذكير" من أهم القرى الأثرية في الجزء الشمالي من "جبل العرب" حيث كان يطلق عليها لقب مملكة "اللجاة"، نظراً لموقعها المتميز في المنطقة الشمالية من "السويداء"، وأيضاً لغناها بالآثار الرومانية واليونانية العائدة إلى القرن الثاني الميلادي، كما ورد ذكرها في معجم البلدان "لياقوت الحموي"، حيث ذكر أن موقعها وهواءها النقي جعلاها غنيةً بالطبيعة الجميلة، إذ يحدُّها من الغرب منطقة "اللجاة" الصخرية التي تتميز بصبتها البركانية، ومن الشرق السهول الخصبة والبادية ومنطقة "الصفا" الوعرة وطريق "دمشق السويداء"، ومن الشمال قرية "خلخلة" ومن الجنوب قرية "الصورة الصغيرة"

ويضيف "كيوان": «تعدُّ قرية "ذكير" من أهم القرى الأثرية في الجزء الشمالي من "جبل العرب" حيث كان يطلق عليها لقب مملكة "اللجاة"، نظراً لموقعها المتميز في المنطقة الشمالية من "السويداء"، وأيضاً لغناها بالآثار الرومانية واليونانية العائدة إلى القرن الثاني الميلادي، كما ورد ذكرها في معجم البلدان "لياقوت الحموي"، حيث ذكر أن موقعها وهواءها النقي جعلاها غنيةً بالطبيعة الجميلة، إذ يحدُّها من الغرب منطقة "اللجاة" الصخرية التي تتميز بصبتها البركانية، ومن الشرق السهول الخصبة والبادية ومنطقة "الصفا" الوعرة وطريق "دمشق السويداء"، ومن الشمال قرية "خلخلة" ومن الجنوب قرية "الصورة الصغيرة"».

الدكتور نشأت كيوان

تاريخٌ وسياحة

أحد سكان القرية أحمد ذياب

وفضلاً عن أهميتها التاريخية تمتلك القرية مقومات سياحية، وحسب ما يبين مدير سياحة "السويداء" المهندس "يعرب العربيد"، فقد تقدمت المديرية بمقترحٍ لوزارة السياحة لإدراج قرية "ذكير" ضمن قوائم السياحة الشعبية التراثية وتسميتها قرية سياحية أثرية نموذجية، ولا سيّما أنّ دائرة "السويداء" بصدد تسجيلها على لائحة التراث الوطني، ولعلّ الجدير ذكره حسب "العربيد" أنّ من ضمن المقترحات أيضاً إظهار ساحة المعبد الشرقية، وذلك من خلال إزالة طبقة الركام المُحدثة فوق هذا المعبد ومن ثم تسويره بغية الحفاظ عليه، ولكنها تحتاج فعلاً لعمل في دائرة الإجراءات القانونية، مثل اتخاذ قرارات متنوّعة خدمية، إضافة لاستملاك بعض المنازل الأثرية المهمة والمسجلة لدى دائرة الآثار ليصار إلى ترميمها وتأهيلها، وبالتالي تحويلها إلى متحف لمكتشفات المنطقة الشمالية في المحافظة، لكون قرية "ذكير" تمتاز بخصائص معمارية جميلة وفريدة، وقربها من مدينة "دمشق" إذ لا تبعد عنها سوى 70 كيلومتراً وهو ما يكسبها أهمية إضافية.

"الخربة"

ومن قرية "ذكير" يقول "أحمد ذياب" أحد أهالي القرية": «رغم تعاقب السنين لا تزال الأبنية تتمتع ببناء متين، وذلك بفضل أعمال الترميم التي دائماً ما يجربها أهل القرية لمنازلهم، طبعاً بعد الحصول على موافقة الآثار.. ولعلّ السبب في عدم مغادرة هذه المنازل يعود لأمرين أولهما انتماء سكانها وحبهم لها، والثاني جمالها الذي تتمتع به وتصميم أبنيتها الذي يلائم كل الفصول خلال العام، فهي دافئة في الشتاء وباردة في الصيف، عدا عن ذلك فهي تعدُّ -أيّ البيوت- بمنزلة موسوعة أثرية، وبعد مسلسل "الخربة" باتت بيوت الأهالي محطّ أنظار الزائرين حتى إنّ معظمهم تفاجؤوا عندما شاهدوا البيوت مسكونةً فعلاً، فمثلاً بيت "أبو نمر" في المسلسل مسكون وكذلك بيت "أبو نايف" وبيت "غطاس، وملحم، وأكرم، وتوفيق" وتبقى هذه البيوت شاهدة على العصر الماضي والحاضر معاً».

من داخل البيوت الأثرية