صُنفت سمكة "السلمورا" بين الأسماك الشعبية التي تشهد إقبالاً من المستهلكين على شرائها، إضافة إلى كمياتها الكبيرة المنتجة في موسم الصيد، فجسدها المغزلي مليء باللحم الأبيض الدسم الخالي من العروق، ونكهتها محببة لدى الجميع، وهو سر الإقبال الكبير على شرائها.

تتميز سمكة "السلمورا" بحجمها شبه الثابت بعد مرحلة النمو وبدء ظهورها في المياه قليلة العمق، حيث تعتاش على القشريات والعوالق الغنية بالبروتينات والفيتامينات والمعادن، وهذا ما يجعل نسبة الفوسفور فيها مرتفعة، إضافة إلى أنها سمكة تعشق "الجمبري" وتلحق به بين سويات المياه المختلفة وبين الجغرافيا البحرية المتنوعة، فتارة تراها بين الصخور وتارة أخرى تراها على الأرض الرملية، وهذا جعل من طبيعة لحمها متميزة عن قريناتها من الفئة المتوسطة ذاتها كسمكة "الغبص" مثلاً، حسب ما يذكر الصياد "محمود حلوم" لمدوّنة وطن.

بالنسبة لأسلوب صيد هذه السمكة الجميلة فيكون بواسطة الشباك بالعموم وفي بعض الأحيان بواسطة السنارة لمحبي وهواة الصيد بالسنارة، حيث يتم وضع طعم من الجمبري أو طعم صغير من الحبار أو الأخطبوط على حد سواء، ليكون جاذباً لها بشكل كبير

أما بالنسبة لشكل سمكة "السلمورا" وطبيعته فهو مغزلي منتفخ في منطقة البطن، ويزداد انتفاخاً قبل مرحلة التكاثر ووضع البيوض، فتكون السمكة دسمة جداً ونسبة لحمها مرتفعة بخلاف المرحلة التي تعقب وضع البيوض، حيث تصبح نحيلة نوعاً ما لحوالي الشهر ريثما تعود إلى حيوتها وشكلها الجميل ورونقها الفضي المائي إلى الأبيض المتلألئ على كامل جسدها ما عدا أعلى الظهر حين يميل اللون إلى الزهري الفاقع أو الوردي، مع وجود خط لوني طولاني من بداية الرأس وحتى نهاية الذيل بلون بني فاتح بعرض حوالي ثلاثة ميليمترات، مع وجود بقعة بلون بني غامق على الجانبين عند منطقة الزعنفة الجانبية، وكذلك ذيلها الملون المائل إلى اللون الوردي تقريباً، ويضيف الصياد "محمود هلهل": «تعدُّ هذه السمكة من أجمل الأسماك متوسطة الحجم، وهي سمكة بلدية تعيش بشكل دائم في مياهنا البحرية، وتبقى ضمن أسراب كبيرة متنقلة بين مراعي الطعام المتنوعة وضمن مختلف الأعماق، باحثة عن الغذاء والتكاثر في فصل الربيع أي بين شهر نيسان ونهاية شهر حزيران تقريباً».

صيد وفير من سمكة السلمورا

ويتابع "هلهل": «بالنسبة لأسلوب صيد هذه السمكة الجميلة فيكون بواسطة الشباك بالعموم وفي بعض الأحيان بواسطة السنارة لمحبي وهواة الصيد بالسنارة، حيث يتم وضع طعم من الجمبري أو طعم صغير من الحبار أو الأخطبوط على حد سواء، ليكون جاذباً لها بشكل كبير».

أما الصياد وتاجر السمك "خالد خليل" فأكد أنّ سمكة "السلمورا" تميزت بنظافة مراعيها التي تعيش فيها وتبحث عن طعمها خلالها، ويضيف: «في موسم صيدها تكون الكميات كبيرة جداً وتتعدى مئات الكيلوغرامات، وهذا يجعل سعرها ضمن القدرة المالية لأصحاب الأسر، حيث لم يكن يتجاوز سعرها قبل فترة الغلاء الحالية /3- 5/ آلاف ليرة، بينما الآن يصل سعرها إلى خمسة عشر ألف ليرة، وإذا كانت الكميات قليلة يتعدى السعر الرقم السابق، بينما كان سعرها عام 2013 لا يتجاوز /500/ ليرة.

خالد خليل

وبالنسبة لكميات الحسك فيها فهي قليلة جداً ويمكن التخلص منها بسهولة بالنسبة للأطفال، أما بالنسبة للكبار فيمكن تناولها دون أيّة آثار جانبية كونها تصبح غضة جداً يمكن طحنها خلال عملية المضغ، بعد إعدادها بزيت القلي مع تتبيلة الثوم والحامض».

"فايز شداد" أكد أن سمكة السلمورا من الأسماك المفضلة لدى أسرته المكونة من تسعة أفراد، لأن حجمها متوسط وحسكها غير مؤذٍ للأطفال، ولكن الآن بعد أن ارتفع سعر الكيلوغرام إلى ما يزيد على /10000/ ليرة أصبحت خارج قدرته المالية، ولكنها بقيت ضمن فئة الأسماك الشعبية بالعموم، لأن جميع أنواع السمك ارتفع سعرها.

محمود هلهل