الضيافة طبع أصيل يتميز به أبناء حوران، يتسابقون في إكرام الضيف إذا حل بمجلسهم، وقد تصل المنافسة إلى حد الخلافات فيما بينهم للفوز بإكرام واستقبال الضيف، وتتناوب الخيام والمضافات لعزيمة الضيف ودعوته كل في دوره حسب ترتيب البيوت، وهناك آداب للضيافة يلتزم بها المعزب والضيف.

مدونة وطن eSyria التقت السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث بتاريخ 12/10/2013 فيقول عن آداب الضيافة: «يشتهر أهالي وأبناء حوران بالكرم شأنهم في ذلك شأن باقي المحافظات، وهم يتنافسون ويتسابقون في إكرام الضيف إذا حل بمجالسهم، ويدخل مضافاتهم المفتوحة ليل نهار، وقد تصل المنافسة إلى حد الخلافات فيما بينهم للفوز بإكرام واستقبال الضيف. وقد يصل فيهم الأمر إلى حد اللجوء إلى "القاضي". فإذا حل بمجلسهم ضيف يقدمون إليه القهوة والتمر أولاً، ثم يلي ذلك تقديم الطعام، وعادةً ما يكون "المنسف الحوراني" المكتف بالذبيحة، وتتناوب الخيام إذا كانت في القبائل أو المضافات والمنازل تقديم الطعام وعزيمة الضيف ودعوته بعد ذلك كل في دوره حسب ترتيب البيوت، وإذا كان صاحب البيت غائباً تنوب عنه حينئذ زوجته في تقديم واجب الضيافة، وعادة يقيم الضيف طوال فترة تواجده في مجلس القبيلة أو العائلة المعد خصيصاً لهذه المناسبات».

من آداب الضيافة لدى المعزب وإكرام الضيف أن يكون المعزب طليق الوجه، وطيب الكلام، فالضيافة عند أكثر أهالي حوران هي بتكثير الطعام، والمضيف المعزب يجود بالموجود، ولا يتكلف التكلف الذي هو فوق الطاقة، ومن مكارم وآداب الضيافة أن تفرح بمقدم ضيفك، وتظهر له البشر، وأن تلاطفه بحسن الحديث، وتقوم بخدمته وتظهر بشاشةَ الوجه وهناك أبيات شعر تقول: يا ضيفنـا لو زرتنـا لوجدتنا / نحن الضيـوف وأنت رب المنـزل

ومن آداب الضيافة التي تخص المعزب إذا نزل عنده أكثر من ضيف يجب ألا يخص أحداً دون الآخر بالحديث وهنا يتابع الباحث في التراث "إبراهيم الشعابين": «إذا زار المعزب أو صاحب المنزل أكثر من ضيف، فيجب على المعزب ألا يخص أحداً دون الآخر بالحديث، أو شيء من الضيافة، ويحاول أن يلتمس رضى كل واحد منهم، ويعطي كل واحدٍ من ضيوفه نصيبه، ولا يحسب ضيفه أن أحداً أكرم عليه منه. ويجب عليه ألا يعبس ويبدي ضيقه حتى لو لم يكن يمتلك الطعام أو يقدم واجب الضيافة، وألا يكثر الدخول والخروج لغير حاجة، أو ينهر (يوبخ) الأطفال، فالموت خيرٌ لأبناء حوران من إجابة دعوة بخيل وهنا يقال:

تجهيز الطعام

إذا المرءُ وافـى مـنزلاً منك قاصـداً / قراكَ وأرمـتْهُ لديــك المسـالكُ

فكن بــاســماً فـي وجـهــه مُتـهــللاً / وقل مرحبـا أهلاً ويوم مباركُ

الباحث في التراث إبراهيم الشعابين

وقدم له ما تستطيع من القِـرَى / عجولاً ولا تبخل بما هو هالكُ».

وعن آداب الضيافة التي تخص الضيف والمعزب يقول الباحث في التراث "محمد فتحي المقداد": «إن إكرام الضيف من مكارم الأخلاق، وجميل الخصال التي تحلى بها أبناء حوران، واتصف بها الأجواد كرام النفوس، فمن عُرف بالضيافة عرف بشرف المنزلة، وعلو المكانة، وعلى المضيف والمعزب عدم احتقار القليل، بل يجود بالموجود ولو بشق تمرة، وليس من شيم أبناء حوران عدم إكرام الضيف حتى لو كان يعتبر الضيف الذي جاء إليهم عدواً أو خصماً لهم، حيث القصص تروي وتدل على أن أبناء حوران عندما يقدم إليهم خصمهم أو عدوهم إلى منازلهم، يقومون باستقباله ويقدمون له الواجب الإنساني، وهم باقون على ما هم عليه».

المنسف الحوراني

طلاقة الوجه لدى المعزب من صفات إكرام الضيف وآداب الضيافة التي يجب أن يتمتع بها المعزب وهنا يتابع الحاج "محمد المحمد" أحد المهتمين بالتراث: «من آداب الضيافة لدى المعزب وإكرام الضيف أن يكون المعزب طليق الوجه، وطيب الكلام، فالضيافة عند أكثر أهالي حوران هي بتكثير الطعام، والمضيف المعزب يجود بالموجود، ولا يتكلف التكلف الذي هو فوق الطاقة، ومن مكارم وآداب الضيافة أن تفرح بمقدم ضيفك، وتظهر له البشر، وأن تلاطفه بحسن الحديث، وتقوم بخدمته وتظهر بشاشةَ الوجه وهناك أبيات شعر تقول:

يا ضيفنـا لو زرتنـا لوجدتنا / نحن الضيـوف وأنت رب المنـزل».