في الجهة الغربية لمدينة "الحسكة" تتربع بحيرة اصطناعية من الماء العذب كأنها تنين راقد، حيث شكلت تضاريس المنطقة ملامح حيوان كبير يشبه التنين ولكن جسمه من المياه العذبة.

مدونة وطن "eSyria" رصدت أثر هذه البحيرة في مدينة "الحسكة" والتقت بتاريخ 30/11/2013 السيد "دحام الصباح" أحد الساكنين على كتف البحيرة فقال: «تعدّ المنطقة التي نسكنها بعيدةً نسبياً عن مجرى نهر "الخابور"، إلا أن قيام البحيرة في هذا المكان أعطاه قيمةً مضافة، فقد ساهمت في تغيير المناخ بشكلٍ كبير، كما جعلت من هذا الريف منطقة سياحية بامتياز، ففي فترة الربيع يزور أغلب أهل المدينة هذه المنطقة.

تعدّ المنطقة التي نسكنها بعيدةً نسبياً عن مجرى نهر "الخابور"، إلا أن قيام البحيرة في هذا المكان أعطاه قيمةً مضافة، فقد ساهمت في تغيير المناخ بشكلٍ كبير، كما جعلت من هذا الريف منطقة سياحية بامتياز، ففي فترة الربيع يزور أغلب أهل المدينة هذه المنطقة. ومن جانب آخر ساهمت في تأمين مياه الشرب العذبة لكل القاطنين على أطرافها، وفي توطين أهل الريف ومنعهم من ترك أراضيهم والانتقال إلى أماكن أخرى

ومن جانب آخر ساهمت في تأمين مياه الشرب العذبة لكل القاطنين على أطرافها، وفي توطين أهل الريف ومنعهم من ترك أراضيهم والانتقال إلى أماكن أخرى».

جانب من بحيرة السد الغربي

بدوره قال "أحمد الصوفي" صياد أسماك: «منذ إنشاء البحيرة تهافت عليها الصيادون من كل أنحاء الريف وحتى من المدينة، فقد أصبحت باباً للرزق وحسنت الوضع الاقتصادي لعدد كبير من الأسر التي تعمل في مجال الصيد، كما أنها رفدت المدينة بكميات كبيرة من الأسماك، ففي السابق كنا نعتمد على صيد نهر "الخابور" وذلك قبل أن يجف بشكلٍ كامل، حيث يعيش فيها عدد من الأسماك أهمها: "الكرب والمشط والرملي وحيات السمك"، وتعدّ هذه الأنواع الأكثر طلباً عند الزبائن، وفي وقت من الأوقات كانت الكميات التي يتم صيدها تفوق حاجة المحافظة، لذا ساهمت في فتح خط لتجارة السمك بين المحافظات».

وتحدث مدير الموارد المائية المهندس "عبد الرزاق العواك" عن أهميتها بالنسبة إلى المحافظة قائلاً: «تعدّ بحيرة "السد الشرقي" مصدراً مهماً من مصادر مياه الشرب لمدينة "الحسكة"، وتم وضعها في الاستثمار عام 1990، حيث تم بناء سدّاً بطول 2800 متر وارتفاع 31 متراً، وتتجمع المياه على مساحة 9 آلاف هكتار ويبلغ التخزين الأعظمي للبحيرة 92 مليون متر مكعب من المياه العذبة، وتتم تغذيتها عن طريق القناة الناقلة الممتدة من مأخذ مدينة "رأس العين" وحتى المصب فيها ويبلغ طولها 65 كيلو متراً، حيث يبلغ تدفقها الأعظمي 45 متراً مكعباً في الثانية وتقوم بنقل 4 ملايين متر مكعب في اليوم الواحد».

البحيرة من الفضاء

وتابع المهندس "العواك": «تتم تغذيتها عن طريق 70 بئراً ارتوازيةً موزعة على نهري "الجرجب والخابور"، كما يصب فيها عدد من الأودية السيلية التي تنشط في فترة الشتاء، ومن أهم هذه الأودية وأغزرها "وادي الأحمر"، القادم من شمال المحافظة، وإلى الشرق منها بحيرة اصطناعية أخرى هي بحيرة السد الشرقي، تصل بينهما قناه مائية اصطناعية بطول 3 كيلومترات حيث يتم استخدام البحيرتين كمصدر من مصادر مياه الشرب ويبلغ تخزينهما الأعظمي 325 مليون متر مكعب من المياه».

من جانبه قال مدير عام مؤسسة المياه المهندس "محمود العكلة": «تعدّ بحيرتا "السد الغربي والشرقي" من أهم المصادر المائية في المحافظة، حيث يتم تزويد المدينة بمياه الشرب عن طريق مضخات موضوعة على السد الشرقي، تقوم هذه المضخات برفع نحو 100ألف متر مكعب من المياه إلى محطة التصفية في منطقة "الحمة"، ومنها تنتقل المياه إلى الخزانات في المؤسسة العامة للمياه في حي "العزيزية".

إلا أن الظروف المناخية التي سادت المحافظة منذ عدة سنوات، وجفاف نهر "الخابور" بشكلٍ كامل، اضطرت المؤسسة إلى تأمين مصدر بديل لمياه الشرب من منطقة الأمل الأولى في ريف "رأس العين"، من خلال إقامة مشروع متكامل يعتمد على 30 بئراً ارتوازيةً بطاقة إنتاجية تصل إلى 200 متر مكعب في الساعة لكل بئر، وهو ما يكفي حاجة المدينة اليومية».