رغم عدم وجود اهتمام كبير بلعبة الدراجات الهوائية في "سورية"، إلّا أنّ الشاب "بلال لحلح" كان شغوفاً بها، فتعلّم بمفرده حتى أتقن اللعبة، وتحوّل من مجرّد هاوٍ، إلى صاحب أرقام قياسية في السرعة والتقنيّات المميّزة، فحصد بطولات محليّة وعالميّة، ولينشر ثقافة الدراجات الهوائية قام بإطلاق مبادرات في فرق شبابية مغامرة.
شهدت السنوات القليلة الماضية انتشاراً كبيراً لظاهرة ركوب الدراجات الهوائية نتيجة أزمة النقل والمواصلات التي تعاني منها البلاد، لكن قلّة قليلة يمارسون هذه الرياضة كلعبة وليس مجرّد وسيلة نقل رياضية وصحيّة، وربما يكون الشاب "بلال لحلح" من الأشخاص النادرين الذين اهتموا بها كرياضة، فتعلّم بنفسه رغم الصعوبات التي واجهها، ووصل إلى مستويات متقدّمة وهو في سن صغير.
في حديثه لمدوّنة وطن "eSyria" يروي "بلال لحلح" قصّته مع هذه اللعبة، فيقول: بدأ شغفي بهذه الرياضة مذ كان عمري خمس سنوات، في بداية الأمر عملت بشكل شخصي على تطوير قدراتي بهذه الرياضة فكنت أتدرّب بمفردي، ثم انضممت إلى نادي "شبيبة حماة"، حيث بدأت بالتدرب تحت إشراف المدرّب "فيصل عياش" المتمكّن في اختصاص السرعة النهائية، وكنت أقوم بمجهود كبير على الصعيد البَدَني والذهني والنفسي، فأنهَضُ في وقتٍ باكر، وأنطلِقُ إلى مكان التدريب؛ فأبدأُ تَدريباتي مع الفريق أو بمفردي، وتتضاعف الصعوبات خلال فصل الشتاء حيثُ الطقس البارد والأجواء الماطرة التي تصعّب الرؤية وتعرقل الحركة في الطرق بسبب الوحل، والرياح القويّة وغير ذلك من عوامل تجعل ممارسة هذه الرياضة تحتاج لجهد كبير وعزيمة أكبر، بالإضافة إلى الدراسة والاختبارات التي تتزامن مع السباقات، لكنّي تعلّمتُ تنظيم وقتي، وأن أجمع بينَ الدّراسة والتّدريب، والآن أتابع دراستي بالمجال نفسه، فبعد انتهاء المرحلة الثانوية دخلت كلية "التربية الرياضية" ونجحت بالمركز العاشر في العام الدراسي الأوّل، والآن أكمل دراستي الأكاديمية فيها، كما أشارك بتنظيم مسابقات للدراجات الهوائية في بعض الفرق الترفيهية والشبابية، ومنها فريق "روح سورية".
وعن البطولات التي شارك بها والمراكز التي حصدها داخل وخارج القطر، قال: من أهم مشاركاتي المحليّة أذكر بطولة الأندية فئة الأشبال ونلت فيها المركز الأول، وشاركت في بطولة "سورية" فنلت المركز الأول أيضاً، وفي أولمبياد "سورية" الوطني للناشئين حصدت المركز الثاني، وحصدت المركز ذاته مرة أخرى في بطولة "نخبة سورية"، وفزت بالمركز الأول لفئة الشباب عام 2017 في بطولة "سورية" للفردي العام، والمركز الثاني بفردي ضد السرعة، كما شاركت في بطولات عالمية ومنها أذكر بطولة "آسيا" في "البحرين"، و"أرنبورك"، و"سنتي روفرت"، و"سوتشي المفتوحة"، وأحرزت المركز الثاني في المرحلة الرابعة في "طواف بسكره"، والثالث في المرحلة الخامسة بالطواف نفسه، والمركز الرابع بطواف الجائزة الكبرى.
مدرّب منتخب "سورية" للدراجات "سامر ويس" قال عن "بلال": شخص مرح جداً، وذلك بالرغم من جديته وتميّزه في التدريبات، فهو يضع هدفه بتطوير إمكانياته أمام عينيه ويبذل كل ما في وسعه لتحقيقه، وخصوصاً أنّه مختصّ في السرعات النهائية وهو اختصاص نادر وصعب ويحتاج لقدرات كبيرة تخلق مع الإنسان إلى جانب التدريب المتواصل، وبالفعل هو سريع التطوّر، ومساعد لزملائه بشكل كبير ومتعاون ومرن جداً في السباقات، وفاز بنسبة قياسية في السباقات التي شارك بها، وهذا دليل على إصراره، كما أنّه ملتزم بمواعيد التدريبات وكل النصائح التي أوجهها له، وعلى الصعيد الشخصي فهو محبوب جداً بسبب رقيّه واحترامه في التعامل.
الجدير بالذكر أنّ اللاعب "بلال لحلح" من مواليد "حماة" عام 2000.
