لا يكتمل الفرح إلا بسماع "المهاهايات"، وهي الكلمات التي ترددها النساء حيث تضفي الحماسة العارمة كلما بدأت إحدى النساء بترديدها بصوت عال احتفاء بعرس، أو رجل عائد من سفر طويل.
مدونة وطن eSyria التقت الكاتب والباحث في التراث الشعبي الأستاذ "محمد جابر" يوم السبت الواقع في 2/2/2013 الذي قال عن هذا النوع الغنائي: «هو أحد الأنواع الغنائية الخفيفة التي تنشدها النساء في "جبل العرب"، علماً أنه نوع يكثر طرقه في الأعراس للتعبير عن الفرح والمفاخرة بالعائلة أو البلد والمديح للعروسين وأهلهما، وهو أغنية قصيرة جداً بكلمات موزونة أو مسجوعة تبدأ بقول (آويها أو آووها) ويتلو الشطر الأخير من المهاهايات زغرودة طويلة من النساء الموجودات في العرس».
هو أحد الأنواع الغنائية الخفيفة التي تنشدها النساء في "جبل العرب"، علماً أنه نوع يكثر طرقه في الأعراس للتعبير عن الفرح والمفاخرة بالعائلة أو البلد والمديح للعروسين وأهلهما، وهو أغنية قصيرة جداً بكلمات موزونة أو مسجوعة تبدأ بقول (آويها أو آووها) ويتلو الشطر الأخير من المهاهايات زغرودة طويلة من النساء الموجودات في العرس
وللمهاهايات أصول تتبعها النساء في "جبل العرب"، فلكل موقف أغانيه ومعانيه، وقد تفنن الشعراء المحليون بإنشادها وإضافة بعض البهجة عليها، ويؤكد السيد "شكيب الشاهين" المهتم بالشعر النبطي، وحفظ القصائد لموقعنا ذلك بالقول: «الجدير بالقول أولاً إن لكل خطوة في العرس تقاليدها التي يجب أن تحترم، فيوم العروس ليس كيوم الزفة، وكذلك عندما يكون العريس مدعواً عند أحد الأصدقاء أو الأقارب من أجل الاستحمام برفقة أصدقائه ورفاقه، وتكون نساء البيت موجودات لرؤيته ببذلة العرس، حيث تنبري إحداهن بالمهاهايات له ولرفاقه بالقول:
مباركة البدلة يا عريس يا خيي/ يا بو شوارب شقر وعيون لوزية
يبعث لعدوك حية رماديي/ تأكل من القلب ما تشبع من اللية
وتتبعها أخرى بعد الزغاريد بالقول:
ما شوف العريس طالع من باب الحمام/ شب أسمراني وبإيدو شمامة النمام
يوم نكشف عن جبينو اهتزت البلدان/ تشرب عوافي أبو فلان حامل الفنجان
ثم تختتم إحدى أخوات العريس بالقول:
بدلتك يا عريس فصلوها اثنين اثنين/ يا مهجة القلب يا نور العين
إن سألوني هالعريس جايي من وين/ كرمال عرسك لضوي الشمع يومين
ثم ينتقل الجميع من دار المضيف بعد تناول الحلويات والضيافة باتجاه منزل والد العريس للذهاب جميعاً لجلب العروس من منزلها، حيث تكون النسوة هناك قد جهزن العروس بثوبها الأبيض، وطرحتها المزركشة، أو ببذلتها العربية الزاهية الألوان، وهي البذلة الرسمية المعتمدة في الجبل قبل زمن طويل حيث تبدأ المهاهايات للعروس عند وصول العريس وصحبه للتفاخر بنسب العروس وأهلها وقريتها إن كانت ذاهبة غريبة، فيقلن:
يا ست فلانة يا بنت الكرم والجود/ يا شجرة علي وفيها ألف عنقود
لزين ثقلك ذهب ولزين ثقلك مال/ ولطلعك يا قمر تضوي عالبلدان
شيلي براسك ولوحي بكمك/ يا كحيلة يا أصيلة يا بنت أمك
يا قرص العسل شالو من تمك/ يا بنت أبو فلان والنعم منك
وبعد أن يقوم والد العروس أو أخوها بتسليمها إلى عريسها يأتي دور النساء المرافقات للعريس بالتفاخر بالعروسين معاً وسط زغاريد النساء العالية والحماسة الشباب التي وصلت إلى مداها، وتقول السيدة "ماجدة الخطيب" بعضاً منها:
نحنا خوات العريس دوبنا جينا/ طالبين الفرح ويا رب تهنينا
قولوا لأم العروس تطلع وتلاقينا/ شرابات ما بدنا فرحتنا بتكفينا
وهكذا حتى ينتهي الجميع من ردة العريس، وينطلقون بالحداء والأغاني باتجاه بيت العريس لتناول الطعام الذي يدعى "القرى" وهو عبارة عن أكلة المنسف العربي الذي تتميز به المحافظة منذ قديم الزمان.