اعتمد في بناء "الثكنة العسكرية" في محيط "قلعة حلب" على حجارة السفح الموجودة التي شيدت لمصلحة حراس القلعة، واختلف في من أمر ببنائها ولكنها اليوم تعد أيقونة معمارية داخل متحف أثري كبير هو "قلعة حلب".

الدكتورة الباحثة الأثرية "لمياء الجاسر" قالت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22/1/2013: «تقع الثكنة العسكرية بالقلعة في الجهة الشمالية من قلعة "حلب"، وهي "ثكنة إبراهيم باشا" وتتكون من مبنى مستطيل ومقسم إلى ثلاثة أقسام هي: القسم الغربي ويضم حالياً كافتريا، القسم الثاني وهو القسم الأوسط ويشغله متحف يضم بعض اللقى التي اكتشفت في قلعة "حلب"، والقسم الثالث وهو القسم الشرقي وهو مقر لمؤسسة "الآغا خان" خلال قيامها بترميم القلعة».

تتألف الواجهة الجنوبية من مدخلين يتقدم كل منهما عدد من الدرجات فوق الباب الأول بدءاً من الغرب لوحة تضم نصاً ويعلو كل من النوافذ والأبواب قوس مجزوء

وتضيف: «يؤدي درج ذو ردتين إلى القسم الغربي من الثكنة وقد فصل عن باقي أجزاء الثكنة بحاجز زجاجي بعد تحويل هذا القسم إلى كافتريا مدخله هو على شكل باب يعلوه قوس مجزوء يوجد فوقه نص كتابي ويؤدي هذا الباب إلى صالة توزع إلى غرفة على اليسار، وهناك على اليمين بابان يؤدي الأول إلى تواليت والثاني إلى المطبخ والخدمة وتقسم الصالة بواسطة ركيزة تحمل قوسين مدببين كبيرين والسقف مستو يضم جوائز حديدية والنوافذ مجزوءة يعلوها سقف من جذوع الشجر يعلوها قوس عاتق مجزوء. أما القسم الثاني وهو المتحف فهو عبارة عن بناء مكون من ثلاثة أروقة يفصل بينها صفان من الركائز وعددها ثمانية ركائز تحمل أقواساً مدببة كبيرة يضم الطرف الشمالي ثمانية نوافذ مجزوءة وفي الوسط باب يعلو أربعة نوافذ منها أقواس كبيرة مجزوءة معلقة بينما يعلو بقية النوافذ قوس عاتق مثلثي».

الباحثة الأثرية الدكتورة لمياء الجاسر

وتختم الدكتورة حديثها بالكلام عن واجهات الثكنة: «تتألف الواجهة الجنوبية من مدخلين يتقدم كل منهما عدد من الدرجات فوق الباب الأول بدءاً من الغرب لوحة تضم نصاً ويعلو كل من النوافذ والأبواب قوس مجزوء».

الدكتور "شوقي شعث" أمين المتحف الوطني بحلب سابقاً يقول عن تاريخ الثكنة: «يعود بناء هذه الثكنة إلى العام 1834م 1248 هجرية عندما أخذت جيوش "محمد علي باشا المصري" بقيادة ابنه "إبراهيم باشا" بلاد الشام وقسماً من جنوب الأناضول وقد بنيت لتكون مقراً للجند واستعملت بعد ذلك في العهد العثماني المتأخر وزمن الانتداب الفرنسي للغرض نفسه، وعلى واجهة البناء كتابة تشير إلى أنها بنيت مع غيرها من الأبنية من حجارة التحصينات المائلة حول القلعة والتي تسمى حجارة السفح».

النقش الكتابي فوق المدخل الثالث للثكنة

الدكتورة "نجوى عثمان" الباحثة الأثرية لها رأي مختلف حول باني الثكنة إذ تقول: «تقع الثكنة العسكرية إلى الشرق من الجامع الكبير في "قلعة حلب" ومع أن كل الدارسين للقلعة يقولون بأنها من إنشاء "إبراهيم باشا المصري" الذي حكم "حلب" من العام 1832م وحتى العام 1840م إلا أن النقائش الثلاثة الموجودة فوق أبواب الثكنة تشير إلى أنها بنيت أيام السلطان العثماني "عبد المجيد الأول" بين عامي 1844 -1850م».

وحول تلك النقائش تقول: «النقائش الثلاثة مكتوبة باللغة العثمانية، يوجد النقش الأول فوق المدخل الأول للثكنة بأبعاد 110 -69 سم وترجمته عن العثمانية هي: ملك الدنيا السلطان السعيد عبد المجيد خان اللهم زد في هيبته وفي أيام عمره، لقد عمر أثراً جديداً له وعمل بناءً رائعاً جداً من أجل الجنود في قلعة حلب سنة 1267*.

صورة للثكنة من خارج القلعة

النقش الثاني يوجد فوق المدخل الثاني للثكنة بأبعاد 112 -55 سم وترجمته: لقد أنشأ محمد باشا الثكنة العسكرية المعروفة بالقشلة بفن عظيم لا يمكن أن يكون له شبيه فهو الشرارة العظيمة للبرق اللامع الذي يعطي لمعاناً لمديح الناظر إليه سنة 1267.

وأما النقش الثالث والأخير فيوجد فوق المدخل الثالث للثكنة بأبعاد 104 -76 سم وترجمته: في هذا المكان المختار سكن والي حلب في الثكنة التي صنعتموها بأيديكم وقد زين هذا الأثر مدينة حلب الشهباء وهذا البناء كجوهرة العقيق بناه بشكل رصين والي حلب في أيام السلطان عبد المجيد خان في سنة 1267».

*التواريخ المذكورة في النقائش هي بالتاريخ الهجري.