تدخل لفظة "الجحش" كمصطلح في كثير من الشؤون التي تمر بحياتنا، و"الجحش" هي كلمة سائدة عن الأصل وهي "الحمار" ذلك الحيوان الأليف المشهور بتحمله الشديد وصبره الدائم.
مدونة وطن eSyria التقت السيد "تيسير أبو جهجاه" يوم الأحد الواقع في 14/4/2013 الذي تحدث عما يعرفه عن المصطلحات العامية المتعلقة بالحيوان فقال: «أكثر ما يثير هذا المصطلح في النفس هو المرح والضحك والفرح فهو متعلق في عقول الناس أثناء قيام الأعراس الشعبية القديمة في جبل "العرب"، وخاصة في الدبكة على أنغام الشبابة أو المجوز، فعندما تشتعل الساحة بالغناء والعزف يتحمس الشباب للدخول في أجوائها بكل عنفوان وحيوية لإظهار قدراتهم أمام الآخرين وخاصة أمام الفتيات، ولكن هناك بعض الشباب الذين لا يتقنون الدبكة ويتمنون المشاركة فيها، فيدخلون في وسط الدبكة مما يربك الشباب الآخرين الذين ينتقلون تباعاً من جانبه ليجد نفسه بشكل مفاجئ أخيراً في السلسلة، فيطلقون على مكانه "الجحشة" أي استلم الجحشة، ويحيونه بشكل محبب على ذلك».
جحش عنه جحشاً أي تنحّى وانفرد، فهو جاحش وجحيش. وجاحش عن نفسه وغيره مجاحشة أي دافع وقاتل. وجاحش القوم أي زاحمهم. والجحش ولد الحمار وجمعه جحاش
أما السيد "سلطان قسام" المعلم في مصلحة الطينة، فقال عما يربط المصلحة بلفظة "الجحش": «عندما نصل في العمل لمنتصف الجدار الداخلي، نصبح بحاجة للسلالم العالية لإكمال العمل، وهنا نقوم بجلب مجموعة من الأخشاب مختلفة الطول، والأحجام لكي نصنع منها شكل مضلع، ونقوم بالوصل فيما بينها بالخشب العادي، وبطول المتر وبعرض كبير من الأسفل ليضيق في الأعلى حتى يثبت على الجدار، ونسميه (جحش السقالة) لأنه صغير الحجم، ويمكن أن نعمل منه شكلاً مشابهاً للوصل بينهما للتحرك بحرية أكبر في العمل».
ويقول السيد "يحيى أبو مراد" الذي يعمل بالزراعة عما يعرفه عن هذا المصطلح في الأعمال الزراعية: «بعد أن يبدأ القمح بالنضج ويحين قطافه، يذهب الفلاح مع أبنائه أو العمال الذين جلبهم للحصاد في الأرض، وعندما يبدأ الحصاد بالهمة المعروفة لإنجاز أكبر قدر من الزرع، يتوزع الحصادون في (إمّان) طويل، ويذهب بشكل تلقائي أضعف الحصادين إلى جوار الحد الفاصل للأرض، أو إلى (الثلم) الذي ينصّف الأرض لكي يهرب من نصف حصة، فيطلقون عليه (الجحاش)، وفي الأيام التالية عند توزيع العمل يقوم صاحب الأرض بكل تلقائية بالقول: "فلان على الجحشة"».
يقول الباحث الأستاذ "قاسم وهب" في كتابه معجم الألفاظ والتعابير المحكية في جبل "العرب" عن لفظة الجحش بالقول: «جحش عنه جحشاً أي تنحّى وانفرد، فهو جاحش وجحيش. وجاحش عن نفسه وغيره مجاحشة أي دافع وقاتل. وجاحش القوم أي زاحمهم. والجحش ولد الحمار وجمعه جحاش».
أما فيما يتعلق بالعامية المحكية الدارجة، فيضيف "وهب" بالقول: «اتجاحشوا أي تدافعوا بالأيدي، وتنازعوا بقصد اللعب والمرح، وهي من مصدر "مْجاحشة". جحاش وهو الحصّاد الذي يأخذ بالجانب البرّاني لنسق الحصادين، وغالباً ما يكون مقصراً عن جماعته متنحياً، ويقال فلان على الجحشة، أي يحتلّ مكان الجحّاش. وجحّش مرته (زوجته) أي أعادها بعد طلاقها. وجحش في الدراسة أي قصّر عن رفاقه.
والجحشنة: البلادة والغباء. وفي المثل الشعبي (جحش الورد عطشان)، ويضرب للمهمل الذي لا يعنى بما يقيم أوده. و(جحش الوِردْ): هو الجحش الذي يسير خلف أمه إلى مورد الماء ثم يعود عطشان دون أن ينتبه إلى المورد. أما جحش السقالة فهو زاوية خشبية ترتكز عليها سقالة البنّاء أو الطيّان. أما (جحش الكوي) فهو المنضدة المخصصة لكيّ الثياب. و(جحش الربابة) هو القوس الصغير الذي يرفع عليه الوتر ليصدر صوتاً».