للطقس والأنواء في التراث الشعبي في محافظة "حلب" حضور كبير، فقد أبدعتها عقول الأجداد وتناقلتها ألسنة الآباء لتدونها اليوم أقلام الأبناء والأحفاد.
حول القصص التي تحفل بها ذاكرة أهالي الريف الحلبي، والتي تتضمن الطقس، التقت مدونة وطن "eSyria" السيد "رشيد أحمد موسو" الذي أشار بالقول: «إن الذاكرة الشعبية لأهل منطقة "عفرين" حافلة بالعديد من القصص والحكايات الشعبية التي تدور حول أشهر السنة وفصولها وما تتضمنها من أحداث متعلقة بها كالمطر والثلوج والأربعينية والصقيع وغير ذلك.
هناك ظاهرة طبيعية أخرى تظهر خلال أو بعد هطول المطر مباشرة وهي قوس قزح، ولهذه الظاهرة أيضاً حضور في المعتقدات الشعبية، فالناس تقول بالمناسبة إن من يستطيع المرور من تحت قوس قزح فإنه سيتحول إلى أنثى إن كان ذكراً والعكس صحيح
لنبدأ بفصل الشتاء وهو فصل الأمطار والبرد، فالفلاح العفريني تعلم خلال الزمن أن يتخذ من الطبيعة نفسها رموزاً ودلالات ومثال ذلك التنبؤ بهطول الأمطار قبل هطولها بحوالي 48 ساعة بواسطة القمر، فإذا ظهرت حوله حلقة دائرية من الضباب /كما في الصورة الرئيسية/ فهذا دليل قرب هطول المطر، ولذلك كانوا يستعدون لها من خلال رش البذار أو السماد وغير ذلك.
أما إذا أعقب هطول المطر ظهور ضباب كثيف فهذا دليل بأن الجو سيتحول إلى مشمس لأن الضباب في الاعتقاد الشعبي هو رمز المصالحة، وحينما يحل فإنه يعقد مصالحة بين الدفء والبرد، فيرحل البرد ويحل مكانه الدفء.
إذا هطلت الأمطار والجو مشمس، وهذا كثيراً ما يحدث في المنطقة، فالناس تسمي هذه الظاهرة بعرس الثعلب، وبعد انتهاء هطول المطر يتناول المدعوون للعرس نبتة برية حمراء تنمو بالقرب من الصخور يسميها الناس شعبياً عنب الثعلب».
أضاف: «هناك ظاهرة طبيعية أخرى تظهر خلال أو بعد هطول المطر مباشرة وهي قوس قزح، ولهذه الظاهرة أيضاً حضور في المعتقدات الشعبية، فالناس تقول بالمناسبة إن من يستطيع المرور من تحت قوس قزح فإنه سيتحول إلى أنثى إن كان ذكراً والعكس صحيح».
وهناك العديد من الحكم والأمثال الشعبية حول الطقس لدى أهل "حلب"، تحدث عنها السيد "محمد أحمد" من أهالي حي "الشيخ مقصود" قائلاً: «إذا هطل مطر نيسان فقيمة المحراث الذهب والجواهر وإن تأخر مطر نيسان فلا قيمة له، فمطر نيسان مهم للغاية للمواسم الزراعية.
ومن بعض الأمثال:
مرور أربعينية الشتاء دون مطر أمر مهم للزراعة، وسماع صوت الرعد في الأربعينية يعني أن السنة الزراعية أجهضت.
خلي الحطبات الكبار لقرصات آذار.
أيلول دنبو مبلول، لأن هذا الشهر لا بد أن يشهد هطولاً للمطر ولو كان على شكل زخات.
شهر تموز هاوي وشهر آب شاوي، وهذا يعني بأن الحرارة خلال شهر تموز يتحملها الإنسان بسبب هبوب رياح باردة تجفف عرق الإنسان فينعش جسده، بينما حرارة شهر آب غير محتملة بسبب انعدام الرياح.
الدروة خير من الفروة، ويعني أن المكان الذي يقي الإنسان من الريح هو أفضل من لبس الفراء.
بين تشرين وتشرين يوجد صيف ثانٍ، لأن الناس يعتقدون بأن فصل الخريف هو امتداد لفصل الصيف الحار والحارق.
-الشتا شدة ولو كان رخا والصيف بساطو وسيع، فلو كان الإنسان يعيش في رخاء يظل فصل الشتاء ببرده شهر الشدة بسبب انحباس الناس داخل البيوت، بينما يستطيع الخروج والتنزه والعمل خلال فصل الصيف وبالتالي لا يحتاج إلى وسائل التدفئة والكثير من اللباس والمؤونة والمصاريف وغير ذلك.
مطر آذار يحيي اللي بار والمابار واللي أكلو الحمار، لأن مطر هذا الشهر بمجرد هطوله ينبت وينعش البذار المتأخر والناجح وحتى الذي أكلته الماشية.
الثلج خميرة الأرض، لأن الثلج يجعل الموسم وفيراً والأرض خصبة حيث عملية تبخر المياه ضعيفة».
-إن أقبلت آذار رواها وإن أمحلت آذار وراها، فالقول الفصل في عرف الفلاحين في نجاح الموسم الزراعي يعود لهطول أمطار شهر آذار.