أطلق مدرّس اللغة الإنكليزية المصوّر "إبراهيم سعدية" مبادرة "زكاتك صورة" التي يرصد فيها الطقوس الرمضانية في أحياء وشوارع مدينة "اللاذقية"، وتعزيز العلاقات الإنسانية من خلال جعلها نافذة تواصل بين الناس لتلبية حاجات بعضهم بالإضافة لجعلها نافذة تواصل بين المغتربين ومدينتهم.

في موسمها الخامس

مبادرة "زكاتك صورة" انطلقت بموسمها الخامس حاملة معاني ودلالات جديدة تعزز العلاقات الإنسانية وتنشر البهجة، حيث تحدث "إبراهيم سعدية" لمدوّنة وطن عن المبادرة قائلاً: «بدأت فكرة "زكاتك صورة" التي انطلقت في رمضان عام 2017 من رغبتي في أن يكون لي مبادرة شخصية غير ربحية تحمل رسالة إنسانية.. أعيش اليوم مع المبادرة بموسمها الخامس قريباً من الناس وابتساماتهم، أنشر ثقافة التصوير الخارجي، ولأنني من الأشخاص الذين يعشقون تصوير الشارع والناس اخترت شهر رمضان الذي تكون فيه الشوارع والحارات مزدحمة على غير عادتها في باقي الأوقات، أستطيع أن أطلق على نفسي "Street Photographer" لأنقل للناس جميعاً وللعالم عن طريق عدستي ومواقع التواصل الاجتماعي رسائل حب من قلب الشارع إلى قلب كل إنسان في الوطن أو خارجه، هدف المبادرة إنساني بحت لنشر رسالة الحب والسلام الموجودة على وجوه الناس والأطفال وأصحاب المحال، لتكون "زكاتك صورة" خير موثّق للحظات الجميلة والمباركة في هذا الشهر الكريم، وظّفت فيها شغفي بالتصوير وخاصة بعد امتلاكي للكاميرا عام 2015».

التغيرات التي طرأت على المبادرة كانت في تنوّعها وتنوّع الأشخاص الموجودين فيها، الأمر الذي عكسه اختلاف الأحوال والظروف الحياتية والمعيشية لكل فرد ومواطن وللباعة وأصحاب المحال، ما جعل عدستي تتفقد وجوهاً وتتلمس حياة أولئك الذين رأيناهم في مواسم المبادرة السابقة، فقد أثبتت "زكاتك صورة" حضورها بين الناس وهذا ما ترجمه انتظار بعض سكان المدينة لعدستنا لتوثيق لحظاتهم الجميلة في كل موسم رمضاني

تنوّع وتجديد

استطاعت عدسة "زكاتك صورة" أن تنقل التغييرات في الشوارع والحارات من موسم لآخر، وهنا قال "سعدية": «التغيرات التي طرأت على المبادرة كانت في تنوّعها وتنوّع الأشخاص الموجودين فيها، الأمر الذي عكسه اختلاف الأحوال والظروف الحياتية والمعيشية لكل فرد ومواطن وللباعة وأصحاب المحال، ما جعل عدستي تتفقد وجوهاً وتتلمس حياة أولئك الذين رأيناهم في مواسم المبادرة السابقة، فقد أثبتت "زكاتك صورة" حضورها بين الناس وهذا ما ترجمه انتظار بعض سكان المدينة لعدستنا لتوثيق لحظاتهم الجميلة في كل موسم رمضاني».

إبراهيم سعدية

التمس متابعو "زكاتك صورة" حالات إنسانية التقطتها الكاميرا، ما جعل تلك الحالات محطّ اهتمام بعضهم لتقديم المساعدة المعنوية والمادية، فقد تحدث "إبراهيم سعدية" قائلاً: «الشعب السوري من أكرم الشعوب العربية وأبسطها وهذا الشيء كان يظهر في عفوية الصورة وصدقها وأثناء تصويرنا كان صدق التعامل مع الكاميرا خير دليل على ذلك بين جمهور "زكاتك صورة" من أصحاب المحال التجارية والمناطق الشعبية والأطفال الموجودين في الحارات والمارة، اختلفت قيمة الصورة التي أريد نقلها من موسم لآخر، ففي البداية كانت نقلاً لصورة الناس وتوثيقاً للحظات عفوية وبسيطة، فيرى الناسُ المتفاعلون مع الصور ملامحَ البساطة والطيبة».

معانٍ إنسانية

ويضيف: «التطور الأكبر كان عندما بادر بعض الناس بمساعدات مالية لقاء تكاليف طباعة الصور وتوزيعها مجاناً على أصحابها، كما ساهمت أيضاً في مساعدة بعض المحتاجين الذين وثّقتهم العدسة حيث تمت مساعدة بعضهم مالياً ومعنوياً بفضل أصحاب الخير؛ وهذا جعلها تعزز التعاضد الاجتماعي وتحمل معاني وقيماً إنسانية مختلفة، وكانت لنا مسابقات لجلسات تصوير مجانية تحت اسم "زكاتك صورة" بالإضافة لجديدنا هذا العام حيث قمت بطباعة الصور على نطاق أوسع وتفاعل أكثر من الناس، فالصورة التي تنقل مشاعر الفرح لدى الأطفال والناس هي الأقرب لعدستي، وكيفية تفاعلهم عند قدومي للتصوير، مشيراً إلى أن مبادرة "زكاتك صورة" لم تعد مجموعة صور فحسب، وإنما أصبحت نشاطاً اجتماعياً دخل قلب كل مواطن ومنزل سوري».

من طقوس رمضان

صناعة الفرح

نور ورغد مع أطفال زكاتك صورة

أصبح الناس في بعض حارات "اللاذقية" ينتظرون عدسة "سعدية"، فقد تحدثت مدرّسة الرياضيات "رغد فاروسي" وهي من المشاركات في المبادرة قائلة: «شاركت "إبراهيم" مرات عدة، كنا نتجول في أزقة "اللاذقية" القديمة ويقوم بتصويرها لتنتج لوحة فنية مملوءة بضحكات طفل أو بسمة بائع أو طيبة عجوز، ثم خطرت له فكرة أن يكتب اسم المبادرة وعبارات عن شهر رمضان على ورق ملون لتحمل المبادرة طابعاّ خاصاً باسمها وبشهر رمضان، وأصبح أهالي تلك الأحياء ما إن يرونه قادماً حتى يسارعون بالهتاف "زكاتك صورة" صوّرنا بلهجتهم (اللاذقانية) الجميلة، كما أن أهلنا المغتربين ينتظرون صوره كل عام ليشاهدوا الأجواء الرمضانية وطقوس هذا الشهر في مدينتهم، وفتح الباب للكثير من الناس الخيرين لمساعدة المحتاجين من خلال صورة أحياناً، كما قام بصناعة الفرح للأطفال بطباعة صورهم وإهدائهم إياها من حسابه الشخصي وحساب أهل الخير، فعينه ترى ما لا تراه عين أخرى».

طقس رمضاني

أما "نور جاديبا" مدرّسة لغة إنكليزية قالت: «تربطني به صداقة وثيقة جعلته يختارني لمشاركته مبادرته التي بدأت بشكل بسيط وعفوي، كان الناس في البداية يشعرون بالتردد حين يقترب لأخذ لقطة ما، ولكن "إبراهيم" اختار أثناء إطلاق مبادرته شوارع ألفت وجوهنا، ومع الوقت أصبح الناس يطالبون من خلال التعليقات عبر موقع "فيس بوك" بزياراتنا لشوارعهم، لنرى حسن الاستقبال والابتسامة على وجوه الأهالي الكبار والصغار، أصبحت الحملة طقساً من طقوس رمضان ما جعل الأهالي يطالبون بــ"زكاتك صورة".

وتضيف: يستحق المصوّر "إبراهيم" المعروف بمشاركته في العديد من الأعمال الخيرية الشكر لجعله الابتسامة صدقة جارية في رمضان على وجوهنا ووجوه المغتربين ووجوه شعب يعاني الصعوبات الكثيرة ويبتسم لعدسته».

يجدر بالذكر أن مدرّس اللغة الإنكليزية المصوّر "إبراهيم سعدية" من مواليد "اللاذقية" عام 1991.