بدأ الحديث عن تدوير الألبسة يطفو على السطح مجدداً بفعل الأوضاع الاقتصادية التي فرضت نفسها على شريحة كبيرة، بأشكال مختلفة كارتياد محلات (البالة)، والاستغناء عن شراء الألبسة الجديدة، أو تبادل الألبسة بين أفراد الأسرة الواحدة وحتى بين الأصدقاء والجيران، فضلاً عن طرق أخرى للتدوير تتمثل بتصنيع أشكال ونماذج مبتكرة من الألبسة القديمة.

إيجابيات ولكن!

تصف "مروة الهندي" حالة التدوير هذه بالإيجابية، وهي التي باعت فستان فرحها مقابل خمسين ألف ليرة، وتقول: «تزوجت منذ عامين، وقد رغبت بالاستفادة من بيعه للحصول على مبلغ جيد، وبالفعل حصلت على خمسين ألف ليرة.. بالنسبة لي أشجع على شراء الألبسة المستعملة، بهدف التوفير فالواقع يفرض علينا التعامل بما بين أيدينا، وضمن إمكانياتنا».

تزوجت منذ عامين، وقد رغبت بالاستفادة من بيعه للحصول على مبلغ جيد، وبالفعل حصلت على خمسين ألف ليرة.. بالنسبة لي أشجع على شراء الألبسة المستعملة، بهدف التوفير فالواقع يفرض علينا التعامل بما بين أيدينا، وضمن إمكانياتنا

تشير "مروة" إلى أنها وقبل بيع الفستان عرّضته لأشعة الشمس ونظّفته، تماشياً مع فكرة سمعتها من خبيرة في مجال الطاقة، فالتنظيف قبل البيع ضروري والتعرض للشمس أيضاً، مع العلم أن تدوير الألبسة أيضاً لا يقتصر على بيع الألبسة القديمة، فثمة في مجتمعنا استخدامات وسلوكيات للتعامل مع هذه الألبسة فكثيراً ما تقوم ربات المنازل بتحويلها إلى مماسح للأرضيات أو قطع لتجفيف الصحون أو حتى تقديمها للغير بشكل شخصي أو عبر جمعيات.

المهندسة دانا نصر

علم الطاقة

كارميلندا رسلان تعرض بعض أعمالها

الدكتورة "دانا نصر" خبيرة الطاقة وهي مهندسة مدربة معتمدة دولياً لتقنية "الأكسس بارز" ونالت دكتوراه فخرية من أكاديمية السلام" ألمانيا" و"غراند ماستر ريكي" ومعالجة بالطاقة، ترى أن علوم الطاقة بالمجمل تنصح بعدم تدوير الألبسة لعدة أسباب، أولها أن هذه الملابس التي لامست الجسم ستنقل من طباع من لبس القطعة أولاً بفعل الذبذبات، وقد يكون لذلك آثار على طباعنا وسيترك آثاراً على المزاج وعلى المشاعر والسلوكيات.

ووفق الخبيرة فإن حالة الشخص الذي ارتدى القطعة (حزنه مرضه وعصبيته)، قد تنتقل بفعل التعرق والملامسة، وبالتالي فهي تنصح بالغسل والتعقيم والتعرض للهواء ما قد يخفف من هذه الآثار لأسباب تفسرها بالقول: «بشكل عام لا نفضل ألبسة (البالة) للأسباب ذاتها، لكن الواقع يفرض التعامل مع هذه الألبسة بما يقتضيه الواقع وحاجة الأشخاص لها من جهة، وعدم القدرة على الاستعاضة عنها، وبالتالي هناك عدة طرق لتجنب الآثار السلبية التي ستنقلها، مثل الغسيل وتعريضها لحرارة الشمس والنقع بالملح الصخري لمدة يوم كامل».

"نصر" لا تفضل فكرة تحويل الألبسة القطنية لمماسح أو قطع للتنشيف، وتطالب بالتخفيف قدر الممكن من هذه الممارسات. محذرة في الوقت نفسه من الأثاث القديم وما قد ينقله للمنازل، لكنها أيضاً لا ترفض فكرة تدوير الأقمشة لإنتاج أفكار فنية والاستفادة منها بصناعة شيء جميل.

"الغصن العتيق"

"كارميلندا رسلان" إحدى مؤسسات مشروع "الغصن العتيق" القائم على فكرة تدوير الأقمشة، وهي تعمل في هذا المجال منذ عقد من الزمن، تجد في الأقمشة ثروة من الألوان يمكن لليد الخبيرة أن تصنع منها جمالاً من نوع مختلف،

وتقول السيدة: «فائض كبير من الألبسة ينتج في أي منزل خاصة بعد حالات الوفاة أو السفر أو كبر الأطفال، وهنا يأتي التبرع بهذه الملابس بما يساعد في تأمين لباس جيد لبعض الأسر المحتاجة، من وجهة نظري لا يمكن رمي هذه القطع لأن هناك من يحتاجها، إضافة إلى تحويل هذه الألبسة إلى لوحات فنية.. وقد حاولت وزميلات لي في ذات المجال تدريب سيدات على التجربة، فرمي الأقمشة الجميلة يجعلنا نخسر ألوانها وأنسجتها وما يمكن أن تشكله من جمال بتقديم الأجمل وشغل الوقت بما هو مفيد، وخلق فرصة عمل جيدة لنا ولمن لا يمتلكون أي فرصة عمل آخر».

كانت قديمة

وتشير "رسلان" إلى ما صنعته من إعادة تدوير الألبسة من مفارش أسرّة وطاولات وقطع مختلفة بتصاميم مبتكرة، وذلك بعد أن تقوم بعمليات التنظيف اللازمة للقطع المعاد تدويرها وكيّها جيداً، مضيفة بالقول : قد تتعارض إعادة تدوير الألبسة مع بعض تفاصيل علوم الطاقة، لكنني أعتقد أن طاقة حب العمل والإخلاص لإنتاج كل ما هو جميل ومفيد ستتغلب على أي طاقة سلبية أخرى قد تنتقل مع الألبسة.. هناك كثيرات مثلي ممن دخلن مجال التدوير وسلكن طريق الفن والإبداع بأقمشة كانت قديمة.