لم تكن الظروف الصعبة التي واجهت الإعلامية "وسيلة إحسان الخطيب" ابنة مدينة "السويداء" لتقف أمام عزيمتها وإصرارها على تحقيق حلمها في العمل الإعلامي، الإذاعي منه والتلفزيوني، وهي التي بدأت مشوارها من موظفة في مكتب طيران "السورية"، وصولاً إلى مضيفة في شركة الطيران "الكويتية"، ومنها إلى مذيعة ومقدمة برامج في إذاعة وتلفزيون دولة "الكويت" بعد أن فرضت نفسها بجدارة كواحدة من الإعلاميات السوريات المميزات في دول الاغتراب.
بداية المشوار
تقول الإعلامية "وسيلة إحسان الخطيب" في حديثها لموقع مدوّنة وطن "eSyria" عبر البريد الإلكتروني: «مع نهاية ستينيات القرن الماضي تفتحت عيناي بين أسرة في مدينة "السويداء - حي النهضة" ضمن عائله بسيطة مكونه من ولدين وثلاث بنات.. كنت أقضي وقت الفراغ المحدود في النادي "العربي" بممارسة لعبة الريشة الطائرة بصحبة شقيقي وشقيقتي، ومنذ الطفولة طورت نفسي في هذه الرياضة حتى مثلت "السويداء" في عدد من البطولات.. وبعد حصولي على الشهادة الثانوية لم أستطع دخول الجامعة، لأسباب مادية واجتماعية، وحينها كانت مؤسسة الطيران "السورية" تنوي فتح مكتب لها في "السويداء"، فتقدمت للعمل وحصلت على هذه الوظيفة، وكنت أعمل بإشراف رجل خلوق وهو "محمد عواد" وهو الذي شغل مدير مكتب "السورية"، وقبل ذلك كان المعلم الناصح».
رغم سنوات الاغتراب لم تنقطع علاقتي مع الوطن إذ يزداد الشوق والحنين للوطن ولأصدقائنا ولحارتنا ولجيراننا ولزملاء المدرسة كلما لاح طيف وطني في مشهد افتراضي عبر الشاشة، وكان لي شرف الوقوف بجانب كل من كان حولي ومعي من السوريين بكل ما أستطيع، وتقديم المساعدة سواء أكان مادياً أم معنوياً، وقريباً سيكون لي استثمار ولكن فيما يخص مجالي وهو العمل الإعلامي وصناعته
مضيفة طيران
وتضيف "الخطيب": «بعد فترة من العمل علمت برغبة إحدى شركات الطيران إقامة مسابقة لاختيار مضيفات طيران من "سورية"، قدمت أوراقي للشركة "الكويتية" للطيران، كنت من بين خمسمئة فتاة تقدمن للمسابقة من كل المحافظات.. واجهت صعوبة كبيرة في إقناع أهلي بفكرة السفر وبعد نيل موافقتهم، التحقت بدورة تدريبية كانت في "دمشق" وبالرغم من أنني لم أكن أتقن اللغة الانكليزية تماماً في تلك الأيام إلا أنني استطعت الوصول إلى القبول من ضمن 18 فتاة سورية للالتحاق بالخطوط الجوية الكويتية"».
تتابع الإعلامية "الخطيب" قائلة: «كانت البداية بالتغيير الكلي لحياتي عام 1994، وهو العام الذي بدأت العمل فيه في شركة الطيران" الكويتية".. اكتسبت مع الوقت ومن خلال السفر اليومي والاطلاع على ثقافات البلدان التي زرتها، الكثير من قوة الشخصية والثقة بالنفس والثقافة، كنت أقضي معظم أوقات فراغي بالقراءة لتمتين اللغة العربية وتعلم اللغة الأجنبية، وبدأت حياتي تستقر بعد قدوم والدي ووالدتي وأشقائي إلى "الكويت"».
طموح الإعلام
وعن دخولها مجال الإعلام تقول "الخطيب": «بدأ طموحي يجنح نحو الإعلام، فلغتي العربية الصحيحة تميزني عن غيري، وزاد اهتمامي وتفكيري في أن أصبح مذيعة، وبدأ الأمر يأخذ منحى جدياً، وحينها اتجهت إلى مقر وزارة الإعلام في دولة "الكويت" وبعد عدة محاولات استطعت الدخول والتوجه إلى قسم التوظيف والمكتب المسؤول، وعرضت رغبتي العمل كمذيعة، فسُمح لي بإجراء تجربة الصوت واللغة ومخارج الحروف، وكانت النتيجة ممتازة مع نقص بمهارة التقديم، وهنا حصلت على موافقة وبدأت الطريق، وبعد فترة من التدريب تمت الموافقة على انضمامي لهذا الصرح الإذاعي، وبالتزامن مع ذلك سجلت في الجامعة ودرست الصحافة والإعلام في جامعة "ميريلاند الأمريكية" في الفترة نفسها».
تتذكر "الخطيب" لحظات لا تنسى من بداية مشوارها الإعلامي وتقول: «بينما كنت أقدم أحد البرامج الإذاعية دخل أحد المخرجين باحثاً عني، حضر التسجيل معنا وبعدها طلب مني العمل بالتلفزيون، وفي إحدى المناسبات كنت أقوم بتقديم برنامج "شعري"، عندما دخل شخص وطلب منا وقف التصوير وحضوري إلى مكتب مدير التلفزيون وفعلاً أوقفنا التسجيل، بعدها جاء شخص اصطحبني إلى مدير المنوعات، وكانت المفاجأة الأكبر والأهم عندما طلبوا مني الانضمام لقسم المنوعات في التلفزيون، والتجهيز لبرنامج ضخم لأول "مهرجان فبراير" عام 1998، وكانت البداية مع برنامج جمع كل ضيوف المهرجان من الفنانين "عبادي الجوهر" "محمد عبدو" "طلال سلامة" "نوال الكويتية" "أحلام" "نجوى كرم" "عمر دياب" "ذكرى التونسية" "محمد المنصور" "سعاد العبد الله" "حسين المنصور" ونخبة من نجوم الخليج ودولة "الكويت" وغيرهم الكثير، ومنذ ذلك التاريخ إلى هذا اليوم وأنا أعمل لدى وزارة الإعلام الكويتية بين الإذاعة والتلفزيون، وزوجة وأم لشابين».
في الاغتراب
وعن علاقتها مع الوطن تقول الإعلامية" الخطيب": «رغم سنوات الاغتراب لم تنقطع علاقتي مع الوطن إذ يزداد الشوق والحنين للوطن ولأصدقائنا ولحارتنا ولجيراننا ولزملاء المدرسة كلما لاح طيف وطني في مشهد افتراضي عبر الشاشة، وكان لي شرف الوقوف بجانب كل من كان حولي ومعي من السوريين بكل ما أستطيع، وتقديم المساعدة سواء أكان مادياً أم معنوياً، وقريباً سيكون لي استثمار ولكن فيما يخص مجالي وهو العمل الإعلامي وصناعته».
الإعلامي "عبد الله قطيني" الموثق لأعلام المغتربين أوضح بالقول: «الإعلامية السورية "وسيلة إحسان الخطيب" هي من محافظة "السويداء" مقدمة برامج في تلفزيونات وإذاعة "الكويت"، وهي حائزة على شهادة بالإعلام من جامعة "ميريلاند الأمريكية"، إضافة لما نالته من جوائز في الوطن العربي، فهي صوت سوري يمثل الإصرار والعمل والمثابرة، واليوم هي واحدة من الإعلاميات المميزات عربياً عبر الفضائيات، دون أن تتخلى عن روابط الانتماء الوطني وجذورها السورية ومحافظتها "السويداء"».
شهادات وجوائز
خلال مسيرتها الإعلامية حصلت "الخطيب" على جوائز عديدة نذكر منها على سبيل العد:
-تكريم ومشاركة في مهرجان "قطر" المسرحي.
-تكريم ومشاركة في مهرجان "هلا فبراير" في "الكويت".
وتكريم في "مصر" بمهرجان "المميزون".
وتكريم في مهرجان أهل البحر في "اللاذقية".
وتكريم في مهرجان "أورد" في "لبنان"
إضافة لشهادات من الإذاعة والتلفزيون.