يشاهد كثيراً في منطقة ظهر الجبل في محافظة "السويداء"، فهو يختار المناطق الجبلية ذات الارتفاعات العالية لقضاء فترة التربية فيها، إنه طائر "عقاب السهول" الذي يعد من أكثر أنواع العقبان تميزاً سواء في جمال شكله أو مناطق انتشاره.
ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذا الطائر وأماكن تواجده التقى موقع "eSuweda" الباحث في مجال الطيور الأستاذ "وجيه القنطار" والعامل ضمن مشروع التنوع الحيوي وادارة المحميات "UNDP" الذي حدثنا بداية عن الجولات التي قام بها في منطقة ظهر الجبل قائلاً: «سجل فريقنا مشهداً رائعاً في منطقة ظهر الجبل في محافظة "السويداء" بتاريخ 10/4/2012 لمجموعة من الطيور الجارحة المهاجرة، تلك المجموعة تميزت بتنوع أنواع الطيور فيها، ففيها "الحدأة" و"الصقر الحوام"، إلا أن القيادة كانت لطيرين كبيرين هما نوع من العقبان يطلق عليه اسم "عقاب السهول"، والجميل في الأمر أن هذا الطير اختار منطقة ظهر الجبل للمكوث فترة من الزمن، وهذا ما سجله فريق البحث في الجولة الثانية في شهر أيار، حيث سجلنا وجود زوجين في منطقة أخرى من ظهر الجبل، وهذا دليل على أن عقاب السهول يقضي فصل التربية في منطقة ظهر الجبل في "السويداء"».
يتردد هذا الطائر في أغلب الأحيان على السهول المعشبة والأراضي نصف الصحراوية، وهو يغيب عن السهول الساحلية كلياً، أما في فصل التربية (أي فترة نموه) فيتواجد في المناطق الجبلية على ارتفاعات عالية تصل إلى 2500 متر، فترة التربية تكون في نيسان، حيث يصل إلى مناطق التربية في آذار بمجموعات تصل مع بعضها بعضاً وتنتهي فترة التربية في أواخر تموز، حيث يغادر منطقة التربية في أواخر آب، التربية الناجحة تعتمد على توفر القوارض الصغيرة لإطعام الفراخ
أما عن أبرز صفات الطائر فأضاف: «عقاب السهول يشبه أغلب العقبان، لكنه يتميز بميزة أساسية وهي بقعة بنية شاحبة بالجزء الخلفي من الرأس وخصوصاً في العقاب البالغ، ويتميز بكبر منقاره حيث منطقة التثاؤب فيه تصل إلى ما وراء العين، ويمكننا مشاهدة بقعة شاحبة أو بيضاء وسط الظهر، ونجد منطقة ضم الأرجل مائلة إلى البياض أثناء الطيران حيث الجسم قاتم وتلك المنطقة بيضاء، ويوجد شبكات من الخطوط الرمادية القاتمة والفاتحة بأغلب الريش أثناء الطيران، الساقان تتميز بقصرهما ويكسوهما ريش لونه بني قاتم هذا بالنسبة للذكر، أما الأنثى فهي تشبه الذكر بكل شيء لكنها أكبر منه قليلاً».
يتابع: «في الطائر الحدث يوجد خط أبيض واضح على طول ووسط الجناح نراه أثناء الطيران على الجناح من الأسفل، وخط أبيض رفيع على حافة الجناح الخلفية، يصبح هذا الخط أسود واضحاً عند البلوغ، أما الريش فلونه شاحب، ويحتاج الريش ليبلغ من أربع إلى خمس سنوات، أما العقاب البالغ فلديه ريش أسمر غامق عموماً، والجسم يكون قاتماً أكثر من الأجنحة الرمادية نوعاً ما، ريش الذيل لونه رمادي وعليه خطوط رمادية قاتمة، يعيش هذا الطائر 40 عاماً، يبلغ طوله بين 72 – 80 سم، وطول أجنحته وهي منفردة بين 160 – 200 سم، ووزنه من 2500 – 4000غ».
لهذا الطائر طريقة تميزه في طيرانه، وهو عرضة للمضايقات، وللمعرفة عن هذا الأمر تابع الأستاذ "وجيه" بقول: «لعقاب السهول أجنحة طويلة وواسعة، حيث يطير محركاً جوانحه بشكل ثقيل وبطيء وذلك أثناء التحويم، بينما يبقي جوانحه منفردة أثناء الطيران العادي بشكل أفقي تماماً، وله سبعة أصابع سوداء واضحة وطويلة في نهايات الأجنحة، وهو يتعرض وبشكل دائم للكثير من المخاطر والمضايقات أثناء هجرته حيث دمار الموئل، واصطدامه بخطوط الكهرباء والصيد، بالنسبة لصوته فهو صامت في فترات نموه، ولكنه يعطي صوت نعيق مثل "الغراب" بين الحين والآخر، إذا تعرض إلى تهديدات أو للإنذار بشيء ما».
المهندس "نزيه عماشة" رئيس دائرة الحراج في "السويداء" تحدثت عن البيئة التي يعيش فيها عقاب السهول بالقول: «يتردد هذا الطائر في أغلب الأحيان على السهول المعشبة والأراضي نصف الصحراوية، وهو يغيب عن السهول الساحلية كلياً، أما في فصل التربية (أي فترة نموه) فيتواجد في المناطق الجبلية على ارتفاعات عالية تصل إلى 2500 متر، فترة التربية تكون في نيسان، حيث يصل إلى مناطق التربية في آذار بمجموعات تصل مع بعضها بعضاً وتنتهي فترة التربية في أواخر تموز، حيث يغادر منطقة التربية في أواخر آب، التربية الناجحة تعتمد على توفر القوارض الصغيرة لإطعام الفراخ».
أعشاش هذه الطيور غالباً ما تكون على الأرض وعن هذا الأمر أضاف "عماشة": «يبنى العش عادة على الأرض مع مراعاة البيئة المحيطة، لكن في أغلب الأحيان ضمن الغابات يبنى على الأشجار الصغيرة، تكون بضعة أمتار فوق الأرض، إن العش يبنى من الأعواد والأغصان الصغيرة والخرق والعظام وروث الجمال والريش، الأنثى تضع من 1-3 بيضات، تحتضن هذه البيوض حوالي 45 يوماً حتى تفقس، ويكون ذلك في أغلب السهول الآسيوية أثناء انطلاقه من رومانية إلى منغوليا، تستغرق الفراخ لتكسى بالريش مدة 55 إلى 65 يوماً، يكون ريشها في البداية أبيض ثم يتحول إلى رمادي، وفي فصل الشتاء تكون في افريقيا والهند والشرق الأوسط».
أما بالنسبة إلى التغذية فعقاب السهول يتغذى على القوارض الأرضية الصغيرة والسناجب والفئران وبعض الطيور الأرضية وأحياناً على الصراصير والنمل الأبيض، يمكن أن يصطاد بالانقضاض المباشر على الفريسة أو بالمشي على الأرجل حيث ينتظر فريسته أمام الجحر الخاص فيها ثم يأسرها بمخالبه.