كثيرة هي أنواع الخراف التي تختلف أسماؤها في وادي الفرات ولكن هناك نوع من الخراف يسمونه "المرياع" موجود في ريف "دير الزور" حيث يقوم الراعي بتربيته ليكون عوناً ودليلاً.
«تتحدد وظيفة "المرياع" بعد أن ينال الشهادة من الراعي وهي اكتمال نضجه وشكله حيث يوضع في رقبته جرس، ويختلف نوع الجرس ما بين كبير وصغير وقوة رنين الجرس ليكون دلالة لموقع "المرياع" فهو بحكم البوصلة والدليل لقطيع الأغنام»، هذا ما قاله "حسن المضحي" مربي الأغنام من قرية "الصبحة" بريف "دير الزور" لمدونة وطن eSyria في 2/3/2013.
تتحدد وظيفة "المرياع" بعد أن ينال الشهادة من الراعي وهي اكتمال نضجه وشكله حيث يوضع في رقبته جرس، ويختلف نوع الجرس ما بين كبير وصغير وقوة رنين الجرس ليكون دلالة لموقع "المرياع" فهو بحكم البوصلة والدليل لقطيع الأغنام
ويتابع: «هو الخروف الذي يعتمد عليه الراعي في توجيه الأغنام حيث يتم تعليق أجراس في رقبته لها رنين مميز يقوم بتنبيه مجموعة القطيع لمكان وجوده وعدم ابتعاد الأغنام عنه، و"المرياع" كبقية الخراف ولكن تم ترويضه وتربيته، ويقوم الراعي بتزيينه بالخلاخيل والخرز المزركش والملون لتمييزه عن بقية الخراف، وهو لا يرعى مع باقي القطيع وإنما يقدم له أفضل الطعام والسقاية والرعاية، وهو من الخراف المدللة والغالية الثمن حيث يقارب سعر الواحد منها في بعض الأحيان سعر عدة رؤوس من الأغنام، ويتم استخدامه عندما يكون القطيع كبيراً بحيث يتجاوز مئة رأس، واختياره يعود لفراسة الراعي وخبرته فيختاره من بين جميع الخراف على انه هو الخروف الصالح لان يكون مرياعاً».
وعن طريقة تربية الخروف ليصبح "مرياع" يحدثنا السيد "عايد العلي" ويقول: «المرياع هو خروف لم يذق حليب أمه وقد تم فصله عن القطيع منذ ولادته، ويقوم الراعي بدور الأم وذلك عن طريق تقديم الحليب للخروف بزجاجة مخصصة للرضاعة، ويضع الراعي أصبعه بحيث يشعر الخروف بأنه يرضع من ثدي أمه وعند تقديم الحليب لهذا الخروف يقوم الراعي بمناداته باسم معين قد اختاره له وذلك في كل مرة يقدم له فيها الحليب لكي يحفظ الخروف الاسم ويعرف انه هو المعني بهذا، وبعدها يفطمه الراعي عن شرب الحليب ويقدم له العلف من الخبز الجاف مع مناداته أيضاً بنفس الاسم، ولا يتم قص صوفه بحيث يكبر الخروف ويصبح صوفه كثيفاً، والهدف من كل هذه الأعمال هو أن يصبح مميزاً من بين الخراف إضافة لذلك أن يألف الخروف الراعي ويقترب منه كلما رآه ويستأنس به، ويقوم الراعي أيضاً "بخصيه" (إفقاده ذكورته) وبهذا يصبح غير قابل للإخصاب، وكذلك يقوم بقص مقدمة قرونه كي لا تستمر في النمو وتكون سبباً لدخوله مع الخراف الأخرى في معارك في موسم "القراع" وهو موسم التزاوج ما بين الخراف فلا تشغله عن مهمته الأساسية والوحيدة وهي ان يكون دليلاً للأغنام وعوناً للراعي، وعندما يصبح الخروف في عمر أربعة أشهر يضع الراعي في رقبته جرساً صغيراً ليتعود عليه وعلى رنينه وتهيئته لوضع جرس اكبر وله صوت أقوى ليتمكن القطيع من سماعه، ويقوم الراعي أيضاً باصطحاب هذا الخروف معه في نزهاته كما يتم تعويده على الكلب المرافق للراعي في رحلة الرعي بحيث يصبح لا يخافه وكأن بينهما اتفاقية على العمل معاً في خدمة الراعي في توجيه القطيع».
المدرس "إسماعيل العثمان" قال: «عندما ترى قطيع الأغنام تتمكن من تمييز "المرياع" من بينها جميعها لما له من هيئة ومنظر وهيبة لافته للانتباه فهو يكون كبير الحجم وصوفه كثيف جداً، إضافة لذلك يكون مزيناً وملتصقاً بالراعي أينما تحرك، فهو الخروف المدلل من قبل الراعي لما يقدمه من خدمات له في توجيه القطيع وعدم ابتعاده وشتاته».