تتميز محافظة "دير الزور" بالكثير من العادات والتقاليد التي تخص طقوس الزواج، وهي تختلف بين منطقة وأخرى، ولا تخلو هذه الطقوس من بعض التشابه، وما يميز الريف عن المدينة هو الحفاظ على العادات والتقاليد في الزواج والتي لا تزال باقية حتى وقتنا الراهن في الريف.

وللحديث عن عادات وطقوس الزواج في ريف "دير الزور" واختلافها عن المدينة التقت مدونة وطن "eSyria" في 14/10/2013 المدرس "إسماعيل العثمان" الذي أشار بالقول: «في محافظة "دير الزور" لعادات الزواج طقوسها المتعارف عليها، ولكن هذه الطقوس تختلف بين منطقة وأخرى وبشكل خاص بين الريف والمدينة، ففي المدينة تم اختصار بعض هذه العادات والتقاليد وذلك اختصاراً للوقت أولاً، وثانياً لضيق المكان واتساع العمران في المدينة أما في الريف فبقيت طقوس الزواج كما هي لم تتغير مع اختلاف بسيط بين قرية وأخرى».

في محافظة "دير الزور" لعادات الزواج طقوسها المتعارف عليها، ولكن هذه الطقوس تختلف بين منطقة وأخرى وبشكل خاص بين الريف والمدينة، ففي المدينة تم اختصار بعض هذه العادات والتقاليد وذلك اختصاراً للوقت أولاً، وثانياً لضيق المكان واتساع العمران في المدينة أما في الريف فبقيت طقوس الزواج كما هي لم تتغير مع اختلاف بسيط بين قرية وأخرى

ويتابع: «ففي يوم الزفاف وعندما يتم تحديده من قبل الأهل تزف العروس عند العصر وتركب ومعها مرافقة لها على الخيل أو الجمل الذي يوضع عليه الهودج ويحيط بها الشباب والبنات والرجال والنساء بالزغاريد والأغاني ويوضع على وجه العروس غطاء من قماش رقيق وتلبس العباءة ويقوم الشباب بركوب الخيل والمطاردة التي تسمى "طراد الخيل" حيث يتزاحم الشباب على السباق وأيهما الأول ويفتخرون بخيولهم، وبعد وصول العروس بيت عريسها تقام الدبكات عند العصر يشارك فيها كل الأعمار والأجناس، وبعد وضع العروس في البيت يذهب العريس والشهود بحثاً عن الملاّ أو الشيخ من أجل عقد الزواج، وبعد المغرب تقام الدبكة أيضاً ولأكثر من يوم وهذه الأمور لا نجدها في المدينة في الوقت الراهن».

مناسف يوم الزفاف

أما "محمد العلي" من أهالي بلدة البصيرة فيقول: «يوم الزفاف هو يوم مميز حيث يتم تجهيز الطعام وذبح رؤوس من الغنم تكفي جميع المدعوين، ومن حيث الطعام لم يكن معتاداً تقديم الطعام إلا في "الصُبحة" في الفترة الأخيرة و"الصبحة" يقدمها أهل العريس لهم ولجيرانهم وبدأت تتوسع فكرة الدعوة فبعد أن كان العدد قليلاً أصبح العدد الآن كثيراً وبالمئات وتذبح فيه الأبقار والأغنام كل حسب إمكانياته وتبنى بيوت الشعر أو الخيام ويتم جمع الخبز والقدور والمناسف، ثم يقومون بإعداد الطعام ليطابق فترة الظهيرة مع الغداء ويكون على الشكل التالي:

يتم تمزيق الخبز في "المناسف" ثم يتم صب المرقة فوق الخبز، ومن ثم يتم سكب الأرز على الخبز ويسكب بعد ذلك اللحم بحيث يراعي القائمين على هذا العمل جودة الطعام، ثم يقوم الشباب بحمل الطعام إلى الخيمة مع مراعاة وجهاء القرية وبعد أن ينتهوا من الطعام تكون المياه جاهزة لكي يغسلوا، ويقوم أهل العروس بتقديم "صُبحة" فطور لأهل العريس في أول يوم ثم انقرضت وأصبح أهل العروس يدعون أهل العريس إلى البيت بعد انتهاء أسبوع من الزفاف، ويبقى العريس في غرفة زفافه لمدة أسبوع يتلقى التهاني من الجيران والأصدقاء والأقارب وهذه الأمور لا توجد إلا في ريف دير الزور وما زلنا محافظين على هذه العادات والطقوس ولن نتخلى عنها».

زف العروس لعريسها

الباحث "كمال الجاسر" أوضح بالقول: «وفقاً للدراسات التاريخية عن محافظة دير الزور لم يكن هناك قديماً أي اختلاف في العادات والتقاليد التي تخص طقوس الزواج ولكن مع مرور الزمن والتطور الحاصل والعمران الذي تعرضت له المدينة وازدياد عدد سكانها أدت إلى الاختصار من هذه العادات والطقوس مع حفاظ أهل الريف عليها بكل تفاصيلها ولا يخلو الأمر من اختلاف هذه العادات والتقاليد بين قرية وأخرى أو ناحية وأخرى بما أن محافظة دير الزور مجتمع قائم على العشائرية ولكل عشيرة طقوسها وعاداتها وبالمجمل كلها جميلة ورائعة والبعض بقي متمسكاً بها والبعض الآخر قام باختصارها اختصاراً للوقت والأعباء المادية التي قد لا يستطيع العريس تحمل تكاليفها».

اسماعيل العثمان.