قيل عن حرب تشرين التحريرية: "كانت حرب تشرين التحريرية اختراقاً للمستحيل، ومثل تعانق القدرة مع التمني، وباهرة في خطوتها الأولى كأول ضوء لفجر مأمول في ليل الهزيمة الطويل".
تزامناً مع الذكرى السابعة والثلاثين لقيام حرب تشرين التحريرية أقام المركز الثقافي في مدينة "شهبا" ندوة بعنوان "حرب تشرين التحريرية في الرواية السورية" للباحث والكاتب "جمال أبو جهجاه" تحدث فيها عن الروايات التي تناولت الحرب والنصر بروايات ومقالات عديدة ومنوعة، وقد تناول الباحث "أبو جهجاه" في دراسته نموذجين لكاتبين عملاقين هما الشاعر "نزار قباني" الذي أضاف إلى شاعريته وما صوره لنا بهذه الانتصارات، بعض خواطره ورواياته وأفكاره التي كتبها بشكل أسبوعي طوال فترة الحرب فكان بمثابة روائي يتحدث عن البطولات الخارقة، إضافة إلى بعض ما كتبه الروائي "حنا مينة" في روايته المرصد الذي كان يقصد فيها مرصد "جبل الشيخ" حيث تحدث قائلاً: «كتب "نزار قباني" في 15/10/1973 في مجلة الأسبوع العربي "ربع مليون جندي مصري، كسروا قمقم الصبر أخيراً وقفزوا إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لكي يستردوا للأمة العربية شرفها الضائع، ومئة ألف جندي سوري ينهمرون كالبرق على مرتفعات الجولان ليضيئوا من جديد تاريخنا الغارق في العتمة.
حرب تشرين التحريرية هي حرب النصر والعزة لكل العرب، وعلينا إحياء ذكرى قيامها كما تستحق، وتسليط الضوء على ما قيل عنها وعلى الأقلام التي سطرت بطولاتها، ومن هنا جاءت فكرة المحاضرة، وقد قدم الباحث "جمال أبو جهجاه" في هذه المحاضرة دراسة لبعض ما كتب عن تلك الحرب في الأدب السوري، تناول كاتبين وذلك لضيق الوقت، إلا أنه في الحقيقة عدد كبير من الروائيين والكتاب والشعراء والصحفيين تحدثوا عن انتصارات تلك الحرب
أما ما كتبه الروائي "حنا مينة" في روايته المرصد التي جاءت محكمة بنسيجها الفني والإنساني والوطني والقومي العربي والتكتيك العسكري كخطة محكمة، وأنا جازم بأنه التقى بالأبطال الذين اقتحموا مرصد جبل الشيخ، فقد أخذ منهم ساعات مثلما أخذ اقتحام القناة تفكيراً وتدريباً وتخطيطاً فكرياً ثم شجاعة نادرة لأن العدو الصهيوني والموساد مع المخابرات المركزية الأمريكية كانت تضع عناوين الاستحالة بل المعجزة من أي فكر عربي أو قوة عربية بل من المستحيلات خرق هذين الحصنين مرصد جبل الشيخ وخط قناة السويس، وإن ما قرأته في الرواية من أحداث الخطة وعملية الاقتحام وما رافقها من بسالة عربية خارقة ونادرة، تحدث عنها هنا وفي هذه الصالة بطل الجمهورية العربية السورية الذي قاد مجموعة من المجموعات التي اقتحمت المرصد "نايف العاقل"، لكنها جاءت من الروائي حنا مينة بأسلوب يجعلك في عالم الأساطير لهذه الشجاعة العربية التي رافقت كل من اخترق الحصن الحصين، فيقول الكاتب عن ساعة اتخاذ قرار الحرب: "إن عقارب الساعة فيما تبقى من وقت لا تقطع مسافة بين رقم ورقم، فمع كل تكة تنقضي ثانية، ومع انقضاء كل ثانية يودع الزمن مرحلة الماضي، وتقترب تلك اللحظة الكبيرة المجيدة، للأمر الذي سيكون فاصلاً بين عهدين، قبل تشرين وبعده، فك القائد الكبير ساعته من معصمه ووضعها على الطاولة، راح يحدق فيها حابساً أنفاسه وتوسعت حدقتاه وتوسعت معهما رقعة الساعة واتسعت، تقارب العقربان إنها الثانية ظهر السادس من تشرين، دقت ساعة الحرب يحيا الوطن، وردد الضباط من أركان الحرب يحيا الوطن وتعانقوا، ضجت القاعة بهم، انتقلوا في الزمن من مرحلة إلى أخرى، انتصبت قاماتهم، وقال القائد: أيها الإخوة! ها هي الساعة التي كنا ننتظر"».
الروائي "منير بو زين الدين" رئيس المركز الثقافي في مدينة "شهبا" قال: «حرب تشرين التحريرية هي حرب النصر والعزة لكل العرب، وعلينا إحياء ذكرى قيامها كما تستحق، وتسليط الضوء على ما قيل عنها وعلى الأقلام التي سطرت بطولاتها، ومن هنا جاءت فكرة المحاضرة، وقد قدم الباحث "جمال أبو جهجاه" في هذه المحاضرة دراسة لبعض ما كتب عن تلك الحرب في الأدب السوري، تناول كاتبين وذلك لضيق الوقت، إلا أنه في الحقيقة عدد كبير من الروائيين والكتاب والشعراء والصحفيين تحدثوا عن انتصارات تلك الحرب».