امتلك "علي حماد معلا" رؤيةً تربويةً ومشروعاً متقدماً في مجال التنمية البشرية، بناءً على خبرةٍ تراكميةٍ مشهودٍ له بها، فهو الساعي إلى العمل والإنجاز في كل مكان يحلّ به ليصبح سجله حافلاً بالمنجزات وشهادات التكريم، ولعل بناءه منصّةً تعليميةً مميزةً في مدينة "دريكيش" خير دليل على مشروعه.

درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس قرية "بقعو"، لتبدأ المرحلة الجامعية عام 1999-2000، في كلية العلوم قسم الجيولوجيا في جامعة "تشرين"، ومع بداية السنة الثالثة انتقل إلى جامعة "دمشق" لدراسة الجيوفيزياء التي تخرّج منها عام 2004، في حديثه لمدوّنة وطن يقول المدرّس "علي حمّاد معلا" : «بدأت الحياة العملية في "دمشق" بالتوازي مع الدراسات العليا بدبلوم الجيوفيزياء، فقد كان العمل بفضل الدكتور "محمود إبراهيم" بشركة دار التقنية الحديثة لصاحبها "غسان خوري" وكيل شركة "Esri" المتخصصة في نظم المعلومات الجغرافي "geographic information system GIS"، هذا النظام يقوم على إدخال المعلومات الجغرافية (خرائط، صور جوية، مرئيات فضائية)، والوصفية (أسماء، جداول) ومعالجتها (تنقيحها من الخطأ) وتخزينها، استرجاعها، تفسيرها، تحليلها تحليلاً مكانياً وإحصائياً، وعرضها على شاشة الحاسوب أو على ورق في شكل خرائط، بالإضافة لنظام "Rock Works" المتخصص في الدراسات الجيولوجية السطحية والجوفية وآبار النفط والمياه».

على الرغم من سنوات الاغتراب والعمل لم يزده ذلك إلا تواضعاً ومحبة للناس ولم ينسَ وطنه وبقي وفياً لأهل منطقته عندما افتتح معهد قطرات ملونة الذي يعد هيئة تعليمية فنية ترفيهية، ويقدم خدمات في مجال بناء الشخصية وتنمية المهارات الذهنية والعقلية فضلاً عن تدريس كافة مواد المنهاج المدرسي، كما ينمي الهوايات بالموسيقا، الرسم، الخط، رقص الباليه، ومختلف الأنشطة

أصبح "معلا" بعد ثلاثة أشهر مدرباً معتمداً للشركة بتلك الأنظمة والبرامج، وكانت له محطات تدريبية عديدة أبرزها كما يذكر «كانت أول محطة تدريبية في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد، تبعتها دورة تدريبية لمصلحة الخدمات الفنية في "طرطوس" استمرت هذه الدورة عاماً كاملاً لنخبة من المهندسين المميزين وانتهت مع رسم وإعداد خارطة رقمية لمدينة وريف "طرطوس" مزودة ببنك معلومات جغرافي يؤسس لعمل مستقبلي مميز، ثم الانتقال لبدء دورة تدريبية جديدة لدى كهرباء "طرطوس" لتدريبهم على نظم المعلومات لاستخدامها في أتمتة وربط شبكات الكهرباء في المحافظة».

علي معلا في أحد التكريمات

تابع حياته العملية فيما بعد خارج حدود الوطن تحديداً في دولة "الكويت"، وتكللت تلك المرحلة بالنجاح والتكريم في مجال التدريس والمسابقات العلمية والمعارض الدولية، وحصل على ثلاث عشرة درجة امتياز خلال مرحلة التعليم وترشح لجائزة المعلم المميز على مستوى "الكويت"، كما كان حصاده وفيراً في مجال المسابقات العلمية، يصف تلك المرحلة فيقول: «كانت مرحلة جديدة شاقة وممتعة، حصدت خلالها ما يزيد على ستة مراكز أولى في المسابقات المحلية ضمن المحافظة وأربعة مراكز أولى على مستوى الدولة في مسابقات علمية (إنتاج الغاز الحيوي، ترشيد استهلاك الكهرباء، الروبوتات، الخرائط الجيولوجية وآخرها محرك توليد الطاقة الكهربائية من النفايات)، ليتم ترشيح المشروع الأخير للمشاركة في المسابقة العربية في شرم الشيخ ليحصد الجوائز والمشاركة في مسابقة أبو ظبي العلمية لتمثيل "الكويت"، ثم تبعها الترشح للمشاركة في معرض أنتل ISEF في "الولايات المتحدة الأمريكية" ومعرض إينا في "ألمانيا" ولكن لم نستطع المشاركة في هذه المعارض بسبب جائحة كورونا».

وعن التكريمات الخاصة التي حصل عليها داخل "الكويت" يتحدث: «تمّ تكريمي من قبل الهيئة العامة للشباب ولجنة المبدعين في الوزارة، والهيئة العامة للبيئة من خلال مديرها العام الشيخ "عبد الله الصباح"، والنادي العلمي الكويتي، كما تكرّمت من قبل وكيل وزارة التربية "أسامة سلطان" لأتلقى طلب الانضمام إلى أكاديمية الموهبة المشتركة عام 2020 المختصة برعاية الطلاب المتفوقين والموهوبين، هذه الأكاديمية برعاية وزارة التربية والتعليم العالي ومركز "صباح الأحمد" للموهبة والإبداع ومؤسسة "الكويت" للتقدم العلمي».

موسيقا في قطرات ملونة

كل هذا النجاح والتفوق لم يمنعه من نقل خبراته وتجاربه إلى بلده "سورية" فيقول: «عملت على بناء منصة تعليمية خاصة في مدينة "دريكيش" تحت مسمى (قطرات ملونة) لتكون نواة تعليم وابتكار وإبداع في مجالات رعاية الطلبة المتفوقين والمبدعين في مجالات الروبوت والتنمية البشرية والأعمال اليدوية وتعليم اللغات الأجنبية (الإنكليزية والفرنسية والروسية)، بالإضافة للدورات الصيفية للشهادتين الإعدادية والثانوية ليحقق طلابنا المراكز الأولى في امتحانات الشهادة الثانوية على مستوى مدينة "دريكيش" كالطالبة "شيم جندب دخيل" وفي السنة الثانية الطالبة "نغم هاشم بدران" المركز الأول على مستوى "دريكيش" وغيرهم من الطلاب المتفوقين الذين يطول عدّهم ليكون معهد (قطرات ملونة) منصة تعليمية مميزة بكوادر علمية وأكاديمية مرموقة، والمكان الصحيح الذي يبحث عنه كل طالب للعلم والمعرفة».

الموجهة التربوية "غنوة إبراهيم" تحدثت عن بصمات "معلا" في مجال العلم والتعليم في منطقته وبلده فقالت: « على الرغم من سنوات الاغتراب والعمل لم يزده ذلك إلا تواضعاً ومحبة للناس ولم ينسَ وطنه وبقي وفياً لأهل منطقته عندما افتتح معهد قطرات ملونة الذي يعد هيئة تعليمية فنية ترفيهية، ويقدم خدمات في مجال بناء الشخصية وتنمية المهارات الذهنية والعقلية فضلاً عن تدريس كافة مواد المنهاج المدرسي، كما ينمي الهوايات بالموسيقا، الرسم، الخط، رقص الباليه، ومختلف الأنشطة».

شهادة تكريم

وتتابع حديثها لمدوّنة وطن: «يمثل المعهد ظاهرةً اجتماعيةً وفنيةً وتعليميةً كما يقدم نموذجاً يحتذى في التعامل بين الكادر التدريسي وأولياء الأمور ويوحي المعهد بتصميمه بأنه اسم على مسمى من حيث الأناقة والجمال وحسن الأثاث، فعندما تدخله تظن نفسك دخلت عالم الخيال "أليس في بلاد العجائب" تطير الفراشات المرسومة على الجدران ويدهشك تناسق الألوان ونظافة المكان، علينا أن نشعر بالامتنان لوجود أشخاص كالمدرّس "علي" لأنه قيمة مضافة لنا ولمجتمعه».

أما المدرّس "حسن خضور" في دولة "الكويت" فأشار إلى أن "معلا" « مدرّس ناجح ومحب للعلم بشكل كبير وأسلوبه مميز، ملتزم بعمله ومحبوب من قبل طلابه وملهم لهم بأفكاره المتطورة التي تجلت في المسابقات العلمية المحلية والدولية التي قدمها، فقد حصل على أكثر من خمسة عشر مركزاً متقدماً وحصد جوائز قيمة بالمسابقات التي قدمها مع طلابه، يمتلك التميز والطموح والإصرار على الوصول لأهدافه، كما أنه محبّ للناس ومعطاء يقدم الخير؛ كان له الفضل على أبناء منطقته من خلال ما قدّمه في معهد قطرات ملونة التعليمي والمتميز بالدورات المتطورة والتكنولوجيا وأغلب الدورات التدريبية كانت شبه مجانية ومفيدة للطلاب وكانت مميزة والأولى على المنطقة وعلى مستوى متقدم في مجال الروبوت واللغات العالمية».

يذكر أنّ المدرّس "علي حمّاد معلا" من مواليد 1980 بقرية "بقعو" التابعة لمدينة "دريكيش".