اختار "أحمد هاشمي" طريق البحث العلمي كمشروع تخرج، فلم يكن هدفه نيل الإجازة الجامعية بدرجة عالية فقط، وإنما المساهمة في إغناء كليته بمشاريع هادفة، فاتجه إلى المجال النفسي ودمجه بالإعلامي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 23 نيسان 2015، "أحمد الهاشمي" خريج كلية الإعلام بجامعة "دمشق" قسم العلاقات العامة والإعلان، الذي حدثنا عن مشروع تخرجه الذي حمل عنوان "العلاقة بين تغلب أحد نصفي المخ وتفضيل البرامج التلفزيونية"، وعنه يقول: «يطرح المشروع فكرة التعرف إلى تفضيلات الجمهور مبنية على خصائص نفسية وعصبية ثابتة بعيداً عن المتغيرات التقليدية كالعمر والجنس ومستوى الدخل، وغيرها من خصائص تختلف بين بيئة وأخرى، حيث اخترت التركيز على متغيرات يتم الاعتماد عليها لأول مرة في مثل هذا النوع من الدراسات، والهدف الوصول إلى نتائج لا تتأثر بتغير البيئة.

من الممكن الاستفادة من هذا المشروع تطبيقياً في العمل الإعلامي بالانتباه إلى خصائص الجمهور النفسية والعصبية التي تحكم طريقة اختياره وتفضيلاته للمضامين الإعلامية المختلفة، وبالتالي تنفيذ الرسائل الإعلامية المناسبة لكل نوع من الجمهور

وبما أن مشكلة تفضيل البرامج التلفزيونية مشكلة شائكة في الدراسات الإعلامية، بسبب اختلاف الجمهور في تفضيلاته للبرامج التلفزيونية، لذلك حاولت في بحثي وضع خصائص جديدة تستند إلى أسس علمية ثابتة، من نظريات علم النفس العصبي، نظراً لاهتمامي بالمجال النفسي، فحاولت فهم تفضيلات الجمهور بتعمق ووضوح للوصول إلى نتائج قد تؤدي إلى تعميمات في المستقبل».

الدكتور عبد العزيز قبلان

ويتابع: «أخذ بحثي حقه من الناحية العلمية، حيث قمت بتوزيع 600 استمارة، ووجدت الدعم والإرشاد من الدكتور المشرف، فالبحث العلمي يحتاج إلى جهد ومتابعة، وخاصة أن الهدف الذي كنت أسعى إليه هو تقديم مشروع في مجال البحث العلمي، أضع فيه بصمتي الذاتية، وأساهم بإغناء كلية الإعلام بمشاريع هادفة، وليس فقط من أجل نيل درجة الإجازة، وهذا بحاجة إلى قراءة واسعة ومتعمقة ومتابعة جدية، وأن يكون الهدف دوماً خدمة العلم ومجال الإعلام الذي يحتاج إلى الكثير من البحوث حتى يواكب تطور النظريات الإعلامية العالمية وتطبيقها فعلياً».

وفي لقاء مع الدكتور "عبد العزيز قبلان" (أستاذ مناهج البحث العلمي في كلية الإعلام، والمشرف على المشروع)، يقول: «عندما عرض "أحمد هاشمي" عليّ الفكرة لتسجيلها كمشروع تخرج، رأيتها فكرة جديدة تدمج بين علم النفس والإعلام، فوافقت على الإشراف، ورغم الإمكانيات البسيطة استطاع "أحمد" إتمام البحث بطريقة منهجية علمية صحيحة، والتوصل إلى نتائج دقيقة حققت هدف البحث المراد، ويعدّ بحثه من البحوث التطبيقية النادرة التي تربط بين أكثر من علم وهي: (الإعلام، علم النفس العصبي، الطب)، مع استخدام الأدوات الإحصائية اللازمة لتنفيذ هذه الدراسة معتمداً على حجم عينة مناسب شمل 422 بحثاً، ونال عن مشروعه درجة الشرف 95%».

من حفل تكريم خريجي الإعلام 2014

ويضيف: «من الممكن الاستفادة من هذا المشروع تطبيقياً في العمل الإعلامي بالانتباه إلى خصائص الجمهور النفسية والعصبية التي تحكم طريقة اختياره وتفضيلاته للمضامين الإعلامية المختلفة، وبالتالي تنفيذ الرسائل الإعلامية المناسبة لكل نوع من الجمهور».