ما إن يركب الزائر القارب الصغير للدخول إلى "مغارة موسى" حتى يفاجأ بتصميم المغارة الداخلي المتنوع، حيث هناك سوق للمهن اليدوية، ومعرضا للوحات الفنية وللتصوير الضوئي بشكل دائم، ويمكن له أيضا أن يتناول أشهى المأكولات في زواياها وأركانها.
تقع المغارة على سفح جبل "بلودان" غربي مدينة دمشق على طريق "الزحلات - الشقيف"، وحفرت بسواعد رجال "بلودان" على مدى أكثر من 100 عام، وكانت الغاية من حفر المغارة استخراج رمل من نوع "المازار" للبناء.
زرت المغارة أكثر من مرة، وهي تحفة فنية على أرض الواقع، فالوقت يمضي سريعاً حين تدخل إليها دون أن تدري، حيث تغير الأجواء والحرارة من مكان لمكان، أما التماثيل الموجودة والمنحوتة في قلب الجدران فهي رائعة جداً، وكذلك البحيرات
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 تموز 2014، مستثمر المغارة "صفوان مرعي" من أهالي "بلودان" الذي حولها إلى معلم سياحي رائع، فقال: «في صيف عام 2006 فتحت مغارة "موسى" أبوابها لاستقبال الزوار، وهي تتسع لنحو 500 شخص، لكنها في موسم الصيف تستقبل ما يزيد على ألف شخص، وعلى مدى 15 عاماً من الجهد، استطعت أن أحول المغارة إلى صرح سياحي بعد أن حصلت على الترخيص المطلوب، وكانت ملكية هذه المغارة تعود إلى "آل مصطفى"، حيث كان يجتمع فيها أكثر من ثلاثين عاملاً يومياً لإنتاج ما يعادل 100 متر مكعب من الرمل الذي يحفر وينقل بالسرج على الدواب إلى ورشات البناء، وكانت الإضاءة آنذاك بالفوانيس التي تعمل على الكيروسين، وتوقف العمل بها بعد أن تغيرت الأحوال وظهر بديلاً من هذه المادة وهو رمل "المازار" الرمل المحضر عن طريق الكسارات، حيث لم تعد لهذه المادة جدوى اقتصادية لأن تكلفة الحفر باتت أكثر من قيمة الرمل المنتج».
ثم تابع: «تتميز المغارة بالبرودة والاعتدال في الصيف وبالدفء في فصل الشتاء، ويبلغ عمقها نحو 300 متر ومساحتها 7 آلاف متر مربع، وتم تحويل القسم المنخفض منها إلى بحيرة كبيرة وضع فيها قارب صغير لنقل الراغبين من الزوار في جولة ضمن أعماقها، وما إن يركب الزائر القارب الصغير ويبدأ التجديف حتى تزداد برودة المكان مع هدوء غير عادي يعزز أجواء السحر التي يخلقها تصميم المغارة الداخلي المتنوع، حيث هناك سوق للمهن اليدوية يحتوي على الفخاريات والزجاج والحفر على الخشب والنحاسيات ولوحات فنية ومعرض تصوير ضوئي دائم، ويمكن للزائر أن يتناول أشهى المأكولات والمشروبات في المغارة، حيث إن كل زاوية وركن فيها يختلف عن الآخر».
وختم حديثه بالقول: «البحيرات الموجودة في المغارة لا يزيد عمقها على ثلاثة أمتار، وهي: بحيرة أطلق عليها تسمية بحيرة "التمني" حيث يقوم الزائر برمي قطعة نقدية وهو يضمر أمنية تجزم الأساطير أنها ستتحقق، وهناك أيضاً بحيرة "البركة" تيمناً بالسيدة "مريم العذراء"».
"ملك يازجي" أحد زوار المغارة قال: «زرت المغارة أكثر من مرة، وهي تحفة فنية على أرض الواقع، فالوقت يمضي سريعاً حين تدخل إليها دون أن تدري، حيث تغير الأجواء والحرارة من مكان لمكان، أما التماثيل الموجودة والمنحوتة في قلب الجدران فهي رائعة جداً، وكذلك البحيرات».