تسمى شعبياً قرية "قيباري"، ورد ذكرها في العديد من المصادر والمراجع التاريخية التي تناولت تاريخ منطقة "عفرين"، تشتهر بطبيعتها الجميلة وبإنتاجها للزيتون.

إنها قرية "عرشقيبار" إحدى القرى القديمة في منطقة "عفرين"، مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 31/10/2013 السيد "محمد أوسو" من "عفرين" للحديث عن هذه القرية وما تتميز به حيث بدأ بالقول:

شهدت القرية في العام /1927/ بناء أول مدرسة لتعليم أبناء الديانة "الإيزيدية" على يد "درويش آغا" زعيم الطائفة في منطقة "عفرين" و"إعزاز" وقد دُوّن على اللوح الحجري لواجهة المدرسة النص التالي: (تأسست هذه المكتبة بفضل كرم الله للطائفة الإيزيدية في قضاء "كرداغ" بهمة "درويش آغا بن شمو" سنة /1927/غربي -/1344/هجري)، كانت المدرسة تعلم القراءة والعلوم العامة باللغة العربية ومادة الديانة "الإيزيدية" باللغة الكردية. وأخيراً أود أن أذكر أنه بلغ عدد سكان القرية /5698/ نسمة بموجب قيود السجل المدني لعام /2001/

«تقع قرية "قيباري" كما تسمى شعبياً في الجهة الشرقية من مدينة "عفرين" بنحو /4/كم، وتحديداً على يمين الطريق العام (عفرين – حلب)، ويصلها بالطريق العام طريق إسفلتي.

مزار جل خانة

تشتهر القرية بزراعة الزيتون والمحاصيل الزراعية المختلفة وخاصة القمح، كما تشتهر القرية بإنتاج الحجر الذي يستعمل في بناء الأبنية وتزيينها وأحجار المطابخ والحمامات وغيرها، إذ تتواجد فيها مقالع عدة لاستخراج الحجر ونقلها عبر الشاحنات إلى المناشر الحجرية المنتشرة في عموم المنطقة.

كما تتميز القرية بوجود ثلاثة "مزارات" دينية أثرية فيها وهي: "مزار جل خانة ومزار ملكادي ومزار حجركي شيخ حسين".

نص واجهة أقدم مدرسة في القرية -1927

مزار "جل خانة" يقع جنوب القرية بنحو /2/كم، وهو عبارة عن كهف محفور في الصخر كان مكاناً لصوم الأربعينية لدى أبناء الديانة "الإيزيدية"، ومن هنا جاء اسم "جل خانة" أي مكان صوم الأربعينية، فالمعروف أن لأبناء الديانة "الإيزيدية" موعدان مع الصوم يقعان في أربعينية الشتاء وأربعينية الصيف ومدة كل واحد منهما /40/ يوماً، يزور المزار الناس من مختلف الأديان والفئات الاجتماعية طلباً للتبرك وتحقيق الأمنيات ولصق حصى صغيرة بجدرانه لتحقيق رغباتهم.

أما مزار "ملكادي" فيقع إلى جانب مزار "جل خانة"، وهو ذو مبنى حجري تقليدي وإلى جانبه أطلال قرية "عرشقيبار" القديمة قبل أن يهجرها السكان قبل قرنين من الزمن إلى الموقع الحالي للقرية.

الدكتور محمد عبدو علي

وأخيراً مزار "حجركي شيخ حسين" ويقع على طريق مقابر القرية وقد تم بناؤه إكراماً للشيخ "حسين" أحد شيوخ الديانة "الإيزيدية" في منطقة "عفرين"».

الدكتور "محمد عبدو علي" الباحث في تاريخ وتراث منطقة "عفرين" تحدث لموقعنا عن تاريخ القرية قائلاً: «قرية "عرشقيبار" من القرى القديمة والجميلة في "سهل جومة" بمنطقة "عفرين" وتقع على السفح الغربي لجبل "ليلون".

كانت القرية في بداية القرن العشرين مركزاً للزعامة "الإيزيدية" في المنطقة ومايزال نحو نصف سكانها من الإيزيديين.

جغرافياً تقسم القرية إلى قسمين يفصلهما واد، قسمها الشمالي مع السهل الملحق بها يسمى "قيبار"، وقسمها الجنوبي مع السهل الواسع الملحق بها يسمى "عرشي"، أما بالنسبة إلى اسمها في سجلات الدولة الرسمية فهو "الهوى".

في الجوار الجنوبي لقسم "عرشي" في مكان بيادر القرية تتواجد مغاور وكهوف واسعة قديمة بعضها متهدم وتكشف أعمال الحفر فيها عن أساسات ضخمة لأبنية أثرية تدل على سكن قديم يسبق العهد الإسلامي.

أما القسم الشمالي من القرية مع السهل الذي يسمى "قيبار" ففي وسط السهل المجاور لها وعلى مسافة /700/م شمال غرب القرية توجد تلة وخرائب لبناء قديم يبدو من ملامحه أنه يعود إلى العصور الوسطى، وأغلب الظن أنها خرائب لحصن "قيبار" الذي أورده "العظيمي" في كتابه "تاريخ حلب" في أحداث عام /1030/م كأحد الثغور في مواجهة "الفرنجة"، كما ذكر اسم صاحبه "علي قيبار" ويبدو أنه كان لحصن "قيبار" أهميته حتى أوائل القرن الثالث عشر الميلادي حيث ذكره "ياقوت الحموي" كحصن منيع، وإلى الجنوب الغربي من الحصن وعلى بعد /1/كم يوجد موقع آخر يسمى "مقر علي" أو "دار علي" وربما كان لدار "علي" هذا علاقة بصاحب الحصن المسمى "علي".

كما ذكر "ابن الشحنة" في كتابه "الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب" وجود جسر قديم على نهر "عفرين" باسم "جسر قيبار"، و"قيبار" هو اسم الحصن الذي ذكره "العظيمي" وماتزال أطلاله موجودة إلى الغرب من قرية "عرشقيبار"، وقد يكون ذلك الجسر هو نفسه الجسر الروماني الذي كان يخدم حركة المواصلات على طريق (أنطاكية – نزب)».

وتابع الدكتور "محمد عبدو علي" حديثه: «شهدت القرية في العام /1927/ بناء أول مدرسة لتعليم أبناء الديانة "الإيزيدية" على يد "درويش آغا" زعيم الطائفة في منطقة "عفرين" و"إعزاز" وقد دُوّن على اللوح الحجري لواجهة المدرسة النص التالي: (تأسست هذه المكتبة بفضل كرم الله للطائفة الإيزيدية في قضاء "كرداغ" بهمة "درويش آغا بن شمو" سنة /1927/غربي -/1344/هجري)، كانت المدرسة تعلم القراءة والعلوم العامة باللغة العربية ومادة الديانة "الإيزيدية" باللغة الكردية.

وأخيراً أود أن أذكر أنه بلغ عدد سكان القرية /5698/ نسمة بموجب قيود السجل المدني لعام /2001/».