رغم المعاناة، استطاع أن يصل إلى مبتغاه ويشارك في مؤتمرات علمية عالمية، وينال جائزة أفضل باحث طبيب شاب في علم الليزر، وذلك بعد تعثر أكثر من فرصة بسبب الحرب على سورية، ومنها محاولته الأولى حين أتقن اللغة الفرنسية واجتاز امتحانات اللغة المطلوبة بغية الفوز بمنحة قبول من إحدى الجامعات الفرنسية العريقة باختصاص التقويم، لكن إغلاق السفارة الفرنسية في "دمشق" حال دون ذلك.

الدكتور "أنس هايل قرقوط" يقول لموقع مدوّنة وطن "eSyria" إنه وبعد الدراسة في مدارس "السويداء" للمتميزين والمتفوقين، دخل كلية طب الأسنان في جامعة "دمشق" وتخرج منها عام 2009 بمعدل جيد جداً، وحصل على منحة دراسية مقدمة من وزارة التعليم العالي في "سورية" لدراسة التقويم في جامعة "عين شمس" في "القاهرة" بالاتفاق مع وزارة التعليم المصرية، لكن للأسف تم إلغاء المنحة نتيجة للظروف السياسية في البلدين، وفي أواخر عام 2011 تم قبوله في اختصاص جراحة الوجه والفكين في مستشفى "تشرين" العسكري، وبدأ بممارسة الاختصاص إضافة لعمله في العيادة، وبعد مدة من الزمن تم افتتاح ماجستير باختصاص الليزر في علوم طب الأسنان، وحينها اتخذ قراراً صعباً، وهو التخلي عن اختصاص الجراحة الذي يسعى له معظم الأطباء، وتقدم بأوراقه لوزارة التعليم لدخول ماجستير الليزر، فقد صدر قانون جديد بتلك الفترة، يمنع على الطبيب التقدم لاختصاصين بالوقت نفسه، فتم قبوله بماجستير علوم الليزر في طب الأسنان المغمور المجهول المصير، ولكنه كان مؤمناً أن النجاح ليس حكراً على اختصاص معين، وأن المستقبل في طب الأسنان هو للتكنولوجيا الحديثة ومنها الليزر، وكان للأستاذين د."عمر حمادة" وهو من أهم الاختصاصيين والباحثين في مجال الليزر في المنطقة، والدكتور المهندس "وسام البشير" الفضل في دعم بحث الماجستير الخاص به في علوم الليزر الذي ناله بدرجة امتياز، وبعدها انتقل من "دمشق" الى "السويداء" ليعمل بعيادته في قرية "سهوة البلاطة".

بدأت رحلتي الاغترابية صدفة حينما كنت في زيارة لشقيقي المهندس "سعيد" المقيم في "الإمارات العربية المتحدة" وقبل موعد السفر والعودة إلى "سورية" بيومين التقيت أحد الأطباء الذي نصحني وشجعني على البدء بإجراء معاملات الترخيص الطبي في "دبي"، وهذا ما كان، إذ تكفل شقيقي بإجراء المعاملات الورقية أما أنا فعدت إلى "سورية"، وبعد أربعة أشهر تم تحديد موعد الامتحان والمقابلة اللذين اجتزتهما وحصلت بعدها على الترخيص الطبي، وبدأت بمحاولات عديدة للسفر إلى "الإمارات" استمرت حوالي عام باءت جميعها بالفشل، إلى أن نجحت بجهود حثيثة من والد زوجتي "المهندس كمال أبو صعب" المقيم في "الإمارات"، كانت تلك السنة هي الأصعب في حياتي فمغادرتي لأسرتي ورحيلي عن محافظتي التي أعشق تركا في قلبي شجناً كبيراً، في "دبي" التقيت الدكتور "معن أبو راس" صاحب عيادات "أبو راس" لطب الأسنان ومنحني الفرصة للانضمام لفريق العمل الطبي كطبيب أسنان عام واختصاصي في علاجات الليزر، افتتحنا قسماً خاصاً لعلاج الأسنان عن طريق الليزر مزوداً بأحدث أجهزة ومعدات الليزر بالعالم، ومنذ عام 2014 وحتى اليوم ما زلنا نعمل على تطويره وتحسينه وأصبح من أهم الأقسام التي تعنى بالليزر في المنطقة، تم توقيع اتفاقية شراكة وتبادل خبرات بين شركة دكتور "سمايل" الإيطالية الرائدة في أجهزة الليزر وبين مجموعة عيادات "أبو راس" لطب الأسنان وتم اختياري لأكون الممثل العلمي للشركة في "دبي"، ولدي مجموعة من الأبحاث التي تخص الليزر ونشرتها في أهم المجلات الطبية العالمية ومنها المجلة الأمريكية الدولية لعلوم الليزر في طب الأسنان، والتي تعدُّ مرجعاً أساسياً لليزر لجميع أطباء الأسنان في العالم. وإضافة لعملي كطبيب أسنان مختص بالليزر، أعمل كمحاضر دولي بأبحاث الليزر، وفي نهاية العام 2017 بدأت الدراسة للحصول على اختصاص زراعة الأسنان عن طريق جامعة "تورنتو"، وتمت دعوتي للعديد من المؤتمرات الدولية التي تعنى بالليزر وحصلت عام 2018 في "روما" على جائزة أفضل بحث علمي لطبيب شاب، وأعدُّ مسيرتي المهنية لا تزال في بدايتها واليوم المسؤولية أصعب، فتدهور الأوضاع الاجتماعية في العالم عامة وفي "سورية" خاصة يدفعنا لأن نكمل في علمنا وعملنا علّنا نسهم ولو قليلاً في نماء وطننا الغالي وعودة الرفاه إليه

ويضيف الدكتور "قرقوط" عن تجربته في الاغتراب: «بدأت رحلتي الاغترابية صدفة حينما كنت في زيارة لشقيقي المهندس "سعيد" المقيم في "الإمارات العربية المتحدة" وقبل موعد السفر والعودة إلى "سورية" بيومين التقيت أحد الأطباء الذي نصحني وشجعني على البدء بإجراء معاملات الترخيص الطبي في "دبي"، وهذا ما كان، إذ تكفل شقيقي بإجراء المعاملات الورقية أما أنا فعدت إلى "سورية"، وبعد أربعة أشهر تم تحديد موعد الامتحان والمقابلة اللذين اجتزتهما وحصلت بعدها على الترخيص الطبي، وبدأت بمحاولات عديدة للسفر إلى "الإمارات" استمرت حوالي عام باءت جميعها بالفشل، إلى أن نجحت بجهود حثيثة من والد زوجتي "المهندس كمال أبو صعب" المقيم في "الإمارات"، كانت تلك السنة هي الأصعب في حياتي فمغادرتي لأسرتي ورحيلي عن محافظتي التي أعشق تركا في قلبي شجناً كبيراً، في "دبي" التقيت الدكتور "معن أبو راس" صاحب عيادات "أبو راس" لطب الأسنان ومنحني الفرصة للانضمام لفريق العمل الطبي كطبيب أسنان عام واختصاصي في علاجات الليزر، افتتحنا قسماً خاصاً لعلاج الأسنان عن طريق الليزر مزوداً بأحدث أجهزة ومعدات الليزر بالعالم، ومنذ عام 2014 وحتى اليوم ما زلنا نعمل على تطويره وتحسينه وأصبح من أهم الأقسام التي تعنى بالليزر في المنطقة، تم توقيع اتفاقية شراكة وتبادل خبرات بين شركة دكتور "سمايل" الإيطالية الرائدة في أجهزة الليزر وبين مجموعة عيادات "أبو راس" لطب الأسنان وتم اختياري لأكون الممثل العلمي للشركة في "دبي"، ولدي مجموعة من الأبحاث التي تخص الليزر ونشرتها في أهم المجلات الطبية العالمية ومنها المجلة الأمريكية الدولية لعلوم الليزر في طب الأسنان، والتي تعدُّ مرجعاً أساسياً لليزر لجميع أطباء الأسنان في العالم.

د. راما الحرفوش

وإضافة لعملي كطبيب أسنان مختص بالليزر، أعمل كمحاضر دولي بأبحاث الليزر، وفي نهاية العام 2017 بدأت الدراسة للحصول على اختصاص زراعة الأسنان عن طريق جامعة "تورنتو"، وتمت دعوتي للعديد من المؤتمرات الدولية التي تعنى بالليزر وحصلت عام 2018 في "روما" على جائزة أفضل بحث علمي لطبيب شاب، وأعدُّ مسيرتي المهنية لا تزال في بدايتها واليوم المسؤولية أصعب، فتدهور الأوضاع الاجتماعية في العالم عامة وفي "سورية" خاصة يدفعنا لأن نكمل في علمنا وعملنا علّنا نسهم ولو قليلاً في نماء وطننا الغالي وعودة الرفاه إليه».

الدكتورة "راما الحرفوش" التي لازمت الدكتور "أنس" خلال دراسته الجامعية وعرفته منذ خمسة عشر عاماً طالباً محباً للعلم والمعرفة ولزملائه، توضح بأنه يتميز بأخلاقه وصدقه، وقد اجتمعا في "الإمارات العربية المتحدة"، فكان طبيباً ذا حضور لامع في عمله بسبب تميزه بعلم الليزر، وما يزال شغوفاً بكل ما هو جديد في طب الأسنان بشكل عام وباختصاص الليزر بشكل خاص.

د. أنس يتسلم إحدى الجوائز

جدير بالذكر أنّ الدكتور "أنس هايل قرقوط" من مواليد "السويداء" عام 1986، وأجري هذا اللقاء بتاريخ 28 تشرين الثاني 2020.

د. أنس قرقوط