يكتسب الحديث عن شركة مصفاة بانياس أهميةً متناميةً بالنظر إلى ما حققته الشركة من تنمية مستدامة ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، وما لعبته من دور في تخفيض نسبة البطالة في محافظة "طرطوس"، وذلك في مقابل الانتقادات التي توجّه للمصفاة من حيث مكانها واتهامها بتلوث البيئة،

إذ كانت من أولى الشركات الرائدة الباحثة عن الاختصاصات الفنية والإدارية بمرحلة التعليم المتوسط انطلاقاً من المرحلة الثانوية بالمدرسة النفطية ومعهد النفط المحدثين، وصولاً إلى المرحلة التخصصية ليبلغ عدد العمال القائمين على رأس عملهم في الشركة حوالي 3200 بين عامل وفني واختصاصي، في وقت بلغت الأرقام الذاتية المدورة فيها حوالي 7000، فضلاً عن العمالة الخارجية التي تستقدمها وفق عقود وتعهدات مؤقتة لعمل ما، كأعمال العزل مثلاً.

تقع "شركة مصفاة بانياس" حسب المهندس "محمود قاسم" مدير عام "شركة مصفاة بانياس" في حديثه لمدوّنة وطن eSyria، إلى الشمال من مدينة "بانياس"، وقد بدأ بناؤها عام /1975/ من قبل الشركة المتعهدة "اندستريال- إكسبورت" الرومانية، باستطاعة ستة ملايين طن متري في السنة. صممت المصفاة لتكرير أمزجة مختلفة من النفط الخام، وتتزود بالطاقة محلياً من محطة حرارية تابعة لها، وتستجر المياه من محطة ضخ أنشئت على بحيرة السن، حيث يتم ضخ المياه إلى خزانات ترتفع عن سطح البحر /104/ أمتار، وتضم المصفاة وحدات إنتاجية ووحدات مساعدة للعملية الإنتاجية ووحدات خدمية ومستودعات مواد ومركز إطفاء ووقاية صناعية وخدمات اجتماعية

46 عاماً

«تقع "شركة مصفاة بانياس" حسب المهندس "محمود قاسم" مدير عام "شركة مصفاة بانياس" في حديثه لمدوّنة وطن eSyria، إلى الشمال من مدينة "بانياس"، وقد بدأ بناؤها عام /1975/ من قبل الشركة المتعهدة "اندستريال- إكسبورت" الرومانية، باستطاعة ستة ملايين طن متري في السنة.

مجسّم عام للشركة

صممت المصفاة لتكرير أمزجة مختلفة من النفط الخام، وتتزود بالطاقة محلياً من محطة حرارية تابعة لها، وتستجر المياه من محطة ضخ أنشئت على بحيرة السن، حيث يتم ضخ المياه إلى خزانات ترتفع عن سطح البحر /104/ أمتار، وتضم المصفاة وحدات إنتاجية ووحدات مساعدة للعملية الإنتاجية ووحدات خدمية ومستودعات مواد ومركز إطفاء ووقاية صناعية وخدمات اجتماعية».

يستحوذ الجانب التدريبي على حيز هام من عمل الشركة، ويقول قاسم إنه وحسب النظام الداخلي للوزارة يمكن إحداث مدرسة نفطية لرفد الشركة بالكوادر الفنية الجاهزة لسوق العمل، وهذا ما سعت إليه إدارة المصفاة وترجمته على أرض الواقع، فلدى الشركة مدرسةٌ ومعهدٌ نفطي والهدف منهما إيجاد كوادر عاملة وفنية جاهزة للعمل بشكل مباشر من لحظة الدخول سوق العمل، وتستوعب المدرسة حوالي /60/ طالباً في اختصاصي التكرير والنقل والتخزين سنوياً، والعشرة الأوائل منهم يتابعون الدراسة في معهد النفط، ويكون التعيين بحسب الحاجة في الشركة.

مدير عام شركة مصفاة بانياس محمود قاسم

خبرات تراكمية

مدخل الشركة

في الشركة بحسب مدير التنمية الإدارية "إياد علي" دائرتا تدريب، الأولى دائرة التدريب الداخلي والثانية دائرة التدريب الخارجي، مهمتهما وضع خطط وبرامج التدريب بشكل دائم على مدار العام، إلا أن الثانية توقف نشاطها منذ حوالي عشر سنوات نتيجة الحرب، وبالنسبة للإداريين فالدورات مستمرة ومنها للغة الانكليزية وبمستويات مختلفة، ودورات قانونية وإدارية ودورات تخصصية بالأعمال النفطية وتكنولوجيا تكرير النفط وغيرها، ناهيك بالخبرات التراكمية التي يكتسبها العمال مع الممارسة اليومية لتضاف إلى قائمة التدريبات الدائمة».

وبالعودة إلى مدير الشركة الذي يرى أن وجود شركة ضخمة كـ"مصفاة بانياس" في مدينة حيزها الجغرافي صغير نسبياً ساهم في نهضتها على مختلف الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، حيث ساهمت بكوادرها العاملة في زيادة حجم المدينة من حيث العمال الوافدين إليها من مختلف المناطق والمحافظات ضمن مدينتها السكنية وقريتها العمالية، وهذا ساهم بتنشيط الحركة التجارية وافتتاح محال متنوعة الاختصاصات، وإنشاء حرف جديدة كحرفة تركيب الصحون اللاقطة وبرمجتها، وكذلك الصيانات الإلكترونية.

كان حلماً!!

لقد كان العمل في الشركة حلماً لأبناء المدينة يسعون لتحقيقه بالدراسة الفنية أو الأكاديمية، فالأجور ونظام الحوافز والمكافآت فيها تستحق السعي للوصول إليها، عدا عن تأمين السكن إما في المدينة السكنية أو القرية العمالية، ما جعل حلم تأسيس أسرة لأي شاب ضمن حيز التنفيذ، وفق ما أكده العامل "فراس ريحان" الذي تمكّن من الارتباط وتكوين أسرة صغيرة بعد الالتحاق بالعمل فيها.