من الأحياء التي تتباهي بها مدينة "القامشلي" لشدّة جمالها ودقة ورصانة أبنيتها، وهو الممر الوحيد الذي يصل أغلبية الأحياء بالسوق المركزي ويلاصقه بشكل مباشر.

"مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 8/9/2013 تجوّلت في الحي ورصدت مواقف وأحاديث أهله وزوّاره، وكانت البداية مع الشاب "نينوس حنا" حيث قال: «منذ عشرين عاماً ونحن في هذا الحي، فهو يطل على أرقى منطقة في المدينة، والأهالي بدورهم يحاولون وبشتى الوسائل أن يقدموا له مؤهلات التميز والجمالية، ففي السنوات الخمس الأخيرة، أصبحت فيه محلات عامة ومطاعم باهرة ومقاهٍ مثالية، والكل في تنافس ليضفي على بيته أو شارعه لوحة جميلة، فالمئات وبشكل دوري يمرون في شوارعه وأزقته، ونحن بدورنا وخلال زيارات أصدقائنا لنا من خارج المحافظة، نقوم بجولة معهم على كل بقعة في حي "الوسطى"، فيقومون بالتقاط الصور التذكارية، والسعادة تكون كبيرة عندما يبدي الضيف إعجابه بمدينتنا وحينا، وكل أبناء المدينة يدعون ضيوفهم لزيارة الحي، ونحن نشاركهم في الترحيب والاستقبال».

ونرى مؤخراً إحداث بعض الاستراحات والمطاعم الراقية جداً ضمن الحي، وهناك أفران حديثة أيضاً، وانضمت إلى الحي معاهد تعليمية، إضافة إلى مطحنة "مانوك" الشهيرة. والأبنية التي كانت في الأربعينيات والخمسينيات حتّى السبعينيات ضمن الحي، كانت طينية، وأصبحت الآن فيلات وحدائق ومحلات راقية، والحي من المحطات الجميلة ضمن مدينة "القامشلي"

أمّا المغتربة "سحر عيسى" فعبرت عن إعجابها بالمدينة وتطور حيها وقالت: «منذ خمسة عشر عاماً وأنا بعيدة عن مدينتي وأهلي وحيي الذي تربيت فيه، ونلت منه وفيه كل علامات وعناوين السعادة، واليوم وبعد طول انتظار أقبّل حي "الوسطى"، وأذهلني التطور الكبير الذي يعانقه ومن كافة النواحي، فالنظافة في أبهى صورها، والجمال يحضر بقوة على جدرانه ومحلاته وشوارعه الفرعية، حتّى الزينة تطل على جميع الدور السكنية والشوارع، ونحن المغتربين كنّا في لهفة لرؤية ومشاهدة هذا الحي الذي استقبلنا في أول أيامنا للحياة قبل خمسة وثلاثين عاماً».

الباحث جوزيف أنطي

الباحث التاريخي "جوزيف أنطي" قلّب الصفحات للحديث عن حي "الوسطى" فقال: «منذ تأسيس مدينة "القامشلي" في منتصف العشرينيات من القرن المنصرم كان لابدّ أن يكون هناك حي قديم وآخر أقدم، ثمّ "التوسع" الذي هو سمة الحياة، وهكذا مدينة "القامشلي" التي انطلقت عمارتها الأولى في حي "قدوربك"، ومنذ ذلك الوقت والمدينة تشهد نمواً وتطوراً، فكان الحي الذي ينضم إلى قائمة الأحياء الجديدة، وهو حي "الوسطى"، فهو يتميز بحداثة شوارعه التي تسودها الاستقامة، أمّا الأبنية فكلها حديثة، وولادة الحي كانت في نهاية الثلاثينيات، وانطلق عند بناء أول ثانوية خاصة وهي ثانوية "القادسية"، ومن ثمّ كان بناء دور العبادة، وفي داخلها العديد من المدارس الخاصة، ومن أكثر الأحياء التي تحوي الدور الدينية والتعليمية».

ويتابع الباحث حديثه: «وهذا الحي يتصل "بالسبع البحرات" وهو نقطة فارقة وواضحة في مدينة "القامشلي"، بالإضافة إلى المتنزهات و"دوّار المحكمة" والعديد من المجمعات والدوائر الحكومية، وهناك فنادق ومسابح في قمة الرقي والتطور تقع على جنبات الحي، حتّى "المشفى الوطني القديم"، فهو يطل على الحي بشكل مباشر، أمّا حديقة "الكندي"، فهي من أجمل الحدائق في المدينة، وهي ضمن حرم الحي، وهي "متنفس" للمدينة بشكل كامل، و"شارع القوتلي" الجميل يحد الحي من الغرب، ويناظره شرقاً "شارع الوحدة"، ويصل إلى "شارع الرئيس" و"شارع السياحي"، ويمتد حتى يعانق "شارع الكورنيش"، وجميع الشوارع التي ذكرناها هي شوارع عامة ورئيسية في مدينة "القامشلي"، وتتفرع منها عدة شوارع فرعية».

ويقول الباحث "أنطي": «ونرى مؤخراً إحداث بعض الاستراحات والمطاعم الراقية جداً ضمن الحي، وهناك أفران حديثة أيضاً، وانضمت إلى الحي معاهد تعليمية، إضافة إلى مطحنة "مانوك" الشهيرة. والأبنية التي كانت في الأربعينيات والخمسينيات حتّى السبعينيات ضمن الحي، كانت طينية، وأصبحت الآن فيلات وحدائق ومحلات راقية، والحي من المحطات الجميلة ضمن مدينة "القامشلي"».