حصل على شهادة الطبّ في اختصاص (تخدير وعناية مشددة)، ثم على دبلوم بالإعلام الدولي، فنقل الحكمة في الطب للإعلام في تحليل الأحداث، وكلف بتغطية حروب وكوارث طبيعية كان ينجو منها بأعجوبة، وليحصل بذلك على جائزة "راجيف غاندي" لأفضل صحفي أجنبي عام 2014.

ولادة الدكتور "وائل عواد" في مدينة "سلمية" عام 1959 وإقامته فيها أثناء الطفولة جعلته يرى أن أجمل أيام حياته كانت تلك التي قضاها في حقول قريته "تلتوت" مع الفلاحين والرعيان في أيام عطل الصيف، فكانت القرية ببساطتها ونقائها وطيب هوائها دافعاً له لحب الحياة، وعن المرحلة المكبرة من عمره يقول لـ"مدوّنة وطن": « بعد أن أنهيت الثانوية في مدرسة "علي بن أبي طالب" سجلت في جامعة "دمشق" اختصاص (ر ف ك) عام 1978 ودرست السنة الأولى، ثم غادرت إلى "الهند" بعد حصولي على منحة لدراسة الطب، وهناك تعرضت لعملية نصب من قبل محافظ مدينة "دلهي" الذي سرق المقعد لابنه، فاتجهت إلى الإعلام والقضاء الهندي لملاحقته، واضطرت رئيسة الوزراء آنذاك "أنديرا غاندي" لنقله إلى ولاية أخرى، وتواصلت مع "راجف غاندي" الذي ساعدني في تحصيل القبول بالجامعة نفسها بعد أن ضاعت سنة دراسية من عمري، واضطررت للبقاء عاماً آخر، تخرجت في أول دورة عام 1986، وأمضيت عام 1987 أتدرب في المستشفيات، وفي الأعمال الخيرية».

تعرضت للاعتقال أثناء الحروب في "العراق" عام 2003، "أفغانستان" عام 2000، وفي "سيرلنكا" أثناء الحرب الأهلية عام 1998، وملاحقة من "نمور التأميل" عام 1999، وإطلاق نار في حرب "كاريل" في إقليم "جامو" و"كشمير"، وقمت بتغطية الكوارث الطبيعية، والمؤتمرات الدولية التي كانت تعقد في "جنوب آسيا"، وكتبت 66 حلقة عن الغزو العراقي لتكون قصة فيلم سينمائي، وترجمت كتباً من الهندية إلى العربية، وعدة وثائق دولية تتعلق بالمنظمات والهيئات الدولية، وشكلت منتدى "الأكاديميين العرب والهنود" الذي يهتم بالعلاقات الثقافية بين العرب والهنود لتقريب الثقافات بين الشعوب

ويتابع: «وجدت فراغاً كبيراً بعد التخرج، فتقدمت للاختصاص عن طريق المقاعد المخصصة للأجانب، والتي كانت تحتاج لوساطات ورشا، ولكني رفضت وتقدمت مثل الهنود، وبالتوازي مع ذلك درست الإعلام وحصلت على الدبلوم، وعملت مراسلاً لوكالة الأنباء السورية "سانا" والعديد من الإذاعات العربية، وهيئة الإذاعة البريطانية، ومع (الإم بي سي إف أم)، وراديو "سويسرا"، وكذلك عملت مقدمَ ومعدَّ برامج في تلفزيون "الشرق الأوسط"، وهو برنامج أسبوعي والوحيد من نوعه؛ لأنه لم يكن يوجد من يقدم برامج باللغة العربية بين عامي 1991 و1992.

الدكتور الإعلامي بسام النعسان

وتابعت دراسة اختصاص طب التخدير والعناية المشددة وأنهيته عام 1996، بعدها كانت نقطة التحول للتفرغ بالعمل التلفزيوني؛ حيث صادفت حادثة تصادم بين الطائرتين المدنيتين الكازاخستانية والسعودية في سماء "دلهي" عندما كنت في تلفزيون "الشرق الأوسط"، وبدأت التغطية لتلفزيون "أم بي سي"، وأنا في خضم عملي الصحفي كنت أمام خيار لا بد منه بين الطب والصحافة، فاخترت الأخيرة، وعملت محللاً سياسياً في عدة قنوات عالمية تهتم بالقضايا العربية ولا سيّما أنه كان لي اسمي المميز في قناة "أم بي سي"، وخبرتي في تغطية القصص الإنسانية والوثائقية، ولي مكتب إعلامي، وكنت أدرب طلاباً من عام 1991 بالتنسيق مع وكالة هندية ووكالة "رويترز"، وأدرس كوادر عربية، كما عملت مع قناة العربية من عام 2001 حتى عام 2012 ولكن بعد الأحداث التي ألمت بوطني قاموا بتسريح كل السوريين من هذه القناة، ورفضت أن أكون جزءاً من إعلامهم».

ويتابع عن المتاعب التي تعرض لها، والأعمال الأخرى التي قام بها: «تعرضت للاعتقال أثناء الحروب في "العراق" عام 2003، "أفغانستان" عام 2000، وفي "سيرلنكا" أثناء الحرب الأهلية عام 1998، وملاحقة من "نمور التأميل" عام 1999، وإطلاق نار في حرب "كاريل" في إقليم "جامو" و"كشمير"، وقمت بتغطية الكوارث الطبيعية، والمؤتمرات الدولية التي كانت تعقد في "جنوب آسيا"، وكتبت 66 حلقة عن الغزو العراقي لتكون قصة فيلم سينمائي، وترجمت كتباً من الهندية إلى العربية، وعدة وثائق دولية تتعلق بالمنظمات والهيئات الدولية، وشكلت منتدى "الأكاديميين العرب والهنود" الذي يهتم بالعلاقات الثقافية بين العرب والهنود لتقريب الثقافات بين الشعوب».

الدكتور الإعلامي وائل عواد يكرم من الجامعة العربية 2009

الدكتور "بسام النعسان" الذي درس الإعلام في "دلهي" كصديقه الدكتور "وائل"، رغم أن اختصاصه هندسة زراعية، تحدث عنه قائلاً: «تجربة حكيم الطب والإعلام والثقافة والأدب واسعة وغنية، عرفته في "نيودلهي" في منتصف العقد الثامن من القرن العشرين عام 1985، كان طالباً في السنوات الأخيرة في كلية الطب، حيث تخرج بتفوق رغم نشاطاته الطلابية كرئيس مكتب فرع الاتحاد الوطني لطلبة "سورية"، وحضوره المؤتمرات والندوات الطلابية الدولية ممثلاً لـ"سورية" ومدافعاً عن القضايا العربية في خطاباته ولقاءاته مع وفود من مختلف دول العالم، ما أكسبه خبرة كبيرة شجعته على متابعة شغفه وحبه للإعلام، حيث تابع دراسته للتخصص في الطب إلى جانب حصوله على دبلوم الإعلام الدولي، وهذا يدل على موهبته وقدراته الإبداعية متعددة الجوانب، إضافة إلى إتقانه اللغات الإنكليزية والهندية والفارسية والأردية، حتى أصبح أول مراسل عربي للقنوات العربية في "الهند"، وأصبح قدوة لغيره في النجاح والتألق».

ويتابع "النعسان": «عمله في مستشفيات "دلهي" لم يوقف تفوقه الإعلامي حتى انتخب رئيس نادي المراسلين الأجانب في "الهند"، وهو من شجعني على دخول الإعلام بعد حصولي على الدكتوراه في الزراعة، وأشرف على تدريب العديد من العرب كمراسلين للقنوات العربية، وكطبيب يقدم الاستشارات الطبية المجانية للأهل والأصدقاء والجاليات العربية، وعمله الإعلامي في الاغتراب متجذر في حبه لـ"سورية" وعشقه للثقافة العربية السورية، فهو قارئ نهم للأدب والشعر والتاريخ والحضارة السورية، بالإضافة إلى تميزه في الاطلاع على مختلف الثقافات والحضارات لمختلف الدول التي زارها.

جائزة راجيف غاندي 2014

هو نموذج للإنسان الطموح العبقري، متعدد المواهب ومن يقرأ كتاباته أو يستمع لأحاديثه يتمسك بهذه الأيقونة المتألقة يوماً بعد يوم، والآن بعد مرور أكثر من 35 عاماً على معرفتي به لا يسعني إلا أن أقول بأنه الإنسان والطبيب الحكيم، وهذا ما تجلى في تحليله للأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية العربية والدولية وبحرية ودون أي تحيز، وبأسلوب فيه الحنكة الإعلامية والدهاء السياسي متسلحاً بالعلم والموهبة وروح الإقناع ومهارة القراءة الذكية والتحليل المهني في استخلاص النتائج، إنه الإعلامي الدولي البارز في الساحتين العربية والدولية من خلال لقاءاته وإطلالاته على مختلف القنوات التلفزيونية والإذاعية والصحفية والإعلام الإلكتروني، وهو الأديب والكاتب والمحب للرياضة وروح الفكاهة التي تجذب المتابعين لأعماله ونشاطاته».

الدكتور "طلال بلاني" الذي سافر مع الدكتور "وائل" بمنحة دراسية عام ١٩٧٩ إلى "الهند" وعملا معاً في اتحاد الطلبة، يقول عنه: «هو رجل طموح، ذكي، متابع، يميل للمغامرة؛ حيث تعرض لمخاطر جمة لتغطية الحرب على "العراق" فقد كان على الخطوط الأمامية في الحرب، وكذلك في "الهند" وحرب "السيخ"، وله سمعته الدولية كخبير دولي عربي، وليس له ند في هذه المنطقة، فهو يعيش فيها منذ أربعين عاماً، شاركته لقاء مع "أنديرا غاندي"، وقابل الكثير من الزعماء الذين قدموا إلى "الهند"، وهو طبيب ناجح ولكنه فضل الصحافة، وله أسلوبه المميز في توثيق الأحداث التي مرت بـ"الهند" منذ أربعين عاماً بما في ذلك علاقات "سورية" مع "الهند".

هو إنسان كريم يبحث عن المحتاجين من السوريين ليقدم لهم المساعدة بكل الأشكال المادية والمعنوية، وفي "الهند" لديه ألف طالب، وهو يتصل بالأغلبية، ويعدُّ مساعداً للسفارة في حل مشكلاتهم».

تم التواصل مع د. "وائل عواد" المقيم في "الهند" عبر الإنترنت بتاريخ 18 تشرين الأول 2020.