يعدُّ الباحث والكاتب "فوزي معروف" واحداً من الأساتذة المربين الذين شكّلوا علامةً فارقةً في مجال تعليم اللغة العربية في "السويداء"، درّس علم النفس التربوي والنقد الأدبي في ثانويات ومعاهد وجامعات عربية ووطنية، واستطاع بمتابعته إحداث إعدادية في بلدته "ملح" التي ولد بها.

أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والبحوث والدراسات، في بدايات تحصيله العلمي لم يقبل أن يبقى يتكأ على زوايا أعمدة الجامع الأزهر في "مصر" ليتلقى العلوم الدينية بل كان هدفه معرفة اللغة. ولهذا فالمتتبع لحياته يلمس مدى معاناته وإصراره على العلم، وحسب ما تذكر زوجته "عفاف فواز الملحم" المعلمة المتقاعدة في حديثها لموقع مدوّنة وطن "eSyria": «في بلدة تبعد عن مدينة "السويداء" حوالي خمسين كيلومتراً، وهي بلدة "ملح" المعروفة تاريخياً أنها "ملح الصرار" نسبة لريح "صرصر" وهي حاملة العديد من الأوابد التاريخية والأثرية، كانت ولادة الكاتب "معروف" مع بداية أربعينيات القرن الماضي، وبعد أن درس المرحلة الابتدائية انتقل إلى السويداء ليكمل دراسة المرحلة الإعدادية، حيث رُشح مع عدد من رفاقه للحصول على منحة وبالفعل أوفد الى "القاهرة" للدراسة، لكنه لم يقبل أن يركن لأعمدة "الأزهر" والاكتفاء بتلقي العلوم الدينية بل أراد أن يحقق ما جاء من أجله، فطلب من مانحي الدراسة المتابعة العلمية، وكان شرطهم الحصول على الثانوية، وبالفعل استطاع دراسة منهاج الثانوية وطلب من أهله التسجيل وقدم طلبه للامتحان في "السويداء" وعاد إلى "سورية" بالباخرة كي يتقدم الى امتحان الشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي وحين الانتهاء من الامتحان عاد الى "القاهرة" وبعد ظهور النتائج بدرجة جيد جداً سجل بجامعة الأزهر فرع اللغة العربية، ولكن لم تحسب علامته إلا بعد حسم خمس وعشرين بالمئة من علامات الحادي عشر، وأكمل دراسته الجامعية كما سجل دبلوم لغة عربية وبالوقت نفسه تقدم الى جامعة "عين شمس الإسكندرية" لينال دبلوم تربية وعلم نفس ونجح بدرجة جيد ثم سجل رسالة الماجستير باللغة العربية، وكان موضوع الرسالة "النقد في الشعر القروي" ونالها بدرجة جيد جداً في حزيران عام 1968، ثم سجل الدكتوراه وعاد الى "السويداء"، وبإصرار من أسرته قدم على وظيفة في وزارة التربية على أمل أن يعود لإكمال الدكتوراه، على الفور عيّن في ثانوية "صلخد" لمدة عام، أحدثت إعدادية "ملح" وكان هو من المطالبين بإحداثها وتعهد بكل ساعات اللغة العربية فيها لجميع الصفوف».

عرف الباحث والمربي والموثق "فوزي معروف" بثلاث خصال هامة في حياته أولها إصراره على العلم ومتابعة تحصيله العلمي ولهذا تميز بالموسوعية في علم النفس والنقد الأدبي والتربية إضافة لأبحاثه في الأدب الشعبي، الثانية حبّه للتعليم فقد استطاع أن يحقق مع رفاقه التقدم لمعهد إعداد المعلمين في اللغة العربية، والثالثة أنه طيّب وصادق وأمين، ينهج سلوكاً مطابقاً لثقافته وأدبه، وفي التأليف والتوثيق شكّل في الحركة الثقافية علامة فارقة من خلال الاهتمام المتنوّع وإيمانه في العقل التنويري، فقد عمل في مؤلفه "هكذا يصنعون أنفسهم" على إلقاء الضوء على شخصيات متميزة وهامة في التاريخ الثقافي والإبداعي، وبرحيله عام 2006 فقد اتحاد الكتاب واحداً من أهم كتّابه وباحثيه وكذلك فقدت الأسرة التربوية واحداً من أعمدة التعليم فيها وسيبقى في الذاكرة وبين أجنحة الزمن أيقونة الجمال بسلوكه وأعماله ومآثره الأخلاقية والاجتماعية والعلمية

وتابعت "عفاف الملحم" بالقول: «أوفد إعارة الى "اليمن الجنوبي، عدن" ثم عاد الى "السويداء" عام 1980 وعيّن في ثانوية "الفتاة" لعامين، ونقل للتدريس بمعاهد إعداد المعلمين، وبغية تحسين الوضع الاقتصادي قدم استدعاء إلى "ليبيا" وقام بالتدريس في جامعة "جادو الجبل الغربي بليبيا"، وحصل فيها على شهادات تقدير منها لمساهمته في إنجاح المسابقة الفكرية الأدبية لمعلمي الجماهرية، وشهادة تقدير في مجال القراءة بالمسابقة الثقافية الكبرى الأولى في "زلتن – ليبيا"، كما نال شهادة تقدير وعرفان من الجماهرية لمساهمته الفعالة في إنجاح المخيمات الصيفية للخريجين والخريجات في الجامعة، وكذلك شهادة تقدير لجهوده الجبارة التي بذلت من أجل تحقيق المقولة الخالدة: "إن الدراسة ليست غاية في حد ذاتها وإنما الغاية هي خلق الإنسان النموذجي الجديد" وغيرها من الجوائز العينية، وعند عودته إلى "السويداء" استلم عمله التعليمي في معاهد إعداد المدرسين لمدة ست سنوات، ثم قام بالتدريس في كلية التربية بجامعة "دمشق"، وفي نهاية التسعينيات انتسب الى اتحاد الكتاب العرب، ومن مؤلفاته "هكذا يصنعون أنفسهم" الصادر عن اتحاد الكتاب العرب، وكتاب آخر بعنوان "سلامة عبيد الإنسان" صادر عن وزارة الثقافة، وأيضاً "المثل الشعبي والمرأة" صادر عن مطبعة الفقيه بالسويداء، و"علم النفس الهندسي الصناعي" وكذلك "ابن خلدون وخطاب الإصلاح"، وآخر "الغزو الثقافي والعولمة"، وكتاب جديد بعنوان "نيران على القمة" تحدث فيه عن حياة الكاتب الراحل "سعيد أبو الحسن" وخصّ جزءاً كبيراً منه للحديث عن الثورات ضد الاحتلال الفرنسي، إضافة إلى العديد من المقالات والدراسات في المجلات العربية والصحف منها مجلة "الوحدة، شؤون عربية، الطريق اللبنانية، الكويت، مجلة الحكمة اليمنية، والناشر العربي، المعلم العربي، المجلة الثقافية، وعالم المسرح، صحيفة الأسبوع الأدبي، وله مشاركات في المؤتمرات الثقافية أهمها في "إيران" ببعثة من اتحاد الكتاب العرب».

المعلمة عفاف فواز الملحم

وتابعت "عفاف الملحم" عن جوانبه الاجتماعية والإنسانية قائلة: «حاول أن يؤرّخ لتاريخ «جبل العرب» في "السويداء"، وساهم بإقناع الكثير من الآباء بتعليم أبنائهم وبناتهم وخاصة في القرى فكان بمنزلة المصلح الاجتماعي يشارك الناس أفراحهم وأتراحهم ويقدم المساعدة لكل من يحتاجها، وله من القيم والمبادئ التي سار عليها، وحثّ الآخرين على المضي نحوها والتقيد بها الشيء الجليل".

يشير "إسماعيل اللحم" رئيس اتحاد الكتاب العرب في "السويداء" سابقاً إلى بعض سمات الكاب "معروف" فيقول لمدوّنة وطن: «عرف الباحث والمربي والموثق "فوزي معروف" بثلاث خصال هامة في حياته أولها إصراره على العلم ومتابعة تحصيله العلمي ولهذا تميز بالموسوعية في علم النفس والنقد الأدبي والتربية إضافة لأبحاثه في الأدب الشعبي، الثانية حبّه للتعليم فقد استطاع أن يحقق مع رفاقه التقدم لمعهد إعداد المعلمين في اللغة العربية، والثالثة أنه طيّب وصادق وأمين، ينهج سلوكاً مطابقاً لثقافته وأدبه، وفي التأليف والتوثيق شكّل في الحركة الثقافية علامة فارقة من خلال الاهتمام المتنوّع وإيمانه في العقل التنويري، فقد عمل في مؤلفه "هكذا يصنعون أنفسهم" على إلقاء الضوء على شخصيات متميزة وهامة في التاريخ الثقافي والإبداعي، وبرحيله عام 2006 فقد اتحاد الكتاب واحداً من أهم كتّابه وباحثيه وكذلك فقدت الأسرة التربوية واحداً من أعمدة التعليم فيها وسيبقى في الذاكرة وبين أجنحة الزمن أيقونة الجمال بسلوكه وأعماله ومآثره الأخلاقية والاجتماعية والعلمية».

من مؤلفاته

الجدير بالذكر أنّ الأديب والكاتب "فوزي معروف" من مواليد بلدة "ملح" عام 1940.

بعض من شهادات الشكر والتقدير