في بحث هام ولافت، نال الذكور "محمد وليد محمد" الإجازة في الطب البشري، عن بحث أعده حول (انتشار القلق والوسواس القهري بين طلاب وطالبات الطب في "سورية" أثناء جائحة كورونا) وبدرجة مئة بالمئة في كلية الطب البشري بجامعة "حلب".

الأول من نوعه

عن هذا البحث وكيفية اختياره وأهميته يقول الدكتور "محمد: «لاحظت زيادة انتشار الاضطرابات النفسية عند طلاب الجامعات عموماً، وعند طلاب وطالبات الطب البشري على وجه التحديد، وخصوصاً أنّ هؤلاء الطلاب هم الأكثر متابعة للأخبار الطبية يومياً وعلى تماس مباشر مع الحالات المصابة، وخصصت القلق والوسواس القهري لأن الدراسات القائمة في عدة دول أثبتت أن نسبة انتشارهما بين طلاب الكليات الطبيّة عالية، وقد استغرق تحضير البحث وتنفيذه ثلاثة شهور، الشهر الأول لتحضير القسم النظري للدراسة وتصميم الاستبيان الذي سيوزع على الطلاب والطالبات، والثاني لتوزيعه والشهر الثالث لتحليل البيانات وكتابة المشروع».

في مشاريع الكلية لا يُسمح أن يكون غلاف المشروع إلا باللون الأبيض، لذلك عمدتُ إلى تصميم غلاف لنسخة الكلية، والنسخة التي سأحتفط بها لي ولأصدقائي وأهلي اعتمدت على لوحة مرسومة من قبل صديقي "سيزار عدنان محمد"، وهو طالب في الطب البشري أيضاً لنجسد موضوع البحث من خلال لوحة

خطوات البحث

البحث الذي تم تسليمه بتاريخ العاشر من شهر حزيران 2021 والحاصل على علامة مئة من مئة، مرّ حسب قول"محمد" بالعديد من الخطوات «في البداية قمت بقراءة الأدب الطبي من مقالات وأبحاث مشابهة لموضوع الدراسة، ثم تعمقت أكثر في موضوعي القلق والوسواس القهري نظرياً من المراجع المعتمدة عالمياً مثل مرجع "DSM-5"، وفي تصميم الدراسة قسمت الاستبيان إلى ثلاثة أقسام؛ القسم الأول تناول المعلومات الديموغرافية، وفي القسمين الثاني والثالث أجريت استبيانين لدراسة شيوع القلق والوسواس القهري تباعاً، مُصممين ومعتمدَين في جميع الأبحاث المنشورة في مجلات عالميّة، وفي الإحصاء اعتمدنا على برنامج الـ "SPSS" الشهير في مجال تحليل البيانات».

النتائج

عينة الدراسة

د."محمد" مع د. "راما" والزملاء

فيما يتعلق بالعينة التي شملتها البيانات والإحصائيات والدراسات البحثية المشابهة يتابع قائلاً: «اعتمدت في دراستي على عينة ممثلة لطلاب وطالبات الطب في "سورية" من جامعتي "دمشق" و"حلب"، بسبب صعوبة الوصول لجميع الطلاب في كل المحافظات، وكان العدد الكلي مئة وثمانين طالباً وطالبة طب من مختلف السنوات الدراسية، حيث توجد دراسات تحدثت عن شيوع الاضطرابات النفسية بشكل عام ولدى عامة الشعب، لكن لا توجد دراسة تخصصت في دراسة القلق والوسواس القهري عند طلاب وطالبات الطب في "سورية"».

الخلاصة العملية

يشرح د."محمد": الخلاصة العلمية لبحثه فبعد القيام بالتحليل الإحصائي لبيانات المشاركين البالغ عددهم 180 بياناً، كانت النتيجة أن نسبة انتشار القلق عند طلاب وطالبات الطب أثناء انتشار فيروس (covid-19) وصلت إلى 32.7 %، فيما كانت نسبة انتشار الوسواس القهري 52.2%.

مع تصميم لوحة الغلاف

ويبين د."محمد" أن الدراسة من نوع CROSS-"SECTIONAL " أي دراسة مقطعية وهي تندرج تحت تصنيف الدراسات التي تُلاحظ وجود ظاهرة معينة، وأنه اقترح في آخر البحث إجراء مزيد من الأبحاث على عينات أكبر لدراسة ارتباط شيوع هذين الاضطرابين مع عوامل أكثر، موضحاً أن الأسباب التي تؤدي لنشوء الاضطرابات النفسية كثيرة منها الأسباب الوراثية، الفيزيولوجية والبيئية، مثل انتشار جائحة كورونا التي سببت مزيداً من الاضطرابات النفسية الموجودة أساساً في مجتمعنا بسبب عوامل بيئية عدية أُخرى.

وحول تصميم غلاف المشروع يقول: «في مشاريع الكلية لا يُسمح أن يكون غلاف المشروع إلا باللون الأبيض، لذلك عمدتُ إلى تصميم غلاف لنسخة الكلية، والنسخة التي سأحتفط بها لي ولأصدقائي وأهلي اعتمدت على لوحة مرسومة من قبل صديقي "سيزار عدنان محمد"، وهو طالب في الطب البشري أيضاً لنجسد موضوع البحث من خلال لوحة».

ويصف "محمد" واقع الطب النفسي في "سورية" بالسيئ وهو بحاجة إلى مزيد من المبادرات والأبحاث على مستويات أكبر للنهوض بواقع.

مبادرات

من جهتها تقول."راما حمزة" طالبة في كلية الطب البشري سنة سادسة في جامعة "حلب": «أعرف د."محمد" منذ السنة الدراسية الأولى هو طالب نشيط، وله العديد من المبادرات التطوعية بما يخص المجال الطبي، حيث كان ضمن فريق كتابة الملخصات الطبية، وقدم ورشات مجانية في الفوتوشوب لطلاب الجامعات، تعاملت معه أكثر من مرة في مناقشة حالات مع مجموعة طلاب خارج الجامعة، وساهمت معه في كتابة طرائق الدراسة "ميثودز" وهو من كتب مقدمة الورقة البحثية وصمم الاستبيان وهو المؤلف الأول للبحث، الذي تعود أهميته إلى أن نشر الأبحاث العلمية لطلاب جامعة ما بشكل إلكتروني يساهم في رفع تصنيف الجامعات، وبالتالي الدراسة المقطعية عندما تأتي من "سورية" ستؤدي لرفع تصنيف الجامعة».

أهمية الاستبيان

وتكمل د. "حمزة" بقولها: «الدراسة قائمة على الاستبيان وكانت الاستبيانات بمنزلة بيانات لهذه الدراسة، حيث بدأ الدكتور "محمد" مع الاستبيان واستطلاع آراء الطلاب وانطلق منها ليحلل المجتمع ويصل للنتائج، وتألف الاستبيان من ثلاثة محاور، الأول لتقييم اضطراب الوسواس القهري والثاني لتقييم القلق ومحور ثالث يبين المعلومات الديموغرافية للمشارك، فآلية تقييم قياس الوسواس القهري أو القلق هي عبارة عن مقياس عالمي يستعمل لمعرفة حالة هذا الشخص، وهل هو بحاجة لاستقصاءات أكبر لزيارة طبيب نفسي أم لا، فهناك نتيجة معينة إذا وصل لها المشارك بالاختبار عليه مراجعة العيادة النفسية».

يذكر أنّ د."محمد وليد محمد" طالب طب بشري سنة سادسة من مواليد "عفرين" عام 1997 وهو ناشط في المجال المجتمعي مع عدة جهات، وعضو في أكثر من فريق بحثي على مستوى الوطن العربي.