تتنوّع الوصفات الطبية الشعبية التي لا يزال يقبل الكثير على استخدامها في علاج الأمراض، ورغم عدم وجود دراسات معمقة وعلمية حول جدوى المعالجة بهذه الأعشاب، وإطلاق كثير من الخبراء تحذيرات من الاستخدام المفرط لها، فإن ذلك لم يمنع البعض من الاستمرار بالتدواي بالأعشاب خصوصاً مع ارتفاع أسعار الأدوية وقلة البعض منها.

من وحي التجربة

تعمل "بلقيس حمزة" في صناعة خلطات دوائية مستخلصة من الأعشاب بإشراف طبيب مختص درّبها ويشرف باستمرار على عملها، وقد بدأت بممارسة هذا العمل منذ خمس سنوات، ومن خلال تجربتها تقول: «لاحظت إقبال الناس على شراء منتجات الأعشاب وطلبها بكثرة، فمن السيدات من اعتادت على علاج الإنفلونزا بالأعشاب منذ صغرها، وربما ورثت هذه العادة من والدتها وترفض بالمطلق استخدام بديل دوائي، ومن الرجال أيضاً كثيراً ما تصادفنا حالات لأشخاص يرغبون بعلاج السكري أو الضغط بالحمية أو بالأعشاب ومنهم من يلجأ إلى نظام غذائي خاص بإشراف مختص».

هناك خلطات من الأعشاب الطبية لعلاج بعض الأمراض وهي مستخلصة من الأعشاب الطبيعية، وتتم صناعتها بنسب مدروسة، على أن الأكثر طلباً هي مستحضرات العناية بالشعر والبشرة والتسمين والتنحيف، وهناك إقبال كبير من الفتيات على استخدام مثل هذه المستحضرات، بسبب غلاء المنتجات الكيميائية وكثرة التقليد

وعن العلاجات التي تصنعها قالت: «هناك خلطات من الأعشاب الطبية لعلاج بعض الأمراض وهي مستخلصة من الأعشاب الطبيعية، وتتم صناعتها بنسب مدروسة، على أن الأكثر طلباً هي مستحضرات العناية بالشعر والبشرة والتسمين والتنحيف، وهناك إقبال كبير من الفتيات على استخدام مثل هذه المستحضرات، بسبب غلاء المنتجات الكيميائية وكثرة التقليد».

الأعشاب الطبية مجففة ومحفوظة

قاصر حتى الآن

بدائل الأدوية من علاجات طبية وتجميلية

تقول الدكتورة الصيدلانية "لبنى حاتم" المغتربة في "فرنسا": «الطب البديل هو علم قائم على التداوي بالأعشاب والمواد الطبيعية بعكس العلوم الطبية الحديثة التي تعتمد على الأدوية الكيميائية المصنعة، وقد ارتكز هذا العلم على فكرة أن الأدوية الطبية الكيميائية مشتقة بالأساس من أعشاب طبية وتمكن العلم والعلماء من تحويلها إلى مواد كيميائية لعلاج الأمراض العديدة، وعدد كبير من المرضى في كل أنحاء العالم يعتمدون الطب البديل في نظام حياتهم اليومية، لقلة التكاليف المادية لهذه الأدوية الطبيعية وخوفاً من الآثار الجانبية التي تحدثها في الجسم، ولكن مع الأسف لم يستطع الطب البديل إلى الآن أن يحل محل الأدوية الكيميائية، فما زال هذا العلم قاصراً إلى حد كبير عن علاج الأمراض المزمنة والأمراض الوراثية والجرثومية والسرطانية وغيرها».

تحذيرات

وتشير "حاتم" إلى أن للأدوية الطبيعية مخاطر على جسم الإنسان كما الأدوية الكيميائية، وذلك على الرغم من أن الأدوية الكيميائية تم تطويرها من الأعشاب بعد تنقيتها وإخضاعها لعمليات كيميائية، لإزالة المواد السامة منها ووضعها بالشكل الأفضل من حيث الامتصاص والاستقلاب.

الدكتورة "لبنى حاتم"

وتختم الصيدلانية حديثها بالقول: «الطب البديل علم قائم لا ينكر دوره في علاج الأمراض وكعلاج تلطيفي لأمراض أخرى، ولكن لم يثبت مكانه حتى الآن، وخاصة في ظل التطور العلمي الهائل والأدوية الحديثة المشتقة بطرق بيولوجية حيوية وبآليات معقدة ومكلفة، وفي البلدان العربية كثُرَ في الآونة الأخيرة تداول الخلطات والأعشاب للشفاء من الأمراض، على يد الكثير من المدعين والمبشرين بالشفاء، ولكن ينبغي أن تحصل هذه الخلطات على الموافقات القانونية النظامية والتجارب العلمية الكافية كما يحصل مع الأدوية المركبة».