لم يكن الطريق أمامه معبّداً بالورود قبل أن يساهم في إعادة أحياء "النادي العربي" في الاغتراب، ويؤسس لاستثمارات وأنشطة اقتصادية في "فنزويلا"، وينقلها إلى قريته "مفعلة"، ويضيف عليها مشاريع زراعية واعدة.

حول عمله في الاغتراب ورحلته الطويلة مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 22 أيلول 2020 التقت مع المغترب "منير محمد الحسنية" أثناء زيارته القصيرة للوطن، حيث أوضح قائلاً: «بعد الطفولة الشقية فوق تراب قريتي "مفعلة"، وتجاوزي لمرحلة زمنية في العمل المتنوع، وجدت بعد بلوغي الثامنة عشر من العمر أن طريق تحسين الوضع المعيشي يكمن في الغربة، حملت معي عادات وتقاليد الأهل والإصرار على العمل وبلوغ الهدف، وقصدت بداية "ليبيا" لعام واحد، ثم إلى "لبنان" لعام آخر، وفي عام 1999 دخلت أراضي "فنزويلا" وبدأت رحلة الاغتراب الشاقة التي لم يكن لأي شخص إدراك حجم المعاناة إلا الذي عاش تلك المرحلة واقعياً، عملت في التجارة، واستطعت خلال مدة وجيزة فتح محلات تجارية، لأبدأ مرحلة التكوين الاستثماري، فتلك المحلات كانت على شكل (سنتر) واحتاجت إلى أبنية ضخمة لإتمام العملية التجارية بها، ونشرت معالمها على مساحة واسعة، وكانت الجالية العربية، وخاصة من أبناء "السويداء" قد أسسوا نادياً أطلقوا عليه اسم "النادي العربي" الذي بات ملجأ جميع العرب، حيث تتمُّ فيه أنشطة متنوّعة ثقافية، اجتماعية وإنسانية، ومن خلال المشاركة واللقاءات ساهمت مع العديد من أبناء الجالية في ترميم وإعادة إحياء "النادي العربي" من جديد، ووضعت له خطة عمل لإقامة فعاليات واسعة، وحقق فعلياً انتشاراً كبيراً، وبات معلماً ثقافياً يرتاده المغتربون ويقيمون فيه المناسبات الاجتماعية والوطنية، الاحتفالات، والأنشطة الاقتصادية أيضاً».

كان هاجسي في إحياء الرياضة كبير، حيث قمت بتأسيس نادٍ رياضي في "فنزويلا"، وأدخلت إليه ألعاباً متنوعة الأمر الذي دفع بي بعد عقدين من الزمن إلى نقل تلك الاستثمارات الاقتصادية إلى قريتي، لأعمل على إنشاء نادٍ رياضي في كمال الأجسام واللياقة البدنية، وألعاب متنوعة، ولأنّ الزراعة هي النمط الاقتصادي الأكثر فعالية في قريتي وإنتاجها غالباً يحتاج إلى مخازن تسويقية فقد أقمت مشروعَ تخزينٍ وتبريدٍ لإنتاج الأشجار المثمرة من العنب والتفاح الناتجة من خيرات قريتنا، مع مشاريع أبنية عقارية من شأنها خلق فرص عمل ضمن مصالح مختلفة تحمل عوائد إنتاجية تساهم بتحسين الوضع المعيشي لأصحاب الخبرات الفنية واليد العاملة المتوفرة، وكذلك أقمت معرضاً للسيارات على مستوى محافظة "السويداء"

وتابع عن عمله في الغربة وما رافقه على الأرض في الوطن: «كان هاجسي في إحياء الرياضة كبير، حيث قمت بتأسيس نادٍ رياضي في "فنزويلا"، وأدخلت إليه ألعاباً متنوعة الأمر الذي دفع بي بعد عقدين من الزمن إلى نقل تلك الاستثمارات الاقتصادية إلى قريتي، لأعمل على إنشاء نادٍ رياضي في كمال الأجسام واللياقة البدنية، وألعاب متنوعة، ولأنّ الزراعة هي النمط الاقتصادي الأكثر فعالية في قريتي وإنتاجها غالباً يحتاج إلى مخازن تسويقية فقد أقمت مشروعَ تخزينٍ وتبريدٍ لإنتاج الأشجار المثمرة من العنب والتفاح الناتجة من خيرات قريتنا، مع مشاريع أبنية عقارية من شأنها خلق فرص عمل ضمن مصالح مختلفة تحمل عوائد إنتاجية تساهم بتحسين الوضع المعيشي لأصحاب الخبرات الفنية واليد العاملة المتوفرة، وكذلك أقمت معرضاً للسيارات على مستوى محافظة "السويداء"».

بديع غانم

وعن انعكاس أعماله على التنمية المحلية الريفية أوضح "بديع غانم" أحد المغتربين بالقول: «يعدُّ "منير محمد الحسنية" واحداً من أبناء قرية "مفعلة" الذين اغتربوا إلى "فنزويلا" وحققوا نجاحاً مميزاً، وربما الميزة التي أوضحت ثمرة عمله في انعكاس مفهومه العملي ونشاطه الاقتصادي الاستثماري في بيئته المحلية، في نقل مجموعة من الألعاب الرياضية السورية التي تميز بها إلى الاغتراب، وطور تلك الألعاب وأوسمها بوسام المحلية الوطنية، وبعد عشرين عاماً من العمل والمثابرة والاجتهاد أراد أن يستثمر في قريته ما جناه من عمل، فقام بتأسيس نادٍ رياضي، وفتح مشاريع ريفية زراعية تساهم في التنمية المحلية، وكان لمشروع التخزين والتبريد منعكسٌ إيجابي فعال لحاجة المزارعين له في حفظ إنتاجهم، ولكن الأهم أنه واحد ممن يقدمون المساعدات الإنسانية ويرفد المشاريع الاجتماعية التي تعكس على أفراد المجتمع القيمة والعائدية الوافرة، وهو اليوم أيضاً يشارك مع الناس في تحسين المرافق العامة وتشجيع الأعمال الخيرية والاجتماعية والإنسانية تجسيداً لإرث حمله من أهله وأجداده الذي لم يتخلَّ عنه قط خارج الوطن وداخله».

يذكر أنّ المغترب "منير الحسنية" من مواليد محافظة "السويداء" قرية "مفعلة" 1974.

المغترب منير الحسنية
ألعاب من مركزه الرياضي