تنتشر العديد من النباتات والأعشاب البرية المعروفة منذ القدم بفوائدها الغذائية والدوائية الجمَّة في عموم الأراضي السورية، ومن هذه النباتات نبتة "القبَّار" التي يكثر وجودها في دول حوض "البحر الأبيض المتوسط" ومنها سورية، إذ يتطلب نموها التعرض المباشر والطويل لأشعة الشمس، لذا تكثر مشاهدتها في البيئات الجافة، وتوجد بكثرة في ريفي "حمص" الشرقي والشمالي الشرقي،

النبات الشوكي

تقول الدكتورة الصيدلانية "ميريانا سلامة" التي تعمل كمدرِّسة مساعدة بكلية "الصيدلة" في جامعة "البعث"، أثناء حديثها مع مدوّنة وطن "eSyria": «تتميز هذه النبتة بفروعها الكثيفة والمتشعبة ذات اللون البنفسجي وأزهارها البيضاء، تستمر فترة نموها إلى الإزهار ستة أشهر، بين شهري "أيار" و"تشربن الأول" من كلِّ عام، تتميز بأنها دائمة الخضرة، وأغصانها كثيفة الأشواك، ولها العديد من التسميات الأخرى منها "الشفلح" و"اللصف" وغير ذلك».

تتميز هذه النبتة بفروعها الكثيفة والمتشعبة ذات اللون البنفسجي وأزهارها البيضاء، تستمر فترة نموها إلى الإزهار ستة أشهر، بين شهري "أيار" و"تشربن الأول" من كلِّ عام، تتميز بأنها دائمة الخضرة، وأغصانها كثيفة الأشواك، ولها العديد من التسميات الأخرى منها "الشفلح" و"اللصف" وغير ذلك

القيمة الغذائية لنبات "القبّار" عالية جداً كما تقول الدكتورة "ميريانا" من حيث غناها بالعناصر المعدنية وبعض الفيتامينات الهامة لصحة الإنسان، التي نجدها في أجزاء النبات بدءاً من قشور الجذور مروراً بالأوراق والأزهار، حتى نصل إلى البراعم الثمرية له، وهذه الأخيرة غنية جداً بالعديد من العناصر الغذائية المختلفة، فهي تحتوي على الكربوهيدرات و الألياف الغذائية والبروتين وبعض الفيتامينات، إضافة إلى عناصر الحديد والصوديوم والبوتاسيوم».

الدكتورة الصيدلانية ميريانا سلامة

قيمة دوائية

براعم ثمار القبّار

قيمة النبات الدوائية لا تقل شأناً بحسب الدكتورة "ميريانا": «أثبتت الدراسات الحديثة أن نبات "القبَّار" غني جداً بالعديد من المكونات الفعالة حيوياً، الموجودة في أجزائه كافة، حيث تحتوي ثماره على العديد من المكونات التي لها دور فعال بالوقاية من أمراض القلب والأعصاب، إضافة لتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان، وتعمل أيضاً كمضادات حيوية للجراثيم، وتحتوي جذوره على مركبات "قلويدية" لها تأثير في الجراثيم المسببة لالتهابات الأمعاء والمعدة، في حين نجد أن بذور النبات غنية بمركبات "سيسكي تريبين" إضافة للعديد من الأحماض الدهنية التي تستخدم للأغراض الصناعية، الغذائية، والصيدلانية ما يجعل من نبات "القبَّار" مصدر غذاءٍ ودواءٍ هامين لصحة الإنسان».

مصدر للدخل

ويعد موسم "القبَّار" في منطقة "المخرَّم" في ريف "حمص" الشمالي الشرقي، مصدراً هاماً لدخل كثير من الأسر، كما يذكر "خليل صقور" أحد أبناء المنطقة في حديثه لمدوّنة وطن "eSyria": «ازداد الطلب على شراء ثمار هذا النبات، منذ حوالي 15 عاماً، بعدما صار التجار مهتمين بشرائه وتخزينه، بغية تصديره للخارج، وهذا ما دفع الأهالي للبحث عن نبات "القبَّار" وقطاف براعم ثماره في مرحلة تشكُّلها الأولى حصراً، فالسعر الأعلى الذي يحدد في السوق هو للبراعم صغيرة الحجم فقط، وهذا يتطلب جهداً مضاعفاً من العاملين بقطافه، بسبب طبيعة النبات الشوكية، واضطرارهم للبحث عنه لمسافات بعيدة، كونه ينمو وينتشر أكثر في المناطق النائية».

الغربال المستخدم بعملية فرز القبّار

يتابع "صقور" حديثه بالقول: «يقوم صاحب المركز المعتمد باستلام البراعم ووضعها في غربال مخصص لفرزها، ومن ثمّ تؤخذ حبَّات البراعم الصغيرة فقط، ليتم وزنها، ودفع ثمن الكمية المستلمة فوراً، بعد ذلك توضع براعم الثمار ضمن براميل بلاستيكية كبيرة، وتغمر بالماء والملح، من أجل الحفاظ عليها من التلف، حيث تتأثر ثمار "القبّار" بالعوامل الجوية المحيطة بعد 48-72 ساعة من قطافها، ولاحقاً يتم توريد الكميات المستلمة إلى التجار المهتمين بشرائها».

من جهته يوضح "عماد لبَّان" القاطن في بلدة "المشرفة" شمال "حمص"، بأنَّ هذه الفترة من كلِّ عامٍ تشكِّل مصدراً إضافياً للرزق له وللعديد من الأسر التي تعمل على قطاف "القبّار"، ما يسهم في تحسين معيشة عائلات المنطقة بأكملها، فالفرد الواحد بإمكانه قطف ما يقارب كمية 1-2 كيلو غرام في اليوم الواحد، وبيعها بالسعر الرائج حالياً والذي يتراوح بين 5-6 آلاف ليرة للكيلو غرام الواحد حسب حجم الثمار المقطوفة، وبالنظر إلى المبلغ المحتسب، فإنَّ "القبَّار" أصبح موسماً هاماً ومصدراً أساسياً للرزق».

أجريت اللقاءات من خلال التواصل عبر خدمة الماسنجر بتاريخ 4 و22 "حزيران" 2021.