تعرض "إقبال عزام" تجربتها في مجال صناعة الشوكولا من خلال صفحة متفاعلة على شبكات التواصل بهدف التسويق، تحاول تقديم باقة غنية ومتنوعة من الشوكولا والمربيات المصنّعة من المنتجات الطبيعية بقالب أنيق يخبر عن محاولة المعلمة التي بحثت عن فرصة لتحسين الدخل بفضل موهبة أغنتها بالعمل.

المعلمة في عقدها الخامس وهي خريجة جامعة "دمشق" قسم الجغرافية درّست لسنوات في القاعة الصفية في مدارس "السويداء" وهي اليوم مرشدة صحية، رغبت بالتغيير والبحث عن مشروع يعود بدخل جيد على أسرتها ونجحت بتطبيق خلطاتها الناعمة للشوكولا والحلويات والمربيات والمجففات والزعتر وأيضاً الأعشاب الطبيعية، بوصفها محاولات لتقديم منتج تتكامل فيه صفات الطعم والشكل والنكهة المميزة.

الطبخُ فنٌّ

تقول "إقبال": "هواية لا أعدّها عابرة مارستها لسنوات في المنزل، فالطبخ بالنسبة لي ليس فقط للحصول على وجبة طيبة، فالطبخ فن يحتاج إلى من يتقنه، فمع كل وصفة تجربة جديدة ومحاولة لتقديم الأفضل.. هي تسلية رائعة تشغل أوقات الفراغ أكسبتني خبرة كبيرة، فقد بدأت بمجال صناعة المربيات التي جربتها في المنزل، والتي تعودت التزود منها لعام كامل، أراقبها وأعرف في كل مرة ما كان يحسن طعمها أو مذاقها، أطبق وصفات جديدة، ليس فقط مكونات دقيقة وموزونة على الميزان بل وأيضاً التجريب المستمر للحصول على الأفضل".

إقبال تقوم بالتغليف اليدوي والصناعة اليدوية

تمضي السيدة ساعات طويلة في انتقاء المواد الأولية، لكن التجربة جعلتها تعرف ما تحتاجه لإنتاج قطع مميزة ومرغوبة تلاقي استحسان الزبائن، وتحافظ من خلالها على سمعة منتجاتها، لذلك فهي تكتفي بكميات قليلة تصنعها بجودة عالية.

وتتابع "إقبال" حديثها: "صناعة الشوكولا تحتاج إلى دقة في النسب والموازين والتعامل السلس والهادئ لإنتاج أنواع غنية بالحشوات المختلفة، وطبعاً لا بدّ من دراسة حجم القطعة والوزن والسعر لتكون مناسبة للتسويق خاصة مع انخفاض القدرة الشرائية، لكن ازدياد الطلب يدعم العمل ويدفعني للاستمرار".

من منتجاتها

تجربةُ المعارض

أمل أبو منصور

وبما يخص المربيات تعدُّ "إقبال" نفسها محظوظة بما يتوافر حولها من منتجات نباتية طبيعية في منطقة غنية خاصة بمواسم الربيع والصيف، فهي كما تشير تبحث عن منتجات طبيعية، وتتحرى عن مصدرها ونوعها وتتذوق طعمها ومدى خلوها من الإضافات الكيميائية، كما أنها تختار طريقة تحضيرها لتصنع قائمة من المربيات منها التين والتفاح والخوخ والمشمش والسفرجل، وكل ما يمكن أن يصنف بأنواع المربيات، مؤسسة بذلك لماركة أعلنتها عبر صفحتها على شبكات التواصل "الجود"، وكانت حاضرة في عدة معارض منها معرض مديرية البيئة.

وتضيف: "أتفاعل مع المعارض لأنني فيها أتمكن من لقاء عدد من الزبائن الذين هم في الغالب من متابعي الصفحة، ويمكن لهم هنا التذوّق والمعاينة والاستفسار بشكل موسّع، آخر المعارض كان معرض مع مديرية البيئة، جرى الإعداد له بشكل دقيق من حيث التنظيم والدراسة وتنسيق المعروضات، في مكان واسع في المركز الثقافي، ما جعل الإقبال كبيراً، وهو بهذه الطريقة شكل من أشكال الدعم التي نحتاجها كمصنعين لمنتجات غذائية يدوية بالكامل".

المعلمة التي تحاول السير مع مشروعها وتطويره، تتابع عملها كمرشدة صحية وتنظم وقتها متخذة من وسائل التواصل الاجتماعي وسيلتها للتسويق، وكلها أمل في توفير دعم أكبر لأصحاب المشاريع الصغيرة وخلق نوافذ تسويقية دائمة، وهذا ما قد يساعدها على تحقيق ما تتمناه بصناعة الحلوى والشوكولا وما يخص المطبخ السوري والتعريف به والوصول بيسر لكل من يهتم ويحتاج لهذا النوع من المنتجات.

طريقةٌ مميّزة

بدورها تشير "أمل منصور" رئيسة شعبة القسم القانوني والمسؤولة عن تنظيم المعارض في مديرية البيئة في "السويداء"، إلى أنها تعرفت على "إقبال" ومنتجاتها بالصدفة، وتابعت معها عدة مراحل من صناعة الشوكولا والمربيات، وناقشت معها تفاصيل الإنتاج ورشحتها للمشاركة بمعارض متخصصة نظمت لها المديرية، وتضيف: "لديها طريقة متميزة في العمل من حيث الدقة والنظافة والمعرفة الجيدة بمكونات الأنواع الأكثر جودة التي تنتجها، ونسب دقيقة للسكر وما يدخل في تركيب المنتج.. نحتاج لمثل هذه التجارب الناجحة ولا بدّ من التعريف بها وبما تنتجه بمحبة وهدوء إلى جانب عملها التي تتمسك به، وتمكنت من وجهة نظري من النجاح به وإثبات حضور رائع بالفعاليات المرتبطة بعملها الذي اختارته".