اكتسب النبع الشرقي في قرية "حمين" اسمه من أشجار التوت، ومنح خواص مياهه المعدنية لصحة أبناء القرية وفقاً لاعتقاداتهم الشعبية التراثية التي تزيد على أربعة قرون.

مدونة وطن eSyria وخلال زيارة قرية "حمين" الواقعة على الطريق العام الواصل بين مدينة "طرطوس" ومدينة "الدريكيش"، التقت بتاريخ 27/7/2013 السيدة "نوال شما" التي تحدثت عن تاريخ نبع "عين التوتة" فقالت: «نبع "عين التوتة" هو نبع مميز بالنسبة لأبناء القرية لتاريخه العريق في خدمة الأهالي بالمياه المعدنية النقية دائمة الجريان على مدار العام، وتاريخه العريق الذي يعود بحسب الروايات والأحاديث المتناقلة إلى قدمه مقارنة مع القرية الحديثة التي يعود تاريخها إلى حوالي /350/ عاماً خلت، فوجوده أقدم من وجود القرية الحديثه لأن طريقه تنظيمه وتجميع مياهه ضمن جرن صخري منحوت هو ما يوحي بذلك، وقد يعود إلى أول استيطان بشري في المنطقة أي إلى حوالي /1000/ عام سابقة».

أذكر في خمسينيات القرن الماضي أننا كنا نشاهد رجال ونساء أشداء في القرية، لا يملون العمل في حقولهم الزراعية على مدار ساعات اليوم، ناهيك عن مسموعية رجولتهم في بقية أرجاء المنطقة، وحين كنت أسأل عن السبب كان الجواب يأتيني من المعمرين، بسبب طبيعة مياه نبع "عين التوتة" التي يشربون منها، وكأن هذا الأمر أصبح عرفاً وطقساً تراثياً يميز النبع ويتناقله أبناء القرية

وتتابع السيدة "نوال": «أذكر في خمسينيات القرن الماضي أننا كنا نشاهد رجال ونساء أشداء في القرية، لا يملون العمل في حقولهم الزراعية على مدار ساعات اليوم، ناهيك عن مسموعية رجولتهم في بقية أرجاء المنطقة، وحين كنت أسأل عن السبب كان الجواب يأتيني من المعمرين، بسبب طبيعة مياه نبع "عين التوتة" التي يشربون منها، وكأن هذا الأمر أصبح عرفاً وطقساً تراثياً يميز النبع ويتناقله أبناء القرية».

السيدة نوال شما

السيد "أحمد يونس" من أبناء القرية قال عن النبع: «يقع نبع "عين التوتة" في نهاية تجمع أبنية القرية السكنية من الجهة الشرقية لها، والموقع بشكل عام يقع أسفل سفح جبل الشيخ "معلا حمين" المرتفع، وعلى الطريق الشرقي الواصل بين القرية ومدينة "الدريكيش".

كانت والدتي تحدثني عن وفائهم- كأبناء قرية- لنبع "عين التوتة" ويتجسد هذا في عمليات تنظيف دائمة في أواخر فصل الصيف، حيث يكون تدفق مياهه قد خف نوعاً ما، ليعود بعد ذلك إلى ألقه وحيويته التي كانت تجمع شباب وشابات القرية حوله، فمن النادر أن تجد شخصاً ما لا يملك ذكرى طيبة له عند هذا النبع».

نبع عين التوتة

المحامي "محمد شما" من أبناء القرية مقيم بجانب النبع، قال: «لقد كان نبع "عين التوتة" قبل تحديثه من قبل الدولة وبناء خزان تجميع اسمنتي له، مقصداً لجميع أبناء المنطقة للتزود من مياهه المعدنية العذبة، وكانوا ينزلون نحو جرن تجميع المياه بواسطة درج صخري مؤلف من حوالي سبع درجات منحوته بطريقة جميلة، وكان هذا الجرن الصخري منحوت بطريقة فنية رائعة عالية الدقة بمساحة دائرية حوالي المترين، وعمق حوالي ثلاثة أمتار، ويمتلئ من منبع المياه مباشرة ضمن الصخور الصماء.

ورغم أن مياه النبع كانت مكشوفة بالكامل على مختلف عوامل الطبيعة، إلا أنها صحية ونقية ومفيدة للأجسام بدليل عدم حدوث أي إصابة مرضية نتيجة شربها منذ القديم وحتى الآن، وهو أمر تحقق البعض منه بالتحاليل المخبرية للمياه».

نبع عين التوتة وفق جوجل إرث

أما السيد "بشار أحمد" فيؤكد أن سبب تسمية النبع نبع "عين التوتة" هو نمو أشجار التوت حوله وبكثرة، وهذا ما دفع أصحاب الحرف التراثية التقليدية لمجاورته في السابق، ومنهم مربو ومحلو شرانق الحرير، حيث كانت هذه الحرفة مزدهرة ولها سوق تصريف جيد في مدنية "الدريكيش"، وكانت عملية الحل تتم بجانب النبع لتوافر المياه بشكل دائم.