"الكيك بوكسينغ" لعبة حديثة العهد في الرياضة "السورية"، نشأت بجهود أبطال ألعاب القوة ومعظمهم من أبطال الملاكمة، حقق أبطالها إنجازات هامة على الرغم من الاهتمام المتواضع بها.
"منذر حلوة" رئيس اللجنة الفنية لرياضة "الكيك بوكسينغ والووشو" في "حلب" والحائز الحزام الأسود (3دان) والحكم الحاصل على شهادة مدرب دولي من "الاتحاد الآسيوي" يعرفنا على رياضة "الكيك بوكسينغ" بالقول: «هذه الرياضة هي عبارة عن خليط مؤلف من أكثر من لعبة منها الملاكمة وبعض حركات الجودو والكاراتيه ويوجد فيها أكثر من نظام للعب فيها الأول يدعى نظام "الفول كونتاكت" وهو معتمد بفئة الرجال وهو يعني قمة الالتحام ويعتمد هذا النظام على العنف، النظام الثاني يدعى "اللايت كونتاكت" وهو محدد لسن الشباب والأشبال والناشئين والصغار من عمر الثامنة عشرة وأقل وهو نظام يعتمد على اللمس، والنظام الأخير فهو "الوكيكس" ويستخدم فيه الضربات المنخفضة والمسموح فيه الضرب على قصبات الرجل أي تحت الحزام.
ساهم رياضي ألعاب (الملاكمة، الجودو، الكاراتيه والتايكوندو) في بداية هذه اللعبة حيث جمعت أكثر من شريحة، وفيما بعد بدأت خطوات التخصص حيث تم تدريب اللاعبين على مبادئ "الكينك بوكسينغ" وتم التركيز على قواعد اللعبة في "حلب" على يد مدربين في مقدمتهم "محمد علي ومحمد شومان" اللذان أخرجا أبطالاً على مستوى "حلب" و"سورية" والمستوى العربي
أما طريقة احتساب النقاط في المباراة في نظام "الفول كونتاكت" يكون الضرب بمشط الرجل ولا تحتسب النقطة إلا إذا كانت الضربة من فوق الحزام وعلى الوجه تحتسب نقطتان، فيما بلعبة "الوكيكس" إذا جاءت الضربة من تحت الحزام تحتسب نقطة.
اللعبة تعتبر بسيطة في "سورية" لأنها لعبة حديثة أمام باقي الألعاب والسبب يعود لأن اتحاد "الكيك بوكسينغ" تم تأسيسه منذ سنوات قليلة بعام 2001 حيث كانت اللعبة تابعة لاتحاد الملاكمة وبعد فترة من الزمن انفصل عنه وأول من ترأس اتحاد "الكيك بوكسينغ" الطبيب "مروان فياض" ومجموعة من المؤسسين المدربين للعبة منهم "محمد علي" من "حلب" و"محمد سلعس" و"معتز عبيد" من "دمشق" والمحامي "أحمد بارودجي" من "حماة"».
يتابع السيد "حلوة" بالقول: «ساهم رياضي ألعاب (الملاكمة، الجودو، الكاراتيه والتايكوندو) في بداية هذه اللعبة حيث جمعت أكثر من شريحة، وفيما بعد بدأت خطوات التخصص حيث تم تدريب اللاعبين على مبادئ "الكينك بوكسينغ" وتم التركيز على قواعد اللعبة في "حلب" على يد مدربين في مقدمتهم "محمد علي ومحمد شومان" اللذان أخرجا أبطالاً على مستوى "حلب" و"سورية" والمستوى العربي».
بالانتقال لواقع المشاركات في البطولات للاعبي "الكيك بوكسينغ" يقول السيد "حلوة": «كانت مشاركاتنا في البطولات الخارجية قليلة لأن الكادر قليل ولكونها لعبة حديثة النشأة، ومع ذلك فنحنُ لدينا أبطال كثيرون أحرزوا انجازات على الصعيد العربي في أوائل البطولات التي كانت بعام 2008 عبر البطل "علاء الشيخ نايف" من "حلب" علماً أن مشاركة الفريق اقتصرت على ثلاثة أو أربعة أوزان فقط، وفي الأعوام 2009ـ2010 لم نشارك بالبطولات لأن الاتحاد السابق كان غير مبال بالمشاركات الخارجية، وفي بداية السنة الحالية 2011 تولى الاتحاد الجديد للعبة الذي يترأسه الأستاذ "محمد منار بذرة" الذي هو أولاً ابن هذه اللعبة وثانياً لديه المقدرة على العمل ويتفهم قوانين اللعبة ويملك آلية بالتعامل مع كوادر هذه اللعبة ويعطي كل إنسان حقه، كانت أولى بوادر العمل السليم باتحاد "الكيك بوكسينغ" إقامة دورات للتحكيم وإجراء فحص تحديد المستوى للاعبين وهذا الاهتمام يأتي بالنتيجة الايجابية ما ينعكس على إنشاء قاعدة متينة من أبطال "الكيك بوكسينغ"، وتعد "حلب" الرائدة على مستوى أبطال "الكيك بوكسينغ" فهذه السنة أحرز أبطالها لقب بطولة الجمهورية، كذلك الأمر في الأولمبياد الوطني للناشئين استحقت "حلب" المركز الأول، ومثل لاعبو حلب المنتخب الوطني في بطولة كأس آسيا التي أقيمت في "إيران" وحققوا نتائج ايجابية بإحراز المركز الوصيف في البطولة، وحالياً هناك أربعة لاعبين سيمثلون منتخب "سورية" للرجال والسفر إلى بطولة تقام في "عمان"».
عن واقع التحكيم برياضة "الكيك بوكسينغ" يتابع الأستاذ "حلوة": «يوجد في حلب 15 حكماً والجميع غير مفرغين إلا في وقت البطولة حيث نوجه لهم دعوة للمشاركة في قيادة مباريات البطولة، ويعود سبب قلة عدد الحكام إلى تقصير الاتحاد السابق في إقامة دورات لصقل الحكام وتعزيز خبرتهم بالتحكيم ما ينعكس على شخصية الحكم داخل الحلبة، إضافة لذلك فحكام "الكيك بوكسينغ" يقودون عدداً ضئيلاً من المباريات ما يؤدي لفقدان الخبرة لأن الممارسة هي الأساس في أي عمل ناجح حتى وإن كانت المشاركة الأولى نسبة نجاحها قليلة فمع الممارسة ستصبح أفضل فالخبرة والمتابعة والاستمرارية تلعب دورها في البطولة وتُكسب الحكم نجاح أكبر لأن الحكم ذا الخبرة الضعيفة تهتز ثقته أمام المدرب واللاعب ويفقد السيطرة على مجريات المباراة».
أما بالنسبة لمستقبل هذه اللعبة فيقول: «المستقبل للكيك بوكسينغ سيكون أفضل من السابق بسبب الاهتمام الكبير الذي تتلقاه هذه الرياضة من قبل اتحاد اللعبة ومكتب ألعاب القوة في "حلب"، ولكن هنالك بعض العقبات الفنية التي تواجهها اللعبة حيث نجد أن كل مدرب يعتمد طريقه خاصة بالتدريب فنرى مدربين لديهم لاعبين نالوا بطولة ما يصيب المدرب بنوع من الغرور ويؤدي ذلك إلى الاستهتار ونسيان الأمور الفنية والاهتمام بالأمور المالية ونتمنى تلافي ذلك الخطأ لتبقى رياضتنا بنمو متقدم.
نهدف في المستقبل القريب أن تكبر هذه اللعبة وتنتشر في المحافظات ونسعى للمشاركة في البطولات الخارجية ولاسيما أن الاتحاد الرياضي وفر العديد من صالات التدريب و"حلب" تملك صالات للتدريب على مستوى جيد تضاهي بإمكانياتها تلك الصالات الموجودة في الدول المجاورة، منها مركز في صالة "الأسد" يدرب فيه المدرب "محمد العلي" وفي "الحمدانية" بصالة البطولات "علاء عيدو"، ونحنُ نسعى باستمرار لأن يكون أبطال "حلب" في "الكيك بوكسينغ" بالمراكز الأولى دوماً على مستوى الجمهورية.
ختاماً أتمنى إقامة مركز قاعدي للمبتدئين الجدد ومركز نوعي للاعبين أصحاب الخبرة لنكسب من خلال ذلك وجوه جديدة ونوّسع دائرة اللعبة في البطولات وأتمنى التقدم المستمر للكيك بوكسينغ "السوري"».
"علاء عيدو" مدرب رياضة "الكيك بوكسينغ" بنادي "الجيش" تحدث عن رياضته بالقول:
«بدأت اللعبة بعام 2001 وساهم المدربون "محمد العلي، أحمد البارودي، ومعتز عبيد" بتنشيط اللعبة، بالنسبة لي أنا كنت حاصلاً على بطولة الجمهورية بعام 2002 ودفعني مدربي لأن أتجه لممارسة لعبة "الكيك بوكسينغ" وحصلت على بطولة "حلب" وتبعتها بالحصول على بطولة الجمهورية.
أساس اللعبة هو ضرب (البوكس) أي إن الملاكمة تستخدم بشكل كبير باللعبة، وأبطال "حلب" هم مسيطرون على البطولات بشكل عام ويشكلون النسبة الأكبر من المنتخب الوطني في البطولات الخارجية فلاعبونا أجروا العديد من المعسكرات بتركيا بعدها أحرزنا 7 ذهبيات في بطولة كأس آسيا في إيران».
والتقينا "فخري أحمد" لاعب برياضة "كيك بوكسينغ" حدثنا عن رأيه برياضة "الكيك بوكسينغ" بحلب ورأيه بواقعها: «كنت أمارس رياضة الملاكمة بعدها انتقلت لرياضة "الكيك بوكسينغ" لأنني وجدت فيه حرية الحركة باستخدام اليدين والقدمين، شاركت ببطولة الجمهورية للشباب وأحرزت المركز الثاني على الرغم من تعرضي لإصابة باليد وأطمح لأن أمثل المنتخب الوطني بالمستقبل القريب بإحدى البطولات العالمية، وأتمنى الاهتمام بتوفير مستلزمات التمرين التي نحتاجها لأداء الحركات المتعلقة باللعبة».