اشتهرت به مناطق "أريحا" و"جبل الزاوية" ويعود تاريخه إلى 150 عاماً، ويعد من الصناعات التقليدية اليدوية التراثية التي تستخدم بشكل أساسي ويومي في الحياة وفي اللباس والمنازل، و‏يباع للبدو، ويستخدم في المضافات والمساكن لطراوته.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7 آب 2014، "أحمد صواف" صانع وبائع "اللباد"، الذي قال: «يعد "اللباد" من أكثر الألبسة التي تزود الناس بالدفء في فصل الشتاء، وهو في "إدلب" من أهم قطع الأثاث التي تزين المنازل، ولم يكن يخلو بيت ريفي من عدد من "اللبابيد" الملونة والمزركشة بطرق جميلة، ففي الحدائق وغرف الجلوس يفرش "اللباد" ليجلس الناس عليه».

يعد "اللباد" من أكثر الألبسة التي تزود الناس بالدفء في فصل الشتاء، وهو في "إدلب" من أهم قطع الأثاث التي تزين المنازل، ولم يكن يخلو بيت ريفي من عدد من "اللبابيد" الملونة والمزركشة بطرق جميلة، ففي الحدائق وغرف الجلوس يفرش "اللباد" ليجلس الناس عليه

وحول طريقة صنعه يقول: «صناعة اللباد تعتمد على الصوف تحديداً، ويجب أن يكون عمر الخروف أو الغنم المأخوذ منه الصوف أكثر من عام، وبعد قصه وجزه تتم تنقيته مما يعلق به من مواد مختلفة وأوساخ وأشواك، ونحتاج لصناعة "لباد" مترين بمترين إلى 13 كيلوغراماً من صوف الغنم، ويفرز الصوف الأسود القليل عن الصوف الأبيض الكبير، ويعرض الصوف لأشعة الشمس لمدة يومين متتالين».

غزل خيوط الصوف

ويضيف: «يدعى الشخص الذي يقوم بتصنيعه "البودي" ويأتي مصطحباً معه عدته اللازمة لذلك، وهي: القوس، والمطرقة الخشبية، والمحفة، والقالب، وغيرها، ثم يبدأ أصحاب البيت تنفيش الصوف لتنظيفه من الشوائب والأوساخ العالقة به من الحظيرة، ثم يقوم "البودي" بندف الصوف الأسود والصوف الأبيض، وبعد ذلك بفرش الملحفة الواسعة أو قطعة قماش كبيرة في أرض المنزل بشكل طولاني، وبعدها يبدأ تحويل الصوف الأسود بين يديه بطريقة برمه قليلاً إلى ما يشبه الحبل، ثم يضعه على الملحفة المفروشة بشكل رسوم لتزيينه، بعد ذلك يبدأ فرش الصوف الأبيض فوق الأسود على الملحفة بشكل دقيق ومتساو حتى لا يكون فيها أماكن سميكة وأخرى رقيقة، ثم توضع طنجرة نحاسية ملأى بالماء المغلي فوق منتصف الملحفة ويرش فوق الماء قطعة صابون أبيض أو أزرق، ومن ثم يبدأ تحريكها بواسطة "الطبيشة"؛ وهي مجموعة أغصان الريحان الطرية والغضة المربوطة مع بعضها بعضاً، ويستمر التحريك حتى يتحول الماء كله إلى رغوة صابون ويبدأ نفض هذه الرغوة على الصوف بواسطة "الطبيشة" حتى ينتهي ماء الطنجرة، ثم يبدأ تمرير القالب؛ وهو قطعة خشبية أسطوانية الشكل وملساء طولها نحو ثلاثة أمتار، وقطرها نحو 15سم على الصوف المبلل بالماء ورغوة الصابون».

ويتابع حديثه بالقول: «بعدها يمسك "البودي" من أحد طرفي القالب ومساعده من الطرف الآخر حتى يرص الصوف ويرقق وتقل سماكته، ثم يضع القالب على أحد طرفي الصوف من جهة العرض، ويقومان بلفه على الملحفة حول القالب بحذر شديد حتى ينتهي، ثم يربطان الملحفة الملفوفة بحبال خاصة برفق أيضاً مدة عشر دقائق لتقل سماكته، ثم يفكه ويفرشه من جديد فتقل سماكته وحجمه ويفرش عليه رغوة الصابون والماء من جديد، ويلفه مرة أخرى ويحركانه بأقدامهما فترة قصيرة من الزمن فيتماسك الصوف أكثر إلى أن تبدأ مرحلة الدلك».

الباحث محمد مروان مراد

الباحث التاريخي "محمد مروان مراد" يقول: «وقت تصنيع اللباد يتحول في "إدلب" إلى عرس صغير يجتمع فيه الشباب والصبايا في سهرة تدعى "سهرة اللباد"، ويقوم فيها الشباب بمساعدة "البودي" بالتدليك، فيما تقوم الصبايا بالغناء أيضاً، وكثيراً ما كانت تجري مباريات في الغناء والزجل بينهم ويكثر المزاح، وكانت السهرة مناسبة مفرحة ينتظرها أبناء الضيعة بفارغ الصبر وخاصة الصبايا والشباب، وفي آخر السهرة يعلن "البودي" عن انتهاء الدلك ويذهب الجميع لمشاهدة اللمسات الأخيرة لصناعة "اللباد" ويفتحه ويعاينه جيداً أمامهم، ثم ينشره بمعاونة الشباب الموجودين، ويرفعه فوق خشبة تحمله بضعة أيام، ويعرض للهواء والشمس حتى يجف تماماً ويصبح جاهزاً للاستعمال».