يحتفظ كل منا بلحظات جميلة في ذاكرته، يتذكر منها مشاهد وأصواتاً وأحياناً عبق المكان وحرارة الطقس، "ليلة الحناء" طقس اجتماعي "حوراني" دائماً يبقى في ذاكرة من شاركوا بإحيائه.

هذه الليلة مازالت تحتفظ بأغانيها وأشعارها وطقوسها الخاصة منذ مئات السنين، موقع "eDaraa" التقى بتاريخ "5/10/2011" الحاج "محمود المهدي" /من أهالي حي "درعا المحطة"/ ليحدثنا عما في جعبته من ذكريات تخص ليلة الحناء لدى أهالي محافظة "درعا": «في "ليلة الحناء"-وهي الليلة التي تسبق مباشرة "ليلة الدخلة"- لا يلتقي العروسان معاً، فبالنسبة للعروس التي قبلت الضيافة لدى العم أو الخال تقتصر حفلتها على صديقاتها اللواتي جئن يتحنين من جهة ويباركن لها بدفع النقوط- الهدايا- من جهة أخرى وهن يغنين لها أثناء وضع الحناء في يديها:

في "ليلة الحناء"-وهي الليلة التي تسبق مباشرة "ليلة الدخلة"- لا يلتقي العروسان معاً، فبالنسبة للعروس التي قبلت الضيافة لدى العم أو الخال تقتصر حفلتها على صديقاتها اللواتي جئن يتحنين من جهة ويباركن لها بدفع النقوط- الهدايا- من جهة أخرى وهن يغنين لها أثناء وضع الحناء في يديها: "حنيت ايدي ولا حنيت جفاتي/ وشو عجلكم ما ودعت خياتي يا لاهل يا لاهل يا محلا لياليكم/ يا محلا النومة بفية علاليكم يا لاهل يا لاهل لا يهنى لكم خاطر/ وشو عماكم عن ابن العم هالشاطر". بينما يكون العريس منهمكاً مع أصدقائه في ساحة داره في نحر الذبائح وطهو الطعام استعداداً لإطعام المدعوين الذين غنوا له: "حنيت ايديا ولا حنيت اصابيعي/ يا محلا النومة بحضين المرابيع"

"حنيت ايدي ولا حنيت جفاتي/ وشو عجلكم ما ودعت خياتي

السيد محمود المهدي

يا لاهل يا لاهل يا محلا لياليكم/ يا محلا النومة بفية علاليكم

يا لاهل يا لاهل لا يهنى لكم خاطر/ وشو عماكم عن ابن العم هالشاطر".

غناء الحدادي

بينما يكون العريس منهمكاً مع أصدقائه في ساحة داره في نحر الذبائح وطهو الطعام استعداداً لإطعام المدعوين الذين غنوا له:

"حنيت ايديا ولا حنيت اصابيعي/ يا محلا النومة بحضين المرابيع"».

السيد أحمدالمسالمة

أما عن مراسم يوم الزفاف فقد حدثنا السيد "أحمد المسالمة" الباحث في التراث قائلاً: «لكل مرحلة من مراحل ذلك اليوم مجموعة من الكلمات التي تشكل أهزوجة خاصة به، فبعد استضافة العروس من قبل عمها أو خالها لتقام في داره مراسم الزفاف وأثناء تلبيسها ثياب العرس يغنى لها:

"ريت من عنده ذهب يذهب عليه/ ليش ما يشرى غزال يلعب عليه

ريت من عنده ذهب يقلب عليه نحاس/ ليش ما يشرى من البيض النعاس.

وعند تجلاية العروس- و"التجلاية" تعني أن تضع العروس يديها المشبوكتين معا بشكل مقلوب على جبينها بأن يكون باطن الكفين إلى الخارج- وتمسك إحدى النساء بالعروس وتهزها يمنة ويساراً بينما تردد النساء الباقيات التالي:

"أول ما نبدي صلوا ع النبي/ أولها لمحمد وتاليها لعلي

لبست جديد هدوم/ شلحت جديد هدوم"

"والدق عالزردوم/ واقلبوا بيدي

لبست جديد الجوخ/ شلحت جديد الجوخ

والدق عالزردوم/ واقلبوا بيدي"

أما عند تلبيس العريس فيغنى له أيضاً أغاني خاصة منها:

"جديدك ياراعي الجديد/ ياريته مبارك وسعيد

فرش العلية والليلة/ والنومة الهنية والليلة

يا عويناني والليلة/ عندنا باتي والليلة"

وتباهياً بالعريس يغنى له فيما يعرف بـ"الحدادي":

يابنت يللي ع المصيف/ دونج مراشح خيلنا

إنتي غواج بشنبرج/ واحنا غوانا سيوفنا"

وفي طريق ذهاب العريس لإحضار عروسه يغنى:

"من وادي لوادي ياما مشينا من وادي لوادي

ومن بنات الجوادي حنا خذينا من بنات الجوادي

من صيرة لصيرة ياما مشينا من صيرة لصيرة

من بنات الاميرة حنا خذينا"

وتغني النساء عند خروج العروس من بيت مضيفها:

"يا بيي فلان قوم اطلع عروسنا/ والشمس غابت وأوجعتنا روسنا"

وتعبيراً عن الفرح فيما سمي "بالترويد" يغنى لها في طريق اصطحابها إلى بيت العريس:

"خش الفرح دارنا/ يا مين يهنينا

والمبغضين ابعدوا/ عنا ولا جونا

والمحبين جونا/ جونا يهنونا"

وأيضاً قد يغنى:

"كثر الله خيركم يخلف عليكم كثر الله خيركم

ما اعجبنا غيركم بين النسايب ما اعجبنا غيركم"

وختم السيد "المسالمة" بقوله: «أخيراً وبينما يكون العريس أو العروس راكباً على الفرس ومن أمامه الرجال ومن خلفه النساء يغني الرجال إما جوفية أو حداء بينما تغني النساء وبصوت خفيف:

"يا زارعين الجوز فوق الجوامع/ فلان على الحمرة كنو لوامع

وإن لاقته أخته تقول له الحذية/ يقول إبشري بالطوق مية عمية"».