مُذ بلغت الثامنة عشرة بدأت بالخياطة بمكنة بسيطة، تتقاسم الأعمال مع الفقراء ليكونوا بحال أفضل حتى بلغوا 200 عائلة نذرت وقتها لتدريبهم على الخياطة مجاناً ونوّعت بأعمالها بين القماشية، الجلديات، وألعاب الفرو بكل القياسات حتى غطت السوق المحلية والخارجية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 أيلول 2020 الحرفية "فاطمة العيزوقي" لتحدثنا عن بدايتها في حرفة الخياطة قائلة: «بدأت العمل في الخياطة في "دمشق "عام 1976 وكنت قد بلغت الثامنة عشرة، وكانت خياطة يدوية حتى عام 1977، حين اشتريت آلة خياطة (الفراشة) بـ450 ليرة وبالتقسيط، وكنت أعتمد على بقايا رولات الأقمشة عند التجار لأصنع منها جدائل قماشية لوسائد (قُرن)؛ كنت أقوم بتوزيع الإنتاج ضمن "دمشق" "الحريقة" ولاقت إقبالاً في السوق وزاد الطلب عليها حتى في جميع المؤسسات الاستهلاكية الحكومية نقداً وبالتقسيط وعلى المبيع، وبدأت الطلب عليها خارج القطر في عدة دول عربية منها "الكويت" و"السعودية".

عام 2002 انتقلت إلى "سلمية" وافتتحت مشغلاً للجلسات العربية والستائر والوسائد، كانت المواد الأولية متوفرة في السوق، وكنت أبتاعها من "حلب"، "حماة"، و"دمشق" وما يزال العمل مستمراً رغم من كل الظروف فورشات العمل قائمة في البيوت والتدريب مستمر

بعدها بدأت بدورات تدريب لـ"المجلس الإسماعيلي المحلي" في "سلمية" و"تل الدرة" مجاناً، ولمؤسسة "الآغا خان" ومنظمة "undp" مأجورة، وفي عام 1994 بدأت بصناعة الألعاب من الفرو والإسفنج والدكرون والأقمشة من قياس مترين إلى أصغر قياس وبعد انتقالي من "دمشق" إلى "تل الدرة" عام 1996 تم افتتاح مشغل للألعاب حتى عام 2002، حيث توقف العمل نتيجة غزو البضاعة الصينية وافتقارنا للفرو الأجنبي، ورغم حصولي على ترخيص صناعي لاستيراد البضاعة لكن لم أملك الطاقة المادية لذلك».

ورشة عمل في دار الحرفية فاطمة العيزوقي

وتتابع الحرفية "العيزوقي" قصتها مع الخياطة والتصميم قائلةً: «عام 2002 انتقلت إلى "سلمية" وافتتحت مشغلاً للجلسات العربية والستائر والوسائد، كانت المواد الأولية متوفرة في السوق، وكنت أبتاعها من "حلب"، "حماة"، و"دمشق" وما يزال العمل مستمراً رغم من كل الظروف فورشات العمل قائمة في البيوت والتدريب مستمر».

وعن دورات التدريب التي قامت بها تتابع: «دربت ذوي احتياجات خاصة برعاية "جمعية المعوقين"، مدة الدورة شهرين وعدد المتدربات من 12 إلى 16 متدربة، وتليها دورة تلمذة مدة شهرين، وكانت حصرية لمؤسسة "الآغا خان"، ودورة لجمعية "أصدقاء سلمية" تألفت من عشرين متدربة وأربع دورات لتطوير قدرات العائلات الريفية ضمن برنامج "الفقر المدقع"، ودورة خياطة لأغطية الأسّرة والستائر وكل ما يتعلق بغرف النوم، وما تزال الدورات مستمرة منذ عام 1996 وحتى الآن، وحالياً أعمل على تصميم الجلديات من محافظ صغيرة لكبار السن وحقائب جلدية نسائية، أشعر بمتعة كبيرة في عملي هذا حيث أعرض التصميم على فتيات المشغل وأطلب رأيهن فيه، وأتقبل النقد والتعديل، ثم ننتقل للتنفيذ، وتعمل في هذا النمط سبع عشرة عائلة».

الخياطة لينا سعيد

وتحدثنا الخياطة "لينا حسين سعيد" عن عملها مع الحرفية "فاطمة العيزوقي" قائلةً: «بدأت العمل معها منذ عام 2010 حيث أني لم أجد فرصة عمل حكومية وأنا حاصلة على ثانوية فنون نسوية وزوجي متطوع بالجيش العربي السوري، إضافة لضغط الظروف المادية ومتطلبات الأولاد الكبيرة، كل ذلك دفعني للعمل بالخياطة، حيث أعمل في البيت ووجدت فيها تغطية لنفقات أبنائي الجامعيين فاتبعت دورة جلديات في مؤسسة "الآغا خان" وأصبحت مدربة بالجلديات، كل الفضل لأمنا "فاطمة العيزوقي" الإنسانة الرائعة التي تنسى نفسها ومصلحتها في حضور مصالح الآخرين، إنها إنسانة نشيطة ومبدعة».

ويحدثنا الحرفي "شمس الدين العرنجي": «عرفت "فاطمة العيزوقي" منذ عام 1996 حيث كان عملها ضمن المنزل أغطية وسائد قماشية (قرن) وعلب محارم وسلال مهملات، حتى بلغ إنتاجها السوق المحلية و"السعودية" و"الكويت "، لقد كانت تساعد العائلات الفقيرة ضمن المحيط وكانت أختاً للجميع صديقة صدوقة ومضحية تحب وتحترم الناس جميعاً وتستقبلهم بسعادة ومودة وتسعى للأعمال الخيرية حتى أنها تنسى مصلحتها الشخصية أمام مصلحة الجميع، فقد رفضت عقد عمل واحتكار إنتاجها لأحد التجار، في سبيل استفادة المجتمع من إنتاجها وأسعارها المناسبة للفقراء، كما أنها مدبرة منزل من الطراز الأول ومربية فاضلة لأبنائها».

الحرفي شمس الدين العرنجي

يذكر أنّ "فاطمة العيزوقي" من مواليد "اللاذقية" عام 1959، مقيمة وتعمل في "سلمية" بـ "حماة".