في طريقها إلى المدرسة كان ثمة شيءٌ يجذب اهتمام "ريم عثمان" ويشدّها إلى صالونات التجميل والحلاقة النسائية، تلك المهنة التي أحبتها منذ الصغر ولم تستطع منع نفسها من التفكير فيها، وما هي إلا سنوات قليلة فقط حتى كان لها ما أرادت، فأصبحت أصغر خبيرة تجميل في "اللاذقية" عندما صُنف مشروعها صالون التجميل والحلاقة، من بين عشرة مشاريع نساء متميزات في محافظة "اللاذقية" عام 2006.

البدايات

في "دمشق" كانت البداية، تعلّمت "ريم" كل ما يتعلق بمهنة التجميل في سن مبكرة، حيث كان بالقرب من منزلها صالون للتجميل كانت تعرج عليه بشكل يومي لتراقب وتتعلم وتحفظ كل شيء بذاكرتها.

أعلّمهم من الألف إلى الياء، أحاول تحفيزهم وكسر حاجز الخوف لديهم، أمنحهم الأمان والثقة والتشجيع، أقوم بالتركيز على الطاقة الإيجابية التي تعد مفتاحاً من مفاتيح النجاح، فقد بلغ عدد الطلاب الذين درّبتهم وتخرجوا 25 ألف طالب وطالبة وهم من كل الأعمار

وعلى الرغم من صغر سنها استطاعت أن تلمّ بمعظم الجوانب المتعلقة بعالم الجمال، وتضيف: «بعد نجاحي بالشهادتين الإعدادية والثانوية العامة انتقلت مع العائلة من "دمشق" إلى "اللاذقية"، كان عمري سبعة عشر عاماً، وبمساعدة من والدي افتتحت صالون تجميل وتزيين نسائي في "المشروع السابع"، كنت أصغر مزيّنة تقوم بتزيين عروس آنذاك، أخذت أطوّر نفسي مع تطور عالم الجمال والتجميل وأتابع كل جديد بالإضافة لدورات تنظيف البشرة وتصنيع مستحضرات عشبية وزيوت وكريمات طبيعية من دون مواد كيميائية، ومساج تجميلي بالزيوت التي أُصنّعها، والوشم وغيرها في هذا المجال، فأصبحت لدي خبرة جيدة واتجهت للعمل والحياة العملية وكانت لدي زاوية أسبوعية في جريدة الوحدة عن عالم الجمال والتجميل».

ريم عثمان أثناء التدريب

طريق التميّز

تدريب ضمن جمعية المقعدين وأصدقائهم

طوّرت "ريم" مشروعها بأفكار عدة وحصلت على مكافأة عن المشروع الذي أطلقته ضمن برنامج مكافحة البطالة، فتقول: «تقدمت في العام 2005 للحصول على قرض من مشروع مكافحة البطالة وحصلت عليه، وأنجزت مشروعي الذي صُنف حينها من المشاريع الناجحة، وتمّ اختياري من بين عشر نساء متميزات في المحافظة بإنشاء المشاريع الصغيرة، أمنت فرص عمل ضمن المشروع وحصلت على مكافأة 500 ألف ليرة سورية، طوّرت المشروع وفق الإمكانيات الجديدة ليشمل أفكاراً متعددة».

تتابع "ريم" حديثها بالقول: «دخلت مجال التدريب في الاتحاد النسائي سابقاً منذ عام 1998 حتى عام 2017 كمدرّبة مكياج وحلاقة نسائية ورجالية بالإضافة للوشم والبشرة، ومن خلال الاتحاد النسائي تمّ اختياري من قبل الهلال الأحمر لتعليم دورات للوافدين بهدف دعمهم وتمكينهم بعد أن تعرضوا للضرر وتركت الحرب آثارها السلبية في حياتهم، كما درّبت ذوي الشهداء ضمن برنامج (سيرياتيل)، وعلّمت في مراكز وأكاديميات عدة في "اللاذقية"، والآن أعمل كمتطوعة مع جمعية "المقعدين وأصدقائهم"، وأقوم بالتدريب في دورات مستمرة وبعضها مجاني».

ليلى إسبر والمدربة عثمان

مفاتيح النجاح

وتضيف: «أدخلت منذ سبع سنوات لمجال عملي تركيب العطور وهو مشروع ناجح وذو مردود اقتصادي، أصبحت أدرّب طرق تركيب العطور ذات التكلفة القليلة والإنتاج والربح الكبيرين، حيث كانت البداية بتقديم دورة مجانية استهدفت جرحى الجيش العربي السوري في جمعية "المقعدين وأصدقائهم"».

اتخذت "ريم" منذ بداية مشوارها من الطاقة الإيجابية شعاراً لها فهي -كما تقول- تعمل على تعزيز العامل النفسي لدى المتدربين «أعلّمهم من الألف إلى الياء، أحاول تحفيزهم وكسر حاجز الخوف لديهم، أمنحهم الأمان والثقة والتشجيع، أقوم بالتركيز على الطاقة الإيجابية التي تعد مفتاحاً من مفاتيح النجاح، فقد بلغ عدد الطلاب الذين درّبتهم وتخرجوا 25 ألف طالب وطالبة وهم من كل الأعمار».

مبادرات

عُرفت المدرّبة "ريم عثمان" خلال مسيرتها التدريبية بروح المبادرة وتقديم المبادرات المجانية، وهنا تحدثت "ليلى إسبر" رئيس لجنة المرأة العاملة في اتحاد عمال محافظة "اللاذقية" عنها قائلة: «لها بصمة واضحة في مجال تدريب الكثير من الراغبين في دخول عالم الجمال والتجميل، تمتلك أسلوباً متميزاً في طرح الأفكار والمعلومات.. تزيدُ من رغبة المتدربين وتمنحهم الثقة للانطلاق في مشاريعهم، فقد كانت لها تجربة مع اتحاد عمال محافظة "اللاذقية" بعد التنسيق مع لجنة المرأة العاملة، حيث قدّمت مبادرة مجانية لتعليم العاملات تركيب العطور، وهي معطاءة تترجم عطاءها بكمية الأفكار الغنية التي تقوم بطرحها أثناء التدريب، تضع خبراتها وتجاربها أمام كل متدرب للاستفادة والتعلّم».

أما "غنوة شهيرة" متدرّبة وصاحبة مشروع، فقد قالت عنها: «عرفت خبيرة التجميل منذ ثلاث سنوات عن طريق الصدفة، ما دفعني للالتحاق بالتدريب في الدورات التي تقيمها، كانت قادرة على إيصال الفكرة بطريقة صحيحة وجذابة جعلت رغبتي بالعمل تسير في مسارها الصحيح، فهي تعمل على الجانب النفسي، تعطي كثيراً وتعتمد التطبيق وما زالت علاقتي العملية بها مستمرة حتى اليوم».

يذكر أنّ خبيرة التجميل المدرّبة "ريم عثمان" من مواليد عام 1975 "دمشق - برزة البلد".