تغذيه ينابيع كثيرة وله عدة روافد، يشكل في بدايته بحيرة "سد الصوراني"، في حين يخترق مجراه عدة قرى صارت قبلةً سياحية هامة في المنطقة، يقصدها الناس للاسترخاء من كل حدب وصوب.
مدونة وطن "eSyria" جالت على ضفتي النهر بتاريخ 25/2/2013 والتقت السيد "عبد الكريم اسماعيل" من قرية "الزريقة"، الذي تحدث بالقول: «لا تذكر القرية إلا ويتم ذكر نهر "البلوطة"، فهو معلم طبيعي سياحي يقصده الناس من مناطق بعيدة، إما لمشاهدة "بحيرة الصوراني" أو لقضاء الأوقات الجميلة بجانب النهر وبين جداوله من بدايته مروراً بكل قرية على حدة حتى مصبه في البحر، حيث تتوافر على طول النهر مناطق مميزة بموقعها وينابيعها، ووجود طرق توصل إليها.
تضعف مياه النهر عموماً في فصل الصيف وتبقى مجراه حيث الينابيع القوية، وأماكن أخرى تبقى مياهها دون جريان تملأ الأماكن العميقة في باطن النهر، بما يفيد بعض المزارعين في جني الخضار الصيفية القريبة من المجرى
ينبع النهر من جبال "برمانة المشايخ" من عدة ينابيع مشكلاً في بدايته بحيرة "سد الصوراني" الشهيرة، ماراً بين قريتي "خربة تقلا ومزرعة حميصية" ومحاذياً لقرية "الزريقة"، مروراً بين قريتي "جوبة صبح وبلاط" وهنا تصب فيه عدة ينابيع أهمها "ينابيع جورة الحصان".
يسير النهر بطريق منحنٍ بين الجبال والأودية المنحدرة وصولاً إلى جسر "الحاج حسن" بجانب قريتي "المروية والصفلية والكريم"، ليلتقي هنا رافده نهر "بيت صافي"، وهكذا يستمر النهر في جريانه المنحدر في معظم مناطق جريانه، وعلى طوله يتغذى "نهر البلوطة" بينابيع صغيرة، حتى يصل إلى قرية "قرقفتي" ثم إلى قرية "مرقية" حيث مصبه في البحر».
يحمل "نهر البلوطة" هذا الاسم في عدة مناطق لكن ليس على طول مجراه، حيث يسمى نهر "الصوراني" في بداية ولمسافة محدودة، ثم يطلق عليه اسم "البلوطة" وكذلك أسماء "الكرام، بلاط، قرقفتي، مرقية"، كما أن غزارة مياهه تختلف بين منطقة وأخرى فبعد سد الصوراني يضعف النهر قليلاً ريثما يبلغ ينابيع "جورة الحصان" حيث تزداد غزارته، وهكذا باتجاه روافده التي تزيده غزارة، ليضعف في أماكن اخرى حيث تقل الينابيع.
الشاب "محمد سليمان" من مدينة "طرطوس" تحدث عن نهر "البلوطة" وينابيعه، بالقول: «قصدت "نهر البلوطة" مرات عديدة برفقة اصدقائي كان آخرها في عام 2010، وتبدأ الزيارة عادة من "سد الصوراني" الذي يعتبر المعلم الأهم على مجرى النهر والذي يقصده الناس من كل مكان داخل سورية وخارجها، في حين نبحث كشباب عن المناطق الأفضل للسباحة وهي منتشرة على طول النهر، حيث يساعدنا أصدقاؤنا من المنطقة في اختيار أفضلها عمقاً واتساعاً، عدا وجود مراكز خاصة تقدم خدمات سياحية جيدة في أكثر مواقع النهر شهرة وأهمها منطقة "جورة الحصان".
ويعتبر جريان النهر صيفاً الميزة الأكثر أهمية بالنسبة إلينا كطلاب جامعيين، كما أنها فرصتنا الأفضل للتجوال وزيارة نقاط كثيرة على طول النهر، ولا يسعني القول إلا أن قضاء ساعات بقرب الماء وسط الطبيعة الغنية بمكامن الجمال يعتبر أكثر ما أتمناه ليوم سعيد، فضغوط الحياة تزول لا محالة، حتى ولو كانت جولاتنا على معظم مناطق النهر بأسمائه العديدة ذاتية الخدمة لعدم وجود استثمارات حقيقية في أماكن عديدة، أما في الوجه الإيجابي لمراكز الخدمة السياحية تلك فإنه يكمن في أن معظمها ذو صفة شعبية بما تعنيه الكلمة من بساطة المكان والتجهيزات والتكلفة المادية على الزبائن، أما الخدمة فهي مقبولة وجيدة في أي مكان قصدناه».
يشكل "نهر لبلوطة" جزءاً من تاريخ النشاط البشري للمنطقة المحيطة به قديماً وحديثاً فمظاهر النشاط البشري قرب ضفتي النهر واضحة بشكل كبير سواء باستصلاح الأراضي المحيطة أو بزراعة كثير من المحاصيل الصيفية التي تحتاج إلى مياه خلال فصل الصيف، أما قديماً فلا تزال بعض آثار القدماء واضحة بالقرب من المنطقة متمثلة ببناء محيط النبع في بعض الينابيع الشهيرة، كذلك وجود قلعة "الكهف" على مقربة من النهر، إضافة لبقايا المدافن وأدوات الحياة قديماً وفق ما يذكر بعض ممن التقيناهم من القرى المجاورة.
يقول السيد "ماهر اسماعيل" مزارع من قرية "الزريقة": «ارتبط نشاط الناس الزراعي بجريان نهر "البلوطة" في المناطق القريبة منه بالنسبة لقريتي والقرى الأخرى المجاورة للنهر، كذلك كان الناس ومازالوا يقصدون النهر إلى مناطق "الغبّيط"- وهي تعني المكان العميق- بقصد السباحة وصيد السمك الذي كنت أمارسه في صغري مع أولاد القرية بما توافر لنا من أدوات.
أما صيفاً فيشكل النهر مع ينابيعه مقصداً لأهالي القرى الذين يجتمعون كعائلات حول ضفاف النهر، وهذه عادة قديمة درج عليها الناس هنا سواء للجلوس والاسترخاء أو لصيد السمك وحتى لصيد العصافير بقرب النهر».
يضيف: «تضعف مياه النهر عموماً في فصل الصيف وتبقى مجراه حيث الينابيع القوية، وأماكن أخرى تبقى مياهها دون جريان تملأ الأماكن العميقة في باطن النهر، بما يفيد بعض المزارعين في جني الخضار الصيفية القريبة من المجرى».