"المقطّع الموصّل" هو نباتٌ برّيّ، يحظى باهتمام المزارعين حيث يشكّل أحد همومهم الزّراعيّة، ولكنّه كمعظم النباتات، يتمّ الاستفادة من سائله المغليّ للتّداوي الشّعبيّ.
مدوّنة وطن "eSyria" التقت المزارع "أيهم محرز" من أبناء قرية "الأشرفية"، بتاريخ 19 أيّار 2014 للحديث عن هذه النبتة، ومشكلاتها الزّراعية، حيث قال: «ينمو هذا النبات بكثرةٍ في أرضي، ولكنّ انتشارهِ بشكلٍ عامّ قليلٌ، قياساً بغيره من النّباتات والأعشاب البرّيّة المؤذية مثل "التّيّن، القمندريس"، وهو يشكّل عبئاً على المحاصيل التي ينمو بقربها بسبب نموّه السّريع، وصعوبة استئصاله».
يكفي أن تنثر قطعاً منه في التّربة بشكلٍ فوضويّ ليتكاثرَ بكثافةٍ، ويشيع عند بعض المزارعين، أنّ التّربة التّي تضمّ في طيّاتها جذورَ هذا النّبات، هي المكان المُناسب لفتح الآبار
وتابع: «تنمو ساقه بشكلٍ طوليّ في البداية، ثمّ تمتدّ بشكلٍ عرضيّ، لتشكّل مساحةً كبيرةً قد تغطّي شجرة ليمون بأكملها، حيث تؤدّي إلى صعوبةٍ في قطف الثمار، وأحياناً إلى تلفها، ولذلك نحتاج إلى قطعها بواسطة "المنجل، مقصّ اللّيمون، الأيدي، المناكيش"، ولكن لا يمكن استئصاله من الجذر، حيث يتجدّد نموّ أبصاله من جديد، لتشكّل همّاً متكرّراً للمزارع في كلّ موسم».
وختم حديثه بالقول: «يكفي أن تنثر قطعاً منه في التّربة بشكلٍ فوضويّ ليتكاثرَ بكثافةٍ، ويشيع عند بعض المزارعين، أنّ التّربة التّي تضمّ في طيّاتها جذورَ هذا النّبات، هي المكان المُناسب لفتح الآبار».
مثل معظم النّباتات البرّية، له فوائد طبيّة معروفة في التّراث الشّعبيّ القرويّ، حيث يُستخدم سائله المغليّ في تخفيف آلام "الرّمل، والحصى، والرّشح، والمغص"، وعن ذلك تحدّث المزارع "وسام نيساني" بالقول: «يُستفاد من هذا النبات، على الرّغم من أضراره الزّراعيّة في التّداوي الشّعبي، عن طريق غليه وشرب سائله، ويتمّ ذلك بعد قطفِ باقةٍ منه، وتقطيعها، وغسلها، ووضع كميّة مناسبة منه في "إبريق الشّاي، أو طنجرة صغيرة"، وتركِه يغلي حتّى تصبح المياه خضراء، ثمّ يُترك حتّى يبرد، ويُشرب منه كأساً في الصّباح، وكأساً في المساء».
لم يحظَ نبات "المقطّع الموصّل"، بدراسةٍ علميّة زراعيّة، ولكنّه حظي باهتمام المهندسين، والمزارعين الذين جمعوا بعض المعلومات الوصفية عنه، وعن ذلك تحدّث المهندس الزراعي "ياسر أبوغبرة" بالقول: «هو نبات عشبيّ متطاول، متفرّع يصل طوله إلى حوالي متر ونصف المتر، وينمو في مناطقنا الساحلية بشكلٍ مفرد، أو على شكلِ مستعمرة نباتية، بالقرب من السّواقي والمجاري المائيّة، وفي الأراضي ذات التربة الغنيّة بالمواد العضوية، وتتألف ساقه من مجموعة من العُقل المتراتبة والمتباعدة، بمسافة من 7 إلى 8سم، وأوراقه إبرية، طويلة تترتّب على السّاق حول العُقل، بشكلِ عُقلٍ ثلاثيّة، ورباعيّة، ويصل طول الورقة إلى 30سم، وهي عُقلية متراتبة مثل السّاق، وتتغطّى النبتة بطبقةٍ ذات ملمسٍ شمعيّ، وهذا ما يجعلها محميّة من تأثير المبيدات العشبيّة، ولها جذور متشعّبة عميقة، قد تصل إلى 6 و7 أمتار».
بقي أن نذكر، أنّ اسمه يُطلق على الشّخص القليل الوفاء، والمتبدّل المواقف، حيث يُقال له: "إنّه مثل نبات "المقطع الموصل"، وهذا ما جعله حيّاً في الذّاكرة الشّفويّة لأبناء القرى الزّراعيّة.